أحمد الجعفرى يكتب: صناع الحقائق

الأحد، 30 مارس 2014 04:03 م
أحمد الجعفرى يكتب: صناع الحقائق ميادة أشرف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيخجلك سيدى أن تتحرك الأقلام على أوراقها أن تلتقط العدسات أحداثها، أيعجبك أن تتدلى الرؤوس على صدور أصحابها أن تقتل الحقيقة فى مهدها أن تشمع الأفواه وتُتربس العقول.. إن كان هذا ما يرضيك فأطلق رصاصك فى الرؤوس وانتظر أن يحصد بروده صناع الحقائق، لكن سيدى ستظل الأقلام تتحرك راقصة على أوراقها وستلتقط العدسات أحداثها وستظل الحقائق باقية لأن الحقيقة لا تموت بموت أصحابها، بل تزداد لمعاناً حتى تزيغ أبصار من أراد اغتيالها.

استشهد "الحسينى ضيف وميادة أشرف ومصعب الشيمى" وغيرهم الكثير وظن قاتلوهم أنهم غمموا العدسات بقتلهم وظنوا كظن الدجالين أن إراقة الدماء الحمراء تمحو آثار الأحبار الزرقاء، لكن ظنونكم خائبة لأن هذه الدماء ستتحول للعنة عليكم لأنها دماء طيبة من نفس طيبة تزكى الحقائق فكيف تموت قضية قتل صاحبها من أجلها وفى سبيلها اتخذ من القلم سلاحاً ومن عدسته مدفعاً وأخذ يغوص فى أعماق الصراعات لينقل الحقيقة غير مبالٍ بشظايا الصراع وطلقاته، يلقى بنفسه فى وسط تراكم الغازات وتراشق الحجارة يطارده الموت فى كل محاولاته للصعود بالحقيقة ورغم هذا يصعد بها ويعلنها ليغوص مجدداً بحثاً عن حقيقة أخرى.

وأكبر مثال على هذا "الحرب العالمية الثانية" أكبر حرب عرفتها البشرية التى قتل فيها ملايين من البشر وكان للصحفيين والمصورين فيها دور مشرف قدموا فيها أروع أمثلة التضحية ولم يبالوا بكمية المخاطر المحدقة بهم ففى سمو هدفهم صفاء لأرواحهم فقتل منهم الآلاف ولكن بقيت الحقيقة التى سطرتها أقلامهم وصورتها عدساتهم لتنقل للعالم صورة واضحة عن الصراع الدائر آنذاك، هؤلاء لم يلزموا مكاتبهم ولم يحققوا فى وقائع حدثت ليفصلوا فيها لكنهم عاشوا الواقع بذاته فقدموا لأصحاب المكاتب مادة يتفاوضوا استناداً عليها وقدموا الوقائع للمحققين ليفصلوا فيها ثم لم ينتظروا بعدها تمثالاً فى وسط العاصمة حاملاً كاميرته أو ممسكاً بقلمه وفوق رأسه تاجً تقديرا لدوره لكنه اكتفى بشرف نقل شيئا صادقاً فى عصر خنقه الزيف وأمرضه.





مشاركة




التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد هاشم

حقا هم صناع الحقائق

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد هاشم

حقا هم صناع الحقائق

عدد الردود 0

بواسطة:

عمر محمد

احسنت

عدد الردود 0

بواسطة:

AHMED ENP

اسلوب رائع

ما اعظم ان تكون غائبا حاضر على ان تكون حاضرا غائب

عدد الردود 0

بواسطة:

casper

مقال جامد

مقال جامد والصياغه كويسه وفي تقدم ان شاء الله

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

تسلم ايدك

يا استاذ احمد انت جبت المفيد

عدد الردود 0

بواسطة:

جاسر سليمان

ا العزيز سلمة يداك

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد على

ميادة أشرف

رحمها الله ميادة أشرف

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

كم انت مبدع

الله عليك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة