ضابط مصر الجديدة يروى أمام المحكمة مأساة تعذيبه فى "رابعة": خرجت لتأمين مسيرة للإخوان فخطفونى واصطحبونى لمستشفى الميدان فى "حفلة ضرب" ..استقبلنى "الزناتى" بقلم على وجهى.. واتعذبت بتعليمات من البلتاجى

الأحد، 30 مارس 2014 01:00 م
ضابط مصر الجديدة يروى أمام المحكمة مأساة تعذيبه فى "رابعة": خرجت لتأمين مسيرة للإخوان فخطفونى واصطحبونى لمستشفى الميدان فى "حفلة ضرب" ..استقبلنى "الزناتى"  بقلم على وجهى.. واتعذبت بتعليمات من البلتاجى البلتاجى فى القفص
كتبت نرمين سليمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سطر معاون مباحث قسم شرطة مصر الحديدة، رواية تعذيبه على أيدى معتصمى رابعة، فى كلمات ثقيلة خلال شهادته بمحاكمة محمد البلتاجى، وصفوت حجازى، ومدير مستشفى رابعة الميدانى ومساعده، حيث روى الضابط قصة تعذيبه التى استمرت ساعات، ولكنها مرت عليه كالسنوات، من هول ما تلقاه من تعذيب على أيدى معتصمى رابعة بزعامة محمد البلتاجى وصفوت حجازى.

23 يوليوالماضى هو اليوم الأسوأ فى حياة الضابط "م.ف" معاون مباحث قسم شرطة مصر الجديدة، ولكنه اضطر إلى تذكر تفاصيل هذا اليوم الزاخم بأسوأ ما تعرض له من تعذيب وإهانة، وبدأ الضابط فى العودة إلى ذكريات هذا اليوم الأليم، بخروج مسيرة لعناصر الجماعة بصلاح سالم، بمنطقة السبع عمارات، وبناء على تعليمات من رئيس مباحث القسم الذى يعمل به خرج للمشاركة فى تأمين المسيرة غير حامل للسلاح، وبرر الأمر بأن تلك التعليمات جاءت حتى إذا تم كشف أمره خلال المسيرة فلا يعتقد أنصار الإخوان أنه يريد إطلاق النيران عليهم ويتطور الأمر.


وقال الضابط، إنه خرج مع أمين الشرطة مستقلا الدراجة البخارية الخاصة بالأخير بشارع صلاح سالم، إلا أنه فوجئ بأحد الأشخاص يستوقفه وطلب منه تحديد هويته، قائلا له إنه شاهده بحوزته سلاح استخدمه فى قتل مواطنين، إلا أن الضابط نفى الأمر إليهم قائلا " فتشونى ولو لقيتوا معايا سلاح أنا مستعد لأى حاجة"، وبعد تفتيشه عثروا بحوزته على بطاقة مدون فيها أنه "طالب"، مما دفعهم إلى تركه، ثم فوجئ بأحدهم يجرى قائلا "متسبيهوش إحنا هناخده لرابعة للتحقيق منه"، مما دفعه إلى الجرى ولكنهم لحقوا به، حتى استوقفوه فى شارع جانبى بصلاح سالم.

أضاف الضابط المجنى عليه، خلال شهادته، أن عناصر الإخوان عقب الإمساك به استولوا على هواتفه المحمولة وحافظة نقوده، وتعدوا عليه بالضرب متسائلين "أنت مين وبتجرى ليه"، إلا أنه لم يجب عليهم حتى ظهر شخص لا يعرفه أخبرهم بهويته وأنه معاون مباحث قسم شرطة مصر الجديدة، وناشدهم بعدم تركه، ثم أحضروا سيارة ميكروباص، وأرغموه على استقلالها للذهاب به، إلى منطقة رابعة العدوية، ثم ظلوا يعتدون عليه بالضرب لعدة دقائق ثم أحضروا مندوب الشرطة "ه.ع" وأجبروه على استقلال الميكروباص بجواره.


واستكمل الضابط: "عقب ذلك حضر شخص قال لأنصار الإخوان الذين ضبطوه : "الدكتور البلتاجى بيقولكم خدوه على المنصة"، ثم سارت السيارة متجهة إلى اعتصام رابعة، حيث وجد المعتصمين يلتفون حول السيارة، ويعتدون عليه بالسب، ويحاولون إنزاله ومندوب الشرطة من السيارة، إلا أن السيارة تمكنت من الوصول بهم إلى المنصة، ووجد شخص يقول لهم "نزلوهم ودخلوهم المستشفى الميدانى بناء على تعليمات البلتاجى"، وعقب نزولهم قام الأشخاص الذين ضبطوه باصطحابه إلى المستشفى الميدانى لرابعة العدوية، التى هى فى الأصل دار مناسبات مسجد رابعة "، وخلال تلك الرحلة، كان يتعرض لضرب متواصل من المعتصمين وحينما كان يسقط أرضا كانوا يوقفونه ويتعدون عليه بالضرب مرة أخرى، حتى يسقط مرة أخرى حتى وصل المستشفى الميدانى.

وتابع الضابط مستطردا للحديث عن قصة تعذيبه قائلا :"لما دخلت المستشفى الميدانى استقبلنى مدير المستشفى الدكتور محمد الزناتى، وضربنى بالقلم على وشى "، ثم صاح الزناتى "أنت ضابط هنموتكم النهاردة دمكم حلال يا ولاد الكلب"، وأضاف الضابط "بعدين نيمنى على بطنى على سرير وكان المندوب هانى فى سرير مجاور، وكان هناك تعد بالضرب وكان الزناتى هو من يعطى التعليمات بالضرب وبعد حوالى ربع ساعة من الضرب المتواصل الزناتى قالهم "هما عينيهم مفتحة ليه غموهم"، فربطوا إيدينا وأرجلنا ورا ظهرنا وعصبوا أعينهم بشاش أبيض عليه لاصقات طبية" .

وأشار الضابط إلى أنه سمع الزناتى أثناء قوله "اربط أمين الشرطة كمان يا عبد العظيم"، وعقب مرور فترة فى المستشفى يتعرض خلالها للضرب المتواصل جاء شخص قال لهم "هاتوه للدكتور البلتاجى هيحقق معاه"، ثم قاموا بتحريك السرير المستند على عجلات لمسافة بسيطة لا تتعدى المتر الواحد، ليجد البلتاجى موجها إليه عدة أسئلة عما إذا كان ضابطا بأمن الدولة أو بالمخابرات فأجابه بالنفى، فقال له البلتاجى، "يبقى أنت قناص وأنت إللى قتلت الناس فى المسيرة، هو فى قناص يبقى معاهوش سلاح أمال أنت شغال إيه"، فللمرة الأولى صرح بهويته واعترف أنا معاون مباحث بقسم مصر الجديدة، فردد البلتاجى" خلوه لحد لما نشوف هنعمل معاه إيه".

وعقب مرور عشر دقائق تقريبا من حديث الضابط المجنى عليه، مع البلتاجى، وجد أحد الأشخاص يفك قيود يديه، وقدميه، وأرغمه على السير معصوب العينين حتى جعله يستقل سيارة ووجد شخصا بجانبه علم أنه مندوب الشرطة المجنى عليه الثانى، ووجد شخصا أخبره بأنه رئيس حى مدينة نصر، وقد حضر إليه بناء على طلب من مأمور قسم مدينة نصر، واتجهت السيارة إلى الشارع أمام مقر طيبة مول، عند اعتصام رابعة، وقام رئيس الحى بإنزاله من سيارة وفك رباط عينيه وأخبره أنه سيجعله يستقل تاكسى بصحبة أمين الشرطة ليصل إلى قسم مدينة نصر.

واعتقد الضابط أن رحلة تعذيبه توقفت عند هذا الحد، إلا أنه وجد أشخاصا مجهولين يلتفون حول رئيس الحى وسألوه عن هوية الضابط والمندوب، فأخبرهم بأنه قريبه ولكن المعتصمين كانوا يشكون فى كونه بلطجيا، إلا أن شخصا آخر مجهولا ظهر وأخبرهم بهويتهم الحقيقية وكيفية ضبطهم فى مسيرة السبع عمارات، فاصطحبوهم مرة أخرى إلى المستشفى الميدانى حتى يتم التأكد من أنهم خرجوا بناء على تعليمات من قيادات الاعتصام، ليظهر مدير المستشفى "الزناتى"، مرة أخرى وبدا عصبيا صارخا "مين إللى خلاهم يمشوا" وقيدهم وعصب عينه مرة أخرى، وعقب مرور فترة حضر أشخاص آخرون ودار حديث بينهم والزناتى قائلا "هتودوهم فين" قالوا "هنخلص عليهم ونرموهم عالطريق الدائرى".

الزناتى رد عليهم" بلاش الطريق الدائرى عشان متتمسكوش زى الخمسة بتوع الأسبوع اللى فات"، فرد أحدهم "طب خلاص هنخلص عليهم ونرميهم عند ترب الآن إيه"، وتابع الضابط: " لما حسيت إنى خلاص هموت وقعت نفسى على الأرض عشان ممشيش معاهم فلقيت شخص من الأشخاص اللى كانوا ماسكينه نزل على ودانى أنا هانى أبو علم امشى معايا، وهانى أبوعلم أعرفه رئيس مباحث السلام، وسبق أن عملت معه بقسم المطرية، وسرت معه حتى ركبت السيارة وسألته على مندوب الشرطة، وأجابه أنه سيخرج معهم هو الآخر، وبالفعل وجد هانى يستقل السيارة، ووجد عددا من الضباط بالسيارة حتى وصل إلى مقر قسم مدينة نصر" .

كان النائب العام، المستشار هشام بركات، قد أحال المتهمين للمحاكمة الجنائية، بعدما أسندت إليهم النيابة تهم إدارة تشكيل عصابى بغرض الدعوة إلى تعطيل أحكام القانون، ومنع السلطات العامة من ممارسة أعمالها، ومقاومة السلطات، والبلطجة، والشروع فى قتل النقيب" م. ف"، معاون مباحث قسم مصر الجديدة، ومندوب الشرطة "ه.ع".






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشيخ

الاخوان والثأر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة