جمال المتولى جمعة يكتب: الفكر المبدع طريقنا للتقدم

لم يكن أينشتاين صاحب النظرية النسبية من الطلبة المتفوقين أثناء دراستهم، بل كان يأتى دائمًا متأخرًا فى العلوم والرياضيات وعندما سئل أينشتاين عن سبب عبقريته قال أنا لا أكف عن التأمل والتساؤل وحب الاستطلاع للوصول إلى حقيقة الأمر وهذا هو الفرق بينه وبين الإنسان العادى إذ طلبت منه أن يبحث عن إبره فى كوم قش فإنه بمجرد أن يعثر على الإبرة يتوقف أما أينشتاين سوف يستمر فى التنقيب بحثًا عن احتمال آخر ووجود إبر أخرى.

والمخترع الأمريكى توماس أديسون طرد من المدرسة بحجة أنه غير قابل للتعلم ولكنه أنجز بعد ذلك أكثر من ألف اختراع.

وكان داروين يهرب من المدرسة ليتسلق الأشجار ويراقب قوافل النمل، أما لويس باستير مكتشف الجراثيم وطريقة البسترة فكان كثير السرحان.

أما بيل جيتس فلم يكمل دراسته فى الجامعة وأسس شركة مايكروسوفت وهو اليوم من أغنى رجال العالم، وهذا يبين لنا الفرق بين الفكر العادى والفكر المبدع لأن المبدع يميل إلى الفكر المنتج ولا يفكر بشكل عشوائى فالمبدعون لا يميلون إلى الأخذ بالمسلمات ويفكرون فى الحلول غير المتوقعة أو التقليدية للمشكلات ويبحثون عن أكثر من بديل ويتعاملون مع كل البدائل، فإن المبدعين لهم بعض الصفات تختلف عن الناس العاديين مثل المثابرة والإصرار وبذل الجهد بصورة مكثفة من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية.

قال الله تعالى "إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب" فالله فضل الناس بعضهم على بعض بالذكاء فهذا نوع من أنواع الرزق الذى اختص به بعض عباده فى الأرض.

ولكى يصل الإنسان إلى مرحلة الإبداع لابد من أن يتبع الآتى
1 – لابد أن يكون لديه رؤية وهدف واضح.
2 – أن يكون لديه ثقة بالنفس والإيمان بالله عز وجل.
3 – التخطيط السليم ووضع الخطة التى يمكن فى حالة تنفيذها بلوغ الهدف المنشود.
4 – التفكير الدائم فى النجاح وإمكانية تحقيقه.
5 – أن يكون لديه إصرار على مواجهة أى إخفاق محتمل أو فشل يتعرض له.
6 – لابد من التعلم من الأخطاء لأن الخطأ وراد لابد أن نتعلم منه ونستفيد منه.
7 – دراسة أى موضوع يعرض عليه بعمق والبحث عن الجوانب الإيجابية فيه واستثمارها فى موضوع بحثه.
8 – الإبداع والمرونة والانفتاح لكل الأفكار للانتفاع بالمفيد منها.
إن التقدم الذى حصل فى الدول المقدمة يرتكز أساسًا على قاعدة العلم والمعرفة والابتكار.
إن مبدعًا واحدًا يستطيع أن يرفع بأعماله أمة بكاملها من هوة التخلف إلى منصة العلم والتقدم.