د. خميس الهلباوى

30 يونيه وسقوط مخطط العولمة

الجمعة، 28 مارس 2014 11:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قدموا لنا ما تسمى بالعولمة بقيادة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وصوروها لنا و"كأنها المنقذ لشعوب العالم"، وإذا بنا نكتشف حقيقتها كمخلب وحش يستبدل الاحتلال العسكرى الغربى بالاحتلال الاقتصادى الغربى، ورئاسة إسرائيل للعالم العربى المفتت بالاحتلال عن طريق الجيل الرابع للحروب، بعد تقسيم العالم العربى إلى دويلات صغيرة ترأسها إسرائيل.

بدأت الهيمنة الغربية خلال القرن الخامس الميلادى فى وقت الاستعمار العسكرى للدول الضعيفة، كما جرى أيضاً فى القرن التاسع عشر و النصف الأول من القرن العشرين.

وخلال الحرب العالمية الثانية عام 1945م وبعدها بدأت الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها دول الغرب، كمستعمر اقتصادى وليس عسكريا، وبدا لها واضحاً أن الهيمنة الحقيقية لا يجب أن تكون عسكرية، وإنما ثقافية واقتصادية، وفى النهاية هيمنة سياسية شاملة لكل المناحى فى العالم، ووضعت الخطط اللازمة لتجاوز النتائج المأساوية الناتجة عن الحرب العالمية الثانية.

قامت الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق ما يسمى بمشروع مارشال، وإنفاق مبالغ طائلة بعد الحرب العالمية الثانية لبناء الدول الصناعية الأوروبية واليابان لجعل تلك الدول سوقاً مفتوحة للمنتجات والبضائع الأمريكية، وإيجاد فرص للاستثمار الأمريكى فى تلك المناطق، وإعلاء شأن رجال الأعمال 1948-1951.

وتمت إعادة تنظيم العلاقات النقدية وأسعار الصرف ووسائل الدفع الدولية عالمياً, مما تسبب فى إنشاء البنك الدولى و صندوق النقد الدولى.

خلال النصف الثانى من ذلك العقد كانت المفاجأة، حيث أعلن جورباتشوف عن قيام ثورة التغيير فى الاتحاد السوفييتى وإعادة البناء، وهذا يعنى انهيار الاتحاد السوفييتى سياسياً واقتصادياً، وأصبح فى العالم قطب ونفوذ واحد، وكان يعنى أيضا اتجاه الاتحاد السوفييتى، ومن يدور فى فلكه، خطوات واسعة نحو المنهجية الغربية فى السياسة والاقتصاد، وكان ذلك فى كل المعايير انتصاراً لليبرالية والرأسمالية، وتلا ذلك سقوط جدار برلين عام 1989م، وأخذت الدول التى كانت تشكل حلف وارسو تنضم الواحدة تلو الأخرى إلى الحلف الأطلسى، وبعضها مازال يطرق الأبواب حتى الآن ولم يفتح له.

وتبع ذلك انهيار للمعسكر الاقتصادى للصين وأوروبا الشرقية وروسيا، وصار انتقال الأفكار وأنماط العيش ورؤوس الأموال والخبرات التنظيمية والتقنية أكثر سهولة، وأوسع مدى من أى مرحلة سابقة.

كان ذلك مخططاً لتلك الدول، وأخطأ الغرب وأمريكا، ومعهم إسرائيل، فى التقدير والتخطيط للتغلب على العالم الإسلامى والعربى، بما يسمى الجيل الرابع للحروب لتفكيك منطقة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل، لقد أخطأوا فى تقدير وفهم شعب مصر والإسلام الصحيح الوسطى، لهذا فإن الولايات المتحدة والغرب حينما بدأوا ينفذون ويستكملون خطة العولمة عن طريق تفكيك الدول العربية فى الشرق الأوسط بحروب الجيل الرابع اصطدموا بقوة بإرادة شعب مصر وإخوانه الشعوب العربية وفشلت خططهم.

وانتهت العولمة بالطريقة التى أراد فرضها الغرب على مصر والعالم العربى والإسلامى، وعلى الغرب أن يفكر بطريقة أكثر منطقية وإيجابية وفهم لطبيعة الشعب المصرى المتفردة، وقد عانوها فى الصراع العربى الإسرائيلى خلال حرب 1973 وفى ثورة 30 يونيه سنة 2013، واعظهم بتوفير الوقت والجهد لإعداد خطط أخرى ولكن لن تكون مصر أبدا أداة فى لعبة العولمة، فمصر رقم ضخم وضخم جدا فى التاريخ رقم يزيد عن 7000 سنة من التاريخ وتعدد الحضارات، فلا ينسى الغرب هذا الدرس مرة أخرى.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

king

القصاص

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة