لما كنا صغيرين وقبل ما تفوت السنين وقبل ما ندخل على تراك المطحونين، كانوا يقولون علينا متفائلين ودلوقتى أصبحنا نادمين وبنقول يارتنا فضلنا صغيرين .
لما كنا صغيرين كانت أحلامنا كلها بسيطة وجميلة، كانت أمنا لما تسألنا الساعة كام نقولها الكبير على سابعة والصغير على اتنين .
كنا نقعد نستنى رابعة ابتدائى علشان نكتب بالقلم الحبر، كانت كل ما تعدي طيارة نصرخ ونقعد نعملها "باى باى" ، كنا نحس بسعادة غامرة وإنجاز عظيم لو الشمس طلعت واحنا لسه منمناش، كنا نستنى امتحانات آخر السنة عشان نروح المدرسة بلبس خروج مش لبس المدرسة، كنا نقفل باب الثلاجة براحة أوى مش حرصًا عليها لا كنا بنحاول نشوف اللمبة بتاعت الثلاجة بتطفي أمتى وازاى، كنا لما يكون عندنا ضيوف ووالدتك تطلب منك كوباية ميه للضيف نشرب منها قبل ما ندخل على الضيف حبة صغيرة، وبعدين نمسح بأيدنا مكان ما شربنا ونقدمها للضيف ونخرج نضحك أوى ، كنا نجيب الشنطة البلاستيك ونربطها بخيط ونطيرها من البلكونة ونطير من السعادة وهى بتطير لفوق.
كان الجوع ميجيش غير على وقت المسلسل العربي ونتلكك بالأكل علشان نتفرج عليه أيام المدارس، وكنا ممكن نكون هنموت من الأكل وشبعانين بس كنا لازم نعمل كده علشان، نسيب المذاكرة ونتفرج على المسلسل، صحيح كنا جيل شقى بس محترم، كانت أحلامنا وتصرفاتنا كلها بسيطة وجميلة عكس ما نراه الآن مع أن تربيتنا لأولادنا هي تقريباً نفس ما تربينا عليه، إلا أن هذا الجيل تصرفاته وأخلاقه قمة في الغرابة وانعدام الذوق وفى بعض الأحيان الأخلاق، لا أعلم هل هى أفلام السبكى اللى خربت بيوت وعقول معظم هذا الجيل أم التعليم السيئ.
ومن الممكن أن تكون التكنولوجيا الحديثة السبب من نت لموبايل لقنوات فضائية لبرامج مذيعيها يستحقون الشنق، مؤكدًا أن هناك شيئاً ما خطأ وقد يكون هناك أسباب كثيرة أخرى ومنها وبكل تأكيد العوامل الأقتصادية التى جعلت من الأب والأم تروس في آلة الحياة الصعبة تاركين أبناءنا فريسة لكل تلك العوامل.
اختلاف عوامل وزمن وأجيال وتربية، وإحنا صغيرين كانت أحلامنا بسيطة وجميلة وكانوا بيقولوا علينا متفائلين دلوقتى أصبحنا مقتولين ونرجع ونقول يا رتنا فضلنا صغيرين.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة