فى ذكراه الـ37..

عبد الحليم فى مذكراته: أصدقائى يصفوننى بـ"الذكى" لكنى "إنسان حساس"

الأحد، 30 مارس 2014 03:13 م
عبد الحليم فى مذكراته: أصدقائى يصفوننى بـ"الذكى" لكنى "إنسان حساس" عبد الحليم حافظ
كتب العباس السكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى شتاء 1973 قرر العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، أن يحكى للأوراق حكايته، أثناء تواجده بأحد مستشفيات إكسفورد للعلاج من نزيف المعدة، بعد أن حاصره الألم، حيث كان كبده يعمل بنسبة 10% فقط، واعتبر العندليب نفسه وقتها أنه خدع الموت وهرب منه، وأراد أن يصرخ بكل ما حدث فى عمره من وفاء وخيانة وحب وصداقة أمام الأوراق.

كان عبد الحليم حافظ يعتبر حياته رحلة رائعة بكل ما فيها من آلام، اكتسب خلالها من التجارب حد المعرفة بطبيعة النفس البشرية، وأسرار الحياة، حيث أعطى لشباب العالم درسا فى كيفية البحث عن الذات، منذ أن انطلق فى دروب التيه يبحث عن مستقبل مفقود بعد أن وصفته لجنة الاستماع فى الإذاعة بـ"الخواجة"، لكونه لم يقلد أحدا من كبار الطرب، وقتها أمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم، واختار أسلوبا جديدا سلكه فى الأداء، حيث كان يؤمن العندليب بأن البساطة هى أصعب أنواع الأداء، كما ذكر فى كتابه "حياتى" الذى أصدرته مؤسسة "روز اليوسف" فى عهد الراحلين جمال كامل ومصطفى محمود.

فى كتابه "حياتى" يعترف الموعود بالعذاب بخط يده قبل وفاته عن طبيعة العلاقة التى تجمعه بالسندريلا سعاد حسنى، وكتب فى مذكراته "نعم أحببت سعاد حسنى، والذى جمع بيننا هو الحنان لأنها عاشت مثلى طفولة قاسية، وعلمّتها كيف تختار حياتها، وعندما تمردت على صداقتى أحسست أنها نضجت، وسعاد كانت تتصرف بتلقائية مع الناس وتلقائيتها تسىء إليها، لكن بها ميزة رائعة وهى الوفاء لأسرتها، واستطاعت أن تعوضهم الحنان المفقود، وقد فكرت فى الزواج منها لكن مستقبلها الفنى وقف حائلا بينى وبين الفكرة"، وتكشف مذكرات العندليب أن سعاد حسنى فقدت بساطتها المعهودة، وأصبح يشوبها شىء من التكلف، عقب نجاح فيلمها الشهير "خلى بالك من زوزو" مع المخرج حسن الإمام.

ويقسم عبدالحليم فى مذكراته أن الفتاة ذات العينين الجميلتين هى أنبل قصة حب فى حياته، وتغنى لها بأغنيته "بتلومونى ليه لو شفتم عينيه"، وكانت تغار عليه من سعاد حسنى من فرط حبها له، وعندما اقترب منها الموت أوصت عبد الحليم بأن يتزوج السندريلا، وعقب وفاتها خيم الحزن على عبدالحليم، وكتب "لم أنجح فى اختيار شريكة حياتى لأن الموت تدخل، وتساءلت كثيرا هل من العدل أن تموت حبيبتى دون أن نحقق حلمنا، كما كنت أسأل الأرض والسماء لماذا جئت إلى هذه الحياة دون أب أو أم".

ودافع عبدالحليم حافظ عن نفسه فى اتهامه بأنه يعترض طريق المطربين الناشئين، حيث كتب: "الكثيرون يقولون إننى أعترض طريقهم، وأنا أقول لا أحد يستطيع أن يعترض طريق موهبة حقيقية، وأنا لم أعترض طريق أحد فى حياتى، أصدقائى يقولون عنى إننى إنسان ذكى، وأنا أعتقد أننى إنسان حساس وتركيزى دائما فى عملى".

على خريطة حياة عبدالحليم الكثير من الأصدقاء الذين وضعهم فى مكانة الإعزاز من نفسه، على رأسهم الشاعر الكبير كامل الشناوى، وإحسان عبدالقدوس، ومحمد عبدالوهاب، وكمال الطويل، ومحمد الموجى، وبليغ حمدى، ومجدى العمروسى، واعترف أنه تعلم كيف يتعامل مع الناس بفضل كامل الشناوى، وعرف طريق الإتقان من خلال إحسان عبدالقدوس، ومعنى الوفاء بمصادقة مجدى العمروسى، وبدأ يفهم أى كلمة تقال أمامه بذكاء محمد عبدالوهاب الذى كتب عنه فى مذكراته "حذرونى من عبدالوهاب لأنه ناعم يغرق الإنسان فى الإعجاب، فلا يعرف رأسه من قدمه، لكنى خضت فى بحر عبدالوهاب وأجدت السباحة دون أن أغرق".

ويظهر ولاء عبدالحليم لأصدقائه حينما رفض أن تختار له شركة عبدالوهاب بعد أن تعاقد معها مطلع حياته كلمات أغانيه وألحانه، وأصر على ترشيح الموجى والطويل لتلحين أغنياته، وربما يأتى نجاح العندليب بسبب ذكائه الاجتماعى فى تكوين ثروة صداقة كبرى فى جميع المجالات الفنية والثقافية والصحفية، وكان يردد: "يحسبون دائما ثروتى بالملايين، وأنا أحسب ثروتى بحب الناس لى، وأقول رصيدى كم مليون إنسان".















موضوعات متعلقة


وجدى الحكيم يكشف لـ"اليوم السابع" أسرار حليم مع نجوم زمن الفن الجميل.. وصور نادرة تروى حكايات العندليب مع عبدالوهاب وشادية وصباح ونجلاء فتحى وعادل إمام

العندليب الحاضر الغائب.. عائلة حليم تطالب الدولة بمتحف يجمع أهل الفن وتتمنى أن يجسد ممدوح عبد العليم قصة حياته.. ابنة شقيقته: لم يتزوج من السندريلا وكان يذهب لمسجد الحسين عندما يشتد عليه الألم





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة