يبدأ غدا الاثنين ملايين المصريين الاحتفال الشعبى بمولد السيدة نفيسة رضى الله عنها، على أن تكون الليلة الختامية يوم الأربعاء 9 أبريل القادم، ويفتتح المولد رسميا يوم الاثنين 7 أبريل، وقام محبو "أم الكرامات" بتعليق الأنوار على قبة ومئذنة المسجد، وقاموا بتعليق الزينة على ضريح "نفيسة العلوم" إيذانا ببدء احتفالات المصريين بمولدها.
ويتوافد الآلاف على مدار عشرة أيام على مسجد السيدة نفيسة من كل أنحاء الجمهورية بل ومن خارجها، ويبدأ أتباع الطرق الصوفية فى التوافد حرم المسجد ونصب السرادقات الخاصة بكل طريقة لتقديم الخدمات من مأكل ومشرب لزوار السيدة وأبناء الطريقة الذى يأتون من القرى والنجوع للمشاركة فى الاحتفالات.
وتعيش المحروسة خلال تلك الأيام حالة من الزخم السياسي؛ حيث إننا مقبلون على انتخابات الرئاسة، حيث يتزامن فتح باب الترشح مع بدء احتفالات المصريين بمولد السيدة نفيسة، ومن المنتظر ألا تغيب السياسة عن احتفالات المصريين، حيث ستكثف الحملات المؤيدة لمرشحى سباق انتخابات الرئاسة لعرض مرشحيهم على المصريين حيث يعد ذلك أكبر تجمع لهم قبيل فتح باب الصناديق والانتخاب.
ومن المتوقع أن تشهد ساحة السيدة نفيسة تواجد لأعضاء حملات المرشحين وإطلاع الزوار على برامج مرشحيهم، وذلك فى إطار الترويج لهم، بل من المتوقع أن يقوم المرشحون بالنزول بأنفسهم إلى المولد، ومقابلة المحتفلين والاستماع إليهم، فى خطوة اعتاد عليها المصريين فى مثل تلك المناسبات، خاصة إن كانت تواكب انتخابات سواء رئاسية أو غيرها.
واستعدت المشيخة العامة للطرق الصوفية، الهيئة الرسمية لأهل التصوف، والتى تجمع تحت لوائها 67 طريقة صوفية، لإحياء ذكرى السيدة نفيسة رضى الله عنها، حيث بدأت الطرق فى نصب خدماتها لاستقبال أبنائها الذين أتوا من كل بقاع المحروسة للاحتفال بمولد "نفيسة العابدين".
وعلم اليوم السابع أن عددا من الطرق الصوفية ستعلن رسميا خلال تواجدها بالمولد دعمها للمشير عبد الفتاح السيسى، المرشح لرئاسة الجمهورية، وذلك تأكيدا لاجتماع ما يقرب من 50 شيخ طريقة فى اجتماع سابق، لهم برئاسة الدكتور عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، دعمهم للمشير فى الانتخابات وتوجيه مريديهم لانتخابه.
السيدة نفيسة هى بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنه، ولدت بمكة ونشأت بالمدينة، قدمت إلى مصر فى سنة 193 هجرية الموافق 809 ميلادية، وأقامت بها إلى أن توفيت فى سنة 208 هجرية الموافق 824 ميلادية، حيث دفنت فى منزلها، وهو الموضع الذى به قبرها الآن، والذى عرف فيما بعد بمشهد السيدة نفيسة، وكانت سيدة صالحة زاهدة تحفظ القرآن وتفسيره.
وصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة يوم السبت 26 رمضان 193 هجرية قبل أن يأتى إليها الإمام الشافعى بخمس سنوات، ونزلت بدار سيدة من المصريين تُدعى "أم هانئ"؛ وكانت دارًا واسعة. فأقبل عليها الناس يلتمسون منها العلم، حتى ازدحم وقتها، وكادت تنشغل عما اعتادت عليه من العبادات. فخرجت على الناس قائلة: "إنى كنت قد اعتزمت المقام عندكم، غير أنى امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولى الناس فشغلونى عن أورادى، وجمع زاد معادى، وقد زاد حنينى إلى روضة جدى المصطفى"، ففزع الناس لقولها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخَّل الوالى السرى بن الحكم وقال لها: "يا ابنة رسول الله، إنى كفيل بإزالة ما تشكين منه"، ووهبها داراً واسعة، ثم حدد يومين فى الأسبوع يزورها الناس فيهما طلباً للعلم والنصيحة، لتتفرغ هى للعبادة بقية الأسبوع، فرضيت وبقيت.
للسيدة نفيسة أثر علمى فى فقه عالمين كبيرين من أئمة المسلمين، وهما الشافعى وأحمد بن حنبل من أئمة السنة.
وشاءت السيدة نفيسة أن تختم حياتها بتلاوة القرآن، وبينما كانت تتلو سورة الأنعام، حتى إذا بلغت آية: (لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون) الأنعام. غشى عليها. تقول زينب - بنت أخيها - فضممتها إلى صدرى، فتشهدت شهادة الحق، وصعدت روحها إلى بارئها فى السماء.
ولما فاضت روحها أراد زوجها أن ينقلها إلى البقيع عند جدها عليه الصلاة والسلام ولكن أهل مصر تمسكوا بها وطلبوا منه أن يدفنها عندهم فأبى، ولكنه رأى فى منامه الرسول يأمر بذلك فدفنها فى قبرها الذى حفرته بنفسها فى مصر.
التصوف والسياسية فى مولد "نفيسة العلوم" غدًا.. بدء الاحتفال يتزامن مع فتح باب الترشح للرئاسة.. والمصريون يتوافدون على ضريح "أم الكرامات".. وحملات المرشحين تستغل الحدث فى الترويج لمرشحيهم
الأحد، 30 مارس 2014 06:40 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة