خطاب من أساتذة وخبراء أمريكيين يطالب أوباما باتخاذ موقف متشدد ضد مصر..الخطاب يزعم أن آمال ملايين المصريين فى الحرية والديمقراطية تبددت بإسقاط حكم الإخوان..وقراء أمريكيون: الجماعة أساءت استغلال السلطة

دعا عدد من أساتذة الجامعات الأمريكية وخبراء مركز الأبحاث، ومن بينهم عماد شاهين، الأستاذ بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، والمحلل الدائم الظهور على قناة الجزيرة القطرية، الرئيس باراك أوباما إلى إدانة ما وصفوه بالتكتيكات الوحشية من قبل الحكومة المصرية ضد المعارضة.

ونشرت صحيفة هافنجتون بوست، الأمريكية، الجمعة، نص خطاب موقع من أبرز أساتذة الجامعات الأمريكية وعلى رأسهم نعوم تشوميسكى، أستاذ اللغويات والفلسفة، والذى يعرب لأوباما قبيل زيارته للسعودية عن قلقهم العميق حيال سياسة الولايات المتحدة وحلفائها فى الشرق الأوسط.

الخطاب الذى بعث به مجموعة تضم 13 من الخبراء السياسيين، الأسبوع الماضى، يقول لأوباما: "على الرغم من تأكيداتكم للعالم الإسلامى عام 2009 فى أنقرة والقاهرة أن إدارتكم سوف تدعم وتعزز نشر الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان، فإن سجلكم خلال العام الماضى أظهر أن هذه التصريحات لم تكن مدعومة بسياسات وإجراءات ملموسة".

وأشار إلى أن هذا يضع مستقبل الشرق الأوسط ومصداقية الولايات المتحدة على المحك، وزعم الخطاب أن آمال الملايين وتطلعاتهم نحو الحرية والكرامة الإنسانية، قد تبددت بسبب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى والإخوان، على حد زعمهم.

وأضاف الخطاب أن "دعم الحرية والديمقراطية فى مصر والعالم العربى يجب أن يغلب على أى فكرة خاطئة بشأن الحفاظ على الاستقرار المؤقت الذى وعدت بتحقيقه الحكومة المصرية عبر البنادق والأسلحة".

وتابع الخطاب الذى سبق زيارة أوباما للسعودية، أنه "ما لم تتخذ الولايات المتحدة موقفا لا لبس به ضد المسار غير الديمقراطى الحالى فى مصر، وإذا ما قررت الإدارة استئناف برامج المساعدات فى مواجهة تزايد القمع والوحشية، فإن كلماتك عن الديمقراطية وحقوق الإنسان تكون جوفاء".

الخطاب الذى يحمل توقيع، ناثان براون ومارينا أوتاوا، الخبراء لدى مركز كارنيجى للسلام الدولى، ومحمد فاضل، الأستاذ بجامعة تورنتو، وروبرت سبرنجبورج، الأستاذ فى الكلية البحرية الأمريكية، حث الرئيس الأمريكى على توجيه تعليمات لوزير الخارجية جون كيرى، لعدم التصديق على أن مصر تستوفى الشروط التى فرضها الكونجرس بشأن الديمقراطية فى ظل الظروف الراهنة.

وقال الخبراء "إنه للأسف الشديد فإن العديد من حلفاء الولايات المتحدة فى المنطقة، هم من أشد المؤيدين للحكومة المدعومة من الجيش فى مصر وقوى الاستبداد فى المنطقة"، معلقين "نحثكم على اغتنام الفرصة أمام جميع الأنظمة لتوضيح أن الديمقراطية والتعددية وسيادة القانون وتطبيق أعلى معايير حقوق الإنسان، هى حجر الزاوية فى سياسة الولايات المتحدة فى المنطقة".

وتابعوا: "خلال زيارتكم للمملكة العربية السعودية، نحثكم على الالتزام بالقيم التى أعلنتها عام 2012، والتى ذكرتم فيها أن الولايات المتحدة سوف تساند الحقوق والكرامة الإنسانية والسياسات التى تؤدى إلى ديمقراطيات قوية مستقرة، لأن الاستبداد لا يتفق مع الحرية".

وختم الخبراء خطابهم بالقول: "السيد الرئيس، إن القيادة هى اغتنام لحظة لتغيير مسار التاريخ من أجل مستقبل أفضل للإنسانية، وهذه هى اللحظة التى يجب ألا تتركها".

وتعليقا على الخطاب، رد عدد من القراء الأمريكيين الذين اتفقوا على رفض الخطاب، مؤكدين أن الإخوان المسلمين فازوا بالسلطة عبر الانتخابات الديمقراطية، لكنهم انتهكوا هذه الديمقراطية وأساءوا استغلال السلطة، مثلهم مثل حماس فى قطاع غزة.

كما قارن قراء آخرون بين الوضع فى مصر وأوكرانيا، مشيرين إلى أن ما يوصف بالانقلاب فى مصر تم رفض وصفه بنفس المصطلح فى أوكرانيا، لأنه الأمر يتعلق بما يتفق مع مصالح السياسة الأمريكية، وأشار القراء الأمريكيون إلى أنه يجب الانتظار للانتخابات المقبلة المقررة فى مصر، هذا الربيع، بدلا من السعى لإشاعة الفوضى.