رغم ما تمر به مصر من أحداث فإنها مازالت فى قلب كل عربى ممن يتمنون لها أن تخرج من كبوتها الحالية.. أمنية كل عربى أن تنهض مصر لكى تقود العالم العربى من جديد، فهم يؤمنون حقا أنها قلب العروبة النابض، وبدونها لن تستقيم الأمور، وقد تجد من يتعاطف مع الإخوان لكن تعاطفهم لا يمنعهم من الدعاء لمصر، لأنهم فى النهاية إما مرتبطون بأيديولوجية دينية أو سياسية أو وقعوا فريسة إعلام مضلل، لكنهم فى النهاية يحبون مصر أيا كان الوضع.
فى سلطنة عمان حينما تذكر اسم مصر أو يعرف أحدهم أنك مصرى يبادرك بالسؤال عنها وعن مستقبلها.. لا هم لهم إلا مصر، فنان أو مثقف أو سياسى، الكل يذكر مصر بالخير، يحملون جميل المدرسين الذين تعلموا على أيديهم والأطباء الذين عاشوا معهم، وكثيرون ممن تركوا ذكريات طيبة لهم ولمصر وتركوا جالية مصرية مازالت تحظى باحترام وتقدير كل عمانى.
طيبة أهل عمان تتكشف أمامك بمجرد أن ترى أحدهم، يشعرونك بأنك وسط أهلك وأنك لست غريبا، لذلك لم أستغرب حينما أكد المصريون العاملون هناك أنهم كما لو كانوا فى بلدهم، وساعد فى ذلك تفانى المصريين فى أعمالهم وعدم إثارتهم المشاكل رغم الاختلافات السياسية التى تظهر بينهم، فهمهم الأول هو العمل ليس إلا.
الأربعاء الماضى كان حديث العمانيين عن الانتخابات الرئاسية المصرية بعد إعلان المشير عبدالفتاح السيسى استقالته وقراره خوض الانتخابات الرئاسية، يتحدثون عن مصر وكأنهم يعيشون فيها، آراؤهم تقترب مما يراه المصريون.. يتألمون من الإرهاب الذى نعانى منه، ويدركون حجم المخاطر التى تحيط بنا فى الداخل ومن الخارج، لكنهم يتحدثون بحساسية من لا يريد الاقتراب من الوضع المصرى، لما لديهم من حساسية أن يقال إنهم يتدخلون فى شؤون مصر الداخلية ولهم فى ذلك أسباب ومبررات سمعتها من كثيرين وربما أتناولها فى مقال لاحق، لكنهم يؤكدون أن مصر فى قلوبهم ولن تخرج منه مهما حدث.
ربما ما أقوله ليس جديدا على أحد، لكنها محاولة لتأكيد الخصوصية التى تحظى بها مصر والمصريون لدى السلطنة والعمانيين، ويكفى هنا أن أشير إلى الاهتمام الذى يوليه السلطان قابوس بمصر وهو ما سبق أن أكد عليه يوسف بن علوى وزير خارجية السلطنة الذى قال إن عمان حريصة على تقديم الدعم لمصر خلال المرحلة المقبلة، وقال إن مصر هى الشقيقة الكبرى للسلطنة، وإن سرعة استعادة الاستقرار فى مصر انعكس بالإيجاب على أمن واستقرار المنطقة العربية.
عدد الردود 0
بواسطة:
عماني
لسنا مع الظلم