يمتلك الآباء والأمهات فرصة كبيرة لمنح الأطفال هدية مميزة، هى ما أطلق عليها غذاء الإحساس، فعندما يقدم له القيم والفضائل التى تبنى شخصية قوية له، وأنه مثلما يحتاج الجسد للغذاء حتى يحافظ على قوته يحتاج قلبك أيضا إلى غذاء خاص يبنى عضلات خاصة، هى عضلة الحب والاحترام والمشاعر الإيجابية التى نفتقدها بشدة فى بعض أطفالنا.
وأشار إلى أن الكثير منا بحاجة شديدة لبناء إحساس وعاطفة أطفالنا حتى يحافظ على قوته فى عالم ملىء بالظلم والمشكلات المتعثرة، وحتى يستطيع الطفل مواجهة التحديات والصعوبات التى سيقابلونها فى حياتهم، ولكن التساؤل هنا ما هى مكونات غذاء القلب الرئيسية، بالطبع هى التعاطف والاحترام ومشاعر الشفقة وكذلك التحكم فى الذات، ولكن هل تلك المشاعر سهلة فى إكسابها للطفل؟ بالطبع لا وهل الآباء يدركون أهمية تنمية الجانب النفسى والذكاء الوجدانى لأطفالهم؟ تلك هى أهم قضية فى الإيمان بأهمية التفكير فى إكساب أطفالنا الجوانب النفسية التى ترتقى بحس الطفل الوجدانى.
ومن هنا وحتى يتحقق هدفى فى إكساب أطفالنا الحس العاطفى، ويتحقق غذاء القلب، يجب أن نتحدث عن قائد العائلة وصاحب مشروع أطفالى أولا.. وهو الأب لذا لابد وأن يؤمن كل الآباء بمقولة إننا نعيش من أجل أبنائنا، وبدلا من أن يقول أنا مستعد أضحى بحياتى من أجل أولادى.. بالطبع أدرك جيدا أهمية الإنفاق داخل الأسرة، وأن غالبية الآباء مشغولون طول الوقت بالعمل، ولكن ذلك لا يعفى الآباء من تبنى مشروع تربية أطفاله بالشكل النفسى السوى.. نحن نحتاج أن ندرك أن وجود الأب على رأس العائلة ليس وجودا ماديا فقط فهو المايسترو الذى يضع إدارة منظومة العائلة، وعندما يلعب الأب ذلك الدور فهو سينجح أن يكون أب رائع لأنه بالفعل دورك كرب أسرة هو أرفع وأروع دور يمكن أن تلعبه فى حياتك، والأكثر من هذا أعتقد أنه يمكنك أن تصل لمستوى تقدم فى الأبوة أن تدرك المعرفة المناسبة والأدوات اللازمة للقيام بدورك بفعالية لأنك كأب تواجه حرب أخلاقية متعددة الوجوه من خلال التكنولوجيا التى تضع كل شىء مفتوح لدى طفلك يصل بضغطه على أى شىء، تريد ولكن إذا امتلكت كل أدواتك بفن وحب لطفلك تستطيع ان تكون لديه الكثير من القواعد الداخلية والرقابة الذاتية التى تمنحها شعور بالمسئولية مع تقديره لاحترام تلك الحرية، لا تنسى أنك أمام جيل يصل إلى كل شىء، ولا تصاب بالذهول أو الإحباط، عندما ترى أن هناك بعض القيم والأخلاقيات لم تعد هى أساس الحياة بل أصبحت مثار للهزل والسخرية، فمثلا قديما كان البعض يتحدث عن حالة غش فى المدرسة، أما الآن فوصل البعض يتحدث عن غش جماعى بل البعض يغش بطرق إلكترونية، تلك أشياء وغيرها تجعلنا نصر على المشاركة فى كتابة سيناريو حياة أطفالنا.
لذا أنصح بأن نستطيع توفير الحماية الكاملة لأبنائنا ضد جميع إغراءات وسلبيات الحياة اليومية وزرع المزيد من القيم الصحيحة داخل أطفالنا، وطالما أنك لن تستطيع التخلص من التأثيرات السلبية، فلابد أن نقدم مناعة وقوة من نوع مختلف ونقدم قيم ومعتقدات تحمل معانى الحب والتسامح والمشاعر تحمل جانب يضىء إحساس أطفالنا، أن مستقبل أبنائنا يتشكل الآن ولنكن صادقين معا فعندما أقابل أى أب والتناقش معه أجد أنه يحلم بمستقبل رائع لطفله أن يكون نجما طبيبا أو لاعبا أو يتصدر اسمه دائما لوحة الشرف فى المدرسة علينا أن ندرك أن تربية أبنائنا ليست تدريبا على كتابة رواية إنها وظيفة بوقت 24 ساعة سبعة أيام فى الأسبوع، وستمضى بها عشرين عاما إضافية لذا يجب أن تكون مستعدا ومدركا لطبيعة المهمة التربوية والنفسية لأنك ما تفعله اليوم مع أولادك هو بالتأكيد ما تصنعه فى حياتك من رجال قادرين على مواجهة حياتهم بالشكل الأمثل فى حياة مليئة بالتحديات والصعوبات لك أن تحدد أن تختار أساس مشروعك أساس منزلك، وهل على استعداد لتحمل تلك المسئولية الرائعة فى تربية أطفالك هل مستعد لتقديم الحب الصادق والرعاية النفسية لأطفالك تأكد أن ذلك بداية مشروعك النجاح والمتميز فى بناء عائلة تخلو كثيرا من المتاعب والمشاكل.