جيهان السنباطى تكتب.. شركات الفهلوة والضحك على الغلابة

الأحد، 30 مارس 2014 08:16 ص
جيهان السنباطى تكتب.. شركات الفهلوة والضحك على الغلابة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد منذ قيام ثورة يناير 2011 وحتى الآن، ورغم تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقراء، والبطالة التى تنهش الشباب، وتقتل فيهم القدرة على الصبر والصمود تجاه غلق أبواب الرزق أمامهم، إلا أننا نجدهم رغم تلك الحاجة مصابين بـ"داء العظمة"، وهو ما أشارت إليه جدتى فى أمثالها الشعبية قديما "شحات ونزهى"، بمعنى لايملك شيئا ويطلب المساعدة من الغير، لكنه يهتم بأن ينزه نفسه، ومع أن الفقر ليس عيبًا يعاب به صاحبه، ومع ضرورة الاعتراف بأنه لابد أن يحتوى المجتمع على طبقات مختلفة من الفقراء إلى متوسطى الحال إلى الأغنياء، ولكن أليس من الأفضل أن كلا من تلك الطبقات تلتزم فى إنفاقها بما يحقق لها الأمان المادى والحياة الكريمة دون الاحتياج لأحد؟؟ فلماذا إذن أكلف نفسى عناء الإنفاق على كماليات يمكن الاستغناء عنها لمجرد التظاهر بأننى لاينقصنى شيئًا، والتفاخر بأننى أمتلك فى يدى ما يمتلكه الأغنياء، وعلى سبيل المثال فمثلا كيف أكون فقيرا ولا أستطيع توفير لقمة العيش لأطفالى وفى نفس الوقت أحرص على امتلاك تليفون محمول أو أكثر، أليس هذا بابًا أخر للإنفاق يحملنى عبئا إضافيا على أعبائى، ومسئولياتى تجاه أسرتى؟؟ وكيف يكون التعداد السكانى فى مصر 92 مليون نسمة وعدد مستخدمى المحمول 97 مليون شخص، حقا إنه لشىء غريب كما قالت جدتى.

تلك الحالة أبسط مايمكن وصف صاحبها به هو عدم قدرته على الاعتراف بالواقع والتكيف معه، ومحاولته رسم شخصية لنفسه غير شخصيته الحقيقة، أكرر مرة أخرى هنا أننى لاأعيب على الفقراء ولكننى أشفق عليهم من تلك الأفعال لأنهم بهذا أصبحوا فريسة سهلة يتم التلاعب بها من قبل شركات التليفون المحمول، فقد استغلت تلك الشركات حاجة الفقراء إلى المال، فابتكرت طرقا عديدة تمكنها من الحصول على مليارات الجنيهات من مستخدميها من خلال إغرائهم بالدخول فى مسابقات وهمية عبر إرسال رسائل للمستخدمين تؤكد من خلالها على أهمية الاشتراك فى المسابقة والتنويه على أن الفائز فيها سيحصل على آلاف الجنيهات، وأن الأمر بسيط جدا فما على المستخدم إلا الاتصال على رقم ( ... )، والإجابة على أسئلة المسابقة، ويتم ذلك بأسعار تتراوح فى الدقيقة الواحدة من جنيه إلى 3 جنيهات فى حين أن متوسط الدقيقة الواحدة لأى اتصال من أى شركة من شركات المحمول فى مصر لايزيد عن 14 قرشًا، وبالطبع تنهال عليهم الاتصالات ممن يسيل لعابهم على مبلغ الجائزة فيحاولون مرة تلو الأخرى أملا فى الحصول عليها، ولكن دون جدوى، وتنتهى مسابقة وتبدأ أخرى جديدة، ولم نسمع عن أحد قد نال شرف الفوز، هذا بالإضافة إلى برامج الفضائيات التى تعتمد بشكل أساسى على الاتصالات التليفونية من المتابعين لحل مسابقة ما، وتعتمد على فهلوة المذيع وزغللة عين المتفرج من حين لأخر برزمة من المال يحصل عليها المتصل إذا كان الحل صحيحًا، وطبعا فى النهاية لايوجد فائز، والفائز الوحيد هو شركة المحمول الراعية للبرنامج، ومن موقعى هذا أقول لتلك الشركات رفقا بالفقراء والمحتاجين.. لاتستغلون احتياجهم للمال لتحقيق أرباح طائلة يمكنكم تحقيقها بطرق أخرى، أهمها تحسين خدماتكم المقدمة للمواطنين التى هى فى تراجع مستمر، وبذلك يزيد عدد المستخدمين ولكن دون استغلال.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة