احتلت زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى المملكة العربية السعودية، صدارة الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية التى أبرزت جميعها تدهور العلاقات الثنائية بين واشنطن والرياض فى الأشهر الماضية، جراء سياسات الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط.
ففى هذا السياق، أشارت صحيفة "لوموند" إلى أن جولة أوباما لأوروبا والشرق الأوسط تهدف إلى إصلاح علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها والتى شهدت عدة توترات مؤخرا، فضلا عن السعى وراء توحيد المجتمع الدولى خلف سياسة عزل روسيا.
وأضافت الصحيفة الفرنسية فى تقريرها الذى حمل عنوان "أوباما يصل المملكة العربية السعودية، الحليف الأفضل له سابقا بالمنطقة"، أنه منذ بداية الربيع العربى استمرت الفجوة فى الاتساع بين واشنطن والرياض، إذ يرى السعوديون أن أوباما دعم طوعا أو كرها الرئيس السابق محمد مرسى، فضلا عن رفضه الدخول فى مواجهة جادة مع النظام السورى، وأخيرا، انفراج العلاقات بين واشنطن وطهران، والذى - بحسب الصحيفة - يمثل تهديدا للسعودية، كما هو الحال أيضا بالنسبة لإسرائيل، والنتيجة كانت أن إدارة أوباما تجد نفسها الآن على خلاف مع كل حلفائها التقليديين بالمنطقة.
من جهة أخرى، أوضحت الصحيفة الفرنسية أن السعوديين فقدوا الثقة فى الحليف الأمريكى، خاصة بعد أن شهدوه فى جنيف على استعداد لتقديم تنازلات لطهران، فضلا عن استيائهم البالغ من تراجع الولايات المتحدة الأمريكية فى اللحظات الأخيرة عن توجيه ضربات عسكرية ضد سوريا فى أواخر أغسطس 2013 بعد الهجوم الكيميائى الذى وقع فى الغوطة، والذى من المفترض أنه قد تجاوز ما وصفه البيت الأبيض بـ"الخط الأحمر".
على جانب آخر، أكدت الصحيفة الفرنسية أن المملكة أعربت عن استيائها إزاء تلك السياسات الأمريكية من خلال مضاعفة تحركاتها نحو شركاء محتملين آخرين، لافتة إلى حلة قام بها مؤخرا ولى العهد الأمير سلمان إلى الصين وباكستان.
من جانبها، قالت إذاعة فرنسا الدولية إن الزيارة تأتى لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتى تدهورت كثيرا خلال الأشهر الأخيرة بسبب خلافات حول بعض القضايا الإقليمية، أهمها الأزمة السورية والدور الأمريكى فى المفاوضات مع إيران، فضلا عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من المشهد السياسى المصرى.
وأردفت الإذاعة الفرنسية أن السعوديين يلومون واشنطن بسبب رفضها دعم المعارضة السورية، فضلا عن عدم دعمها للسلطات المصرية الحالية، مع قلقهم إزاء المفاوضات الأمريكية مع إيران، بالإضافة إلى اختلاف الرؤى بين الولايات المتحدة والسعودية حول القضية الفلسطينية، منوهة بأن الرئيس الأمريكى يسعى الآن إلى تبديد كل هذه الخلافات مع المملكة، ثانى أكبر مورد نفط للولايات المتحدة الأمريكية.
بدورها، استطردت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية فى تقرير لها أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يتوجه إلى المملكة فى ثانى زيارة له منذ انتخابه، بهدف التصالح مع حليفته الرئيسية فى المنطقة فضلا عن إحياء الشراكة الإستراتيجية القديمة التى تمتد لـ70 عاما، والتى توترت مؤخرا نتيجة لاختلاف وجهات النظر بشأن إيران والثورات العربية.
زيارة أوباما للسعودية تتصدر اهتمام إعلام فرنسا.. لوموند: هدفها إصلاح العلاقات بين البلدين.. والإذاعة الفرنسية: السعوديون يلومون أمريكا لدعمها الإخوان والتفاوض مع إيران وموقفها من مصر وسوريا وفلسطين
السبت، 29 مارس 2014 11:08 ص