لا تخلو حياة أى منا من الضربات الموجعة والاصطدامات القدرية والاختبارات العديدة فى مشاعرنا من حزن وفرح وخوف، وقد نجد أنفسنا غير مؤهلين لتقبلها والتعايش معها، ويحاول البعض تجاهلها، وقد يقع البعض أحياناً فى فخ اجترار الألم.
وإذا لم يتم التعبير عنها نجدها تشغل حيزاً كبيراً من تفكيرنا ونفوسنا بطريقة قد لا تكون ظاهرة مما تسبب لنا الارتباك والقلق والحيرة بل أحيانا الهروب منها يدخلنا فى متاهة الهذيان.
إنكار مشاعر الألم وعدم التعبير عنها ومحاولة دفنها بداخلنا، قد يجعلنا فيما بعد أشخاصا غير قادرين على مواجهة واقعنا المر، وقد يظهر رد فعلها فيما بعد بصورة سيئة، وقد يتجسد لنا فى صورة ما مخيفة، وقد تتخذ تلك الحالة طرقا غير مرئية فى إظهارها، مما قد تتحول بنا إلى حالة مرضية لأنها أصبحت مسيطرة ومهيمنة علينا، مما يجعلنا نفقد الكثير من الثقة والثبات فى نفوسنا وفيمن حولنا.
قد يكون هناك أماكن لا نستطيع الذهاب إليها لكون ذكرياتها معنا سيئة، أو أيام تمر علينا لا نحاول تذكر ما حدث فيها، أو أشخاص كانت لنا معهم مواقف غير محببة لنا، مما تجد العقل والقلب بل وجميع حواسنا ترفض التعايش ولو لحظات مع الحدث وتحاول الهروب والتخفى والتنكر والتبدل والتغير.
لا مفر من التعبير عن الألم الذى بداخلنا، فى محاولة راقية منك لتخفيف حدتها، وكسر طغيان مرورها من آن إلى آخر بطريقة تسرق منك كل لحظات الفرح والسعادة لديك، لابد من الرد على رسائل الخوف بداخلك بقوة ويقين، بأن كل ما يحدث لنا خير، والجميع بدون استثناء معرضين لهبوب رياح الاختبارات وكل منا على حسب قدرته وتحمله وصبره، وهنا يكمن سر الألم بداخلنا، قد يكون حافزاً للتغيير للأفضل وقد يكون سبب هلاك النفس لأنه بمرور الوقت ينسج خيوطه بداخلنا بدون أن نشعر ويصبح اجترار الألم عادة.
كن صادقا مع نفسك ومراقباً لها وأمنياً معها، من خلال تصرفاتك وسلوكك، وإذا صادفك ما يعكر صفو حياتك، فلا تكن ريشة فى مهب الريح، بل تسلح قبلها بوسائل الدفاع عن النفس من يقينك برب العالمين، والتحصين برقى ذاتك من خبراتك الحياتية وقراءاتك ومعاملاتك عندها سوف تكون الحياة أكثر تقبلاً لها لأنك أصبحت تجيد قراءة ما بين سطورها والإيمان بأقدارها.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة