صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بدايات القرن العشرين خلص أرنولد توينبى إلى أن مايخلق الحضارة إنما هو التحدى والحضارة بمفهومها الأعمق ليست إلا الإضافة للحياة، فالإنسان إن لم يزد شيئا إلى الحياة كان هو نفسه زائدا عليها، وحجر عثرة فى طريق رقيها، وقد رأينا معدن المصريين الأصيل إبان العدوان الثلاثى، ووقت بناء السد العالى، ولحظة تنحى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، وأثناء حرب العبور، ولدى عودة الرئيس الراحل أنور السادات من القدس، ثم هذه الوقفة غير المسبوقة للشعب خلف قواته المسلحة فى ثلاثين يونيو العام الماضى، تلك الوقفة التى لم ولن يستطيع إعلام دولة (خطر) وبعض قنوات الغرب التى تمالئ الإسلام الذى ترتضيه وتتعشم تحقيق مصالحها فى الشرق من خلاله أن يقلل من شأنه أو يمسح نتائجه الإيجابية على مصر وجيرانها، والذى ستتضح مع الأيام أهميته.
وها نحن - المصريين - نبدأ مرحلة جديدة من مراحل التحدى بانتخاب رئيس جديد لمصر العربية، تتوفر فى شخصه كل صفات الزعامة والوطنية، وما يجب أن نضعه فى الاعتبار أنه مهما بلغ من إخلاص وتفانى لن يستطيع البناء بدون سواعد الشعب، ولن تتحقق وعوده إلا من خلال تفانينا فى العمل وتركيزنا على الهدف لا على الجزاء وعلى النجاح لا التعب وعدم تعجل ثمار ماسوف نزرعه قبل نموه واشتداد عوده فلا يفسد الزرع إلا استعجال ثماره وعدم الصبر عليه، والمثابرة فى رعايته، ولنقر فى أذهاننا أن ما يزرعه المرء ويرعاه ليس شرطا لكى يأكل هو منه بل أولاده وأحفاده من بعده، ولذلك شدد الدين على أهمية العطاء حتى مع النفس الأخير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليفعل".
وقد تعلمنا من شيخنا الشعراوى أن قيامة كل واحد منا لحظة موته، وعلى هذا فلا عذر لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر فى ألا يضيف إلى الحياة بهجة ونضارة، تؤدى إلى الحضارة، لا فسادا وإفساداً وحرقاً وقتلاً، تلك الأفعال التى لا تؤدى إلا إلى التخلف والعودة إلى عصور الغاب؟
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة