"يوم مصنوع من الزجاج".. فيديو يلقى نظرة على المستقبل وكيف سنعيش فيه، وكيف يمكن أن تلعب تكنولوجيا الزجاج دور البطولة فى حياتنا، للدرجة التى يصبح فيها يومنا مصنوعا بأكمله من "الزجاج".. فى 2011 أطلقت شركة كورنينج، كبرى شركات صناعة زجاج الأجهزة الذكية وتطوير الأبحاث الخاصة بالزجاج، هذا الفيديو الساحر.. وتبعته بآخر فى 2012 ثم 2013 لترسم لنا فى ثلاث سنوات ثلاثة أيام يصنعها الزجاج فى المستقبل، ومن هذه النافذة التى فتحت لنا سنلقى نظرة على المستقبل قبل أن تشاهده، لكن يجب أن تعلم أنه ليس خيالا.. ولن تنتظر قرونا لتشاهده رأى العين.. مجرد سنوات قليلة، وربما تكون حياتنا نحن بهذا الشكل الساحر، وربما يتغير العالم بأكمله إلى هذا السحر.
يبدأ اليوم الأول الذى أطلقته الشركة فى 2011، بعبارة "السابعة صباحا فى المستقبل القريب" نستيقظ أمام شاشة تليفزيون ضخمة ونحيفة وبدون إطارات.. فقط الزجاج، ومنها ننتقل إلى غسل الأسنان أمام مرآة الحمام التى تعرض رسائل البريد الإلكترونى وتسمح بالدردشة بسهولة عليها مباشرة، ومنها إلى إعداد الإفطار على طاولة يتحول جزء منها إلى بوتاجاز، حيث يصبح الزجاج زجاجا حراريا فى لحظاتن وعلى نفس الطاولة يستقبل الأطفال هاتفا بالفيديو من جدتهم.
أمام الثلاجة لن تتوقع أن سطحها الخارجى الذى ما زال يحتفظ بنفس شكله وألوانه هو شاشة كبيرة تحمل الصور وتسمح بتعديلها والرسم عليها، أما الهاتف الذكى فأصبح شفافا وأرفع وأخف وغير قابل للكسر.. ويتفاعل ببساطة مع باقى المنزل، وفى الطريق إلى العمل ننتقل إلى السيارة التى تتحول إلى شاشة عرض تقدم إحداثيات الطريق وشرح تفصيلى له، ويتغير لون التابلوه الخاص بها كما تريد، وعلى الطريق تنتشر اللافتات بالزجاج وتواصل إرشادك نحو وجهتك.
فى العمل، الحوائط هى لوحات زجاجية كبيرة نعرض عليها أعمالنا وتقبل اللمس والرسم عليها والتعديل، ونجرى عليها مكالمات الفيديو.. والطاولات تسمح بفتح التطبيقات والعمل عليها مباشرة.. ثم ننتقل إلى التسوق، حيث تعرض لك الشاشات فى محلات الملابس اختيارات الملابس، وكأنك مرتديها بالفعل قبل أن تنفرد أمامك المزيد من الخيارات فى الأوراق الإلكترونية، وينتهى اليوم أمام تليفزيون ثلاثية الأبعاد بدون الحاجة إلى نظارات وقراءة الصحيفة الإلكترونية القابلة للطى.
فى اليوم الثانى عام 2012.. أسفل سرير الأطفال يستلقى ما يشبه الحاسب اللوحى ولكنه أرفع وأخف ومقاوم للصدمات، ويعرض الصور والمحتوى بشكل ثلاثى الأبعاد، وتفتح الشبابيك الضخمة بزجاج يوفر الأمان والحماية ويتغير لونه ليصبح مظلما أو يحجب الشمس دون الحاجة إلى ستائر أو غيره.
الدولاب هنا لم يعد مثلما نراه الآن قبل أن تفتحه سيعرض من الخارج محتوياته ويسمح لك بتجميع الطقم الذى سترتديه ليقتصر فتحك له على أخذ ما قررت جمعه من الأصل، وفى الطريق إلى المدرسة يرتبط الحاسب اللوحى بالسيارة على الفور فيسمح بتشغيل الأغانى من خلاله، وتغيير لون السيارة من الداخل بسهولة.
ألواح الطاقة الشمسية فى هذا العالم تحتل الأسطح لتولد طاقة نظيفة وتعمل المدارس من خلالها وفى الفصل تحتل الحواسب اللوحية جميع الأدراج للتواصل مع بعضها ومع الحائط الذى يتحول إلى شاشة ضخمة تعمل بدلا من السبورة وتتقبل اللمس وتتفاعل مع المدرسة ومع الحواسب اللوحية المثبتة أمام الطلبة، ومن الفصل ينتقل الطلبة إلى المعمل وفى لحظات تتحول طاولة المختبر إلى شاشة تفاعلية بداخلها كل المعدات على هيئة صور وفيديوهات قابلة للمس وتتحرك فى يد الطلبة وتخضع للاختبار والتغيير.
ينتقل الفيديو إلى حجرة إجراء العمليات، حيث يمكن للأطباء التواصل، كأنهم فى حجرة واحدة، على الرغم من كونهم فى بلاد مختلفة، وتتحول حوائط الغرفة بالكامل إلى عرض مباشر للغرفة الأخرى، إضافة إلى زجاج وشاشات مضادة للميكروبات، وعرض ثلاثى الأبعاد لجسد المريض يمكن التفاعل معه بشكل كامل وكأن المريض متواجد أمامك لتنقل التعليمات والآراء إلى الأطباء الذين ينفذونها فى غرفة أخرى.
المرح والمتاحف ليست بعيدة عن عيون صانعى التكنولوجيا الآن ليحتلوها مستقبلا، فتنتظر "كورنينج" أن يصبح المتحف بأكمله من الزجاج الذى يعرض المناخ والحيوانات المنقرضة فى بيئتها الطبيعية، ويظهر هنا فى يد الأطفال الحاسب اللوحى الشفاف الذى يمرحون به فى المتحف ويصورون من خلاله الديناصورات ثلاثية الأبعاد، كأنها حقيقية وينتقلون ليعرضوا ما قاموا بتصويره فى ليلة منزلية أمام شاشات ثلاثية الأبعاد، ثم يعدون غرفتهم للنوم بضبط ألوانها وتهيئة جوها عبر الحاسب اللوحى.
فى 2013 حاول مصنعو المستقبل الدمج بين أفضل ما قدموه فى النموذجين السابقين.. يبدأ اليوم فى حجرة الأب والأم أمام التليفزيون النحيف والتفاعلى الذى يقوم بعرض ساعة الاستيقاظ وينتقل إلى حجرة الأطفال، حيث يعرض الحاسب اللوحى ساعة الاستيقاظ بشكل ثلاثى الأبعاد.
ومن حجرة النوم يتسلسل اليوم طبيعيا أمام مرآة الحمام، ويتم عليها عرض البريد الإلكترونى وإدارة الدردشة ثم اختيار الملابس من الدولاب قبل فتحه، قبل أن ينتقل الأب لتحضير الطعام على الطاولة الزجاجية، وفى الطريق إلى العمل تقوم الأم بالقيادة والبحث عن الطريق، بينما يقوم الأب بتوصيل الأطفال الذين يحولون السيارة إلى ألوان وردية ثم الوصول إلى المدرسة التى يتفاعل فيها الحاسب اللوحى مع الحائط الذى يحل محل السبورة.
ويستمر هذا الفيديو فى الدمج بين العالمين السابقين واختيار أفضل ما تم ابتكاره خلالهما من تكنولوجيا شاهدها، وينتظرها الآن على موقع يوتيوب فقط ما يزيد على الـ27 مليون شخص حول العالم.
مهندس الحواسب والخبير التقنى، عصام قدرى، قال لليوم السابع أن معظم هذه التكنولوجيا التى عرضتها الشركة، والتى تبدو أنها من أفلام الخيال العلمى هى تكنولوجيا قائمة بالفعل، مشيرا إلى أن كورنينج التى تتولى إنتاج معظم الشاشات للهواتف الذكية أعلنت بالفعل أن هذه التكنولوجيا الموجودة فى الفيديوهات تم التوصل إليها، ولكن إنتاجها ما زال سعره مرتفعًا إلى درجة لا يمكن أن يتم بها بيعه فى الأسواق أو إدخاله إلى مرحلة التصنيع الجماهيرى للبيع فى الأسواق، مشيرين إلى أن الأبحاث ما زالت قائمة لتطوير هذه التكنولوجيا وإدخالها فى مراحل التصنيع الجماهيرى.
فيديو يتضمن إعلان الشركة أن التكنولوجيا موجودة وتستعد لمرحلة التصنيع الجماهيرى
ويتابع "قدرى" أن الفكرة الرئيسية والتى يعمل عليها العالم الآن هى ربط كل شىء بالحواسب اللوحية والهواتف الذكية، بحيث تتفاعل معهم الأسطح الزجاجية وتصبح جزءا منهم، وبالنسبة لكل جزء من الألواح الزجاجية يتم تطوير التطبيقات التى تناسبه فنرى على الدولاب تطبيق يناسبه لاختيار الملابس وعلى المرآة تطبيق يناسبها لعرض آخر الرسائل وهكذا.. فتصبح تكنولوجيا الزجاج الذكى واحدة بينما تتغير عليها آلاف التطبيقات والاستخدامات.
ويشير "قدرى" أنه من أهم ما ستقوم هذه التكنولوجيا بتوفيره هو المواد الخام فى كل شىء، فنحن بينما نشاهد الفيديو سنلاحظ أن معظم المواد الخام وحتى الطاقة لا يتم استخدامها بشكل كبير فلا أوراق ترمى ولا أدوات طباعة ولا أوراق وأقلام ويتم تسخير الطاقة الشمسية بدلا من المواد التقليدية.
ونوه قدرى أن فيديوهات كورنينج يجب أن تظل محل اهتمام لأن الشركة هى الرائدة الأولى فى مجال الزجاج معتمدة على 160 عاما من الخبر فى علم المواد وعملية المعرفة الهندسية، وتقوم بتصنيع حجر الزاوية فى إتاحة التكنولوجيا المتطورة كمنتجات استهلاكية.
بالفيديو.. الزجاج يسيطر على الحياة فى المستقبل.. أدوات المنزل تتحول لأجهزة ذكية.. الحوائط تصبح شاشات تفاعلية.. والشركات تعلن أن التكنولوجيا جاهزة وتنتظر التنفيذ.. وتقنى: سيغير وجه العالم للأفضل
السبت، 29 مارس 2014 07:09 ص