محمد فودة

محمد فودة يكتب.. وزير الزراعة.. على رأس الغيط المصرى

الأربعاء، 26 مارس 2014 06:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ميراث من الأزمات تسلمها الدكتور أيمن أبوحديد وزير الزراعة، فقد انفتحت أمامه عشرات المشاكل التى يصل عمرها إلى أكثر من نصف قرن، مثل تجريف الأراضى الزراعية من ناحية والبناء عليها من ناحية أخرى.. وتراجع استصلاح الأراضى الجديدة، وقلة مياه الرى إلى جانب أزمات الصوب التى برغم نجاحها السريع، إلا أنها تترك أرضاً تحتها غير صالحة للزراعة لسنوات بعيدة، أو على الأقل ضعيفة لا ترمى المحصول المرجو منها.. كل هذا إلى جانب التحديات التى تواجه الزراعة المصرية من جانب بعض الدول الصهيونية التى تصدر لنا بذورا فى كثير من الأحيان مصابة بأمراض مزمنة.. وغير ذلك من عشرات الملفات التى وجدها الوزير أمام مكتبه بالوزارة، منذ جلس على مقعده، هو وزير يمتلك روح المغامرة، والحكمة فى معالجة القضايا.. ورثها عن والده الكاتب الأديب الكبير محمد فريد أبوحديد أحد رموز الكتابة الروائية فى القرن الماضى، وهو صاحب رواية «فى سبيل الحرية» التى كتبها مناصفة مع الزعيم الخالد جمال عبدالناصر فى بدايات منتصف القرن الماضى.. ووسط هذا الجو من الفكر المتحضر والثقافات الرفيعة نشأ الدكتور أيمن فريد أبوحديد.. متشبعاً بالقدرة على تحليل المواقف.. وهو لا يكتفى بتشخيص الأزمات والأمراض، بل هو يصل إلى الروشتة الحقيقية التى يمكن من خلالها أن يصل إلى أفضل النتائج، ولهذا فهو لا يجلس إلى مكتبه بالوزارة إلا نادراً.. لأن عمله الحقيقى لا يجده إلا بين الحقول الممتدة، لا يجد راحته إلا فى هذه الأماكن، منذ أن كان طالباً بكلية الزراعة.. كان الجلوس على الأرض الطينية هو كل متعته، حتى اعتبرها كل مستقبله، وهو دائماً على رأس الغيط يلتقى بالفلاحين وبدون سابق إنذار، يهوى الزيارات المفاجئة حتى يرى الأمور على طبيعتها، بدون تذويق، أو تجميل، فهذا فى نظره لا يعتبره تجميلاً بل نفاق وكذب، لا يرضاه ولا يقبله ضميره، ولهذا فإن الفلاحين يحسون أن الرجل واحد منهم، وهو بالفعل منهم ولهم.. هو طاقة خلوقة وخلاقة، لا يقنع بإنجاز إلا وترى بعده عشرات الإنجازات، فلا يهدأ إلا إذا اكتملت مساحته بالمثالية والكمال.. لا يجب المزايدة أو تهوين الأمور.. إنما يضع الأشياء فى نصابها الحقيقى وفى حجمها، ولهذا فهو يعرف أين يكون الخطر وأين الحل، ولا يحترم من يقلل من الأزمات التى تعيشها مصر حالياً، خاصة فى مجال الزراعة.. فالزراعة عنده ليست مجرد عمل بل هى تاريخ منحوت فى قلبه وعقله.. باعتبار أن الزراعة هى أقدم حرفة عرفها المصريون، وهى حجر الزاوية فى كل حضارة.. وفى يوم من الأيام كانت الزراعة هى المصدر الرئيسى للاقتصاد المصرى، وكان القطن المصرى يمثل أعلى قامة من بين الصادرات المصرية إلى خارج القطر المصرى عربياً وعالمياً.. على الإطلاق.. وكان يشكل حلقة وصل بين الكيان المصرى والنهضة الصناعية فى العالم.. إذ يرتفع الخط البيانى لصناعة المنسوجات فى الدول الأوروبية نتيجة التعامل مع القطن المصرى طويل التيلة.. الأمر الذى ارتفع بصورة مصر أمام العالم والمنتديات الدولية.. ويكفى أن البرلمانات الأوروبية كانت تناقش كل عام القطن المصرى كقضية ودراسة ومستقبل منذ بداياته الفرعونية، حتى وصل بفضل التطوير المستمر إلى نحو لم تصله صناعة أخرى.. اليوم ومنذ أكثر من أربعين عاماً، تراجعت صادرات القطن المصرى بشكل واضح.. ولم يعد مبهراً أمام أوروبا والعالم الغربى وحتى العالم الشرقى، خاصة أن القطن الإسبانى تجاوز المواصفات المصرية لسنوات طويلة أسكتت بسببها صوت القطن المصرى فى مجال المنافسة العالمية، ثم كان القطن الصينى واليابانى فارقاً.. حتى إن الصناعة المصرية للقطن فى مصر أصبحت فى المركز الثانى والثالث والرابع.. واليوم هناك التحدى الأكبر أمام وزير الزراعة هو كيفية عودة هيبة القطن المصرى طويل التيلة إلى المركز الأول على مستوى العالم.. وهى مهمة قومية ليست بالسهلة أو بالقليلة على حد سواء.. أما أزمة القمح فهى الأزمة الأم بعد القطن..

وزراعة القطن إذا كانت تشكل جانباً اقتصادياً فإن زراعة القمح تشكل جانباً غذائياً أساسياً، لا يمكن الاستغناء عنه، أو إنشاء بديل موازٍ له.. ولو تمكن الدكتور أيمن أبوحديد من تحقيق الاكتفاء الذاتى فى القمح لكفانا هذا الإنجاز أن نباهى به العالم، إلا أن هذا المجال يحتاج إلى كثير من الدراسات وتطوير خريطة زراعة القمح من الألف إلى الياء، حتى يمكننا الاستغناء عن الغرب وأمريكا فى مجال استيراد القمح.. قضية القمح يضعها وزير الزراعة نصب عينيه، فهو يدرس زيادة إنتاج مصر من القمح إلى ما يزيد على تسعة ملايين طن من القمح، ليبقى سعره كما هو دون زيادة، لكن الزيادة فى الإنتاج هى زيادة الحقول الإرشادية من أربعمائة حقل إلى خمسة آلاف حقل هذا العام.. والحقل الإرشادى هو أن يتابع الفلاح بنفسه الحزم الإرشادية فى تطبيقها لزيادة الإنتاج، وهى تجربة توفير المحاصيل المختلفة طوال أيام السنة.. قضية أخرى أمام وزير الزراعة، هى الاطمئنان على استخدام السماد الذى يفيد التربة ولا يفسدها، وليس مجرد أن يعجل بمزيد من الإنتاج، هناك دراسات حول السماد العادى والسباغ البلدى، والمدهش أن هذا الأسلوب الأخير بدأ يغزو الكثير من قرى ومراكز جنوب مصر فى الصعيد..

ولا يزال الوزير يدرس أفضل الحلول لإنهاء أزمة السماد.. لأنها عقبة، حيث إنها تبدلت وتغيرت أيضاً خلال سياسات السنوات السابقة، وكانت كل الحلول للأسف الشديد نستوردها من الغرب، ضاربين عرض الحائط بكل الحلول المصرية النابعة من ظروفنا نحن، ومن تقاليدنا.. خاصة السماد الأمريكى الذى يشكل مشكلة، فبرغم جودة بعض أنواعه إلا أنه لا يناسب التربة المصرية.. أما نقص المياه اللازمة لرى آلاف الأفدنة الزراعية إلى جانب خطتنا فى استصلاح الأراضى الجديدة، فهى أزمة تحتاج إلى تكاتف مجلس الوزراء جميعه بكل أعضائه لمناقشة هذا البند الأساسى، ليس بالنسبة لحياة الزراعة المصرية فقط بل بالنسبة للإنسان المصرى عامة.. ولمستقبل أبنائه.. هناك اقتراحات يدرسها الدكتور أيمن أبوحديد وزير الزراعة.. حول أمل يسعى إليه فى أن يتم تحلية مياه البحر لتصلح للزراعة، ثم أيضاً استغلال الطاقة الشمسية فى المزيد من الإنتاج والطاقة، ومن بين أولويات الوزير أيضاً، تكاتف المسؤولين معه فى إزالة التعديات على الأراضى الزراعية.. أما تجربة اللحوم.. فهناك تجربة نجحت فى محافظة سوهاج، حيث تمكن محافظ سوهاج من إنجاز مشروع أتمنى أن يحتذى به المحافظون الآخرون.. فقد انخفض سعر كيلو اللحم فى سوهاج إلى خمسة وأربعين جنيهاً.. وهى تجربة تشعل وزير الزراعة لتوفير اللحوم وبأقل الأسعار الممكنة.. ولو نجح الوزير فى هذا وسينجح بإذن الله.. لأنه لا يعمل إلا بأسلوب علمى نابع من دراسة.. فإن الشعب سيكون المستفيد من هذا النجاح.. الوزير لا يهدأ ولا يعرف معنى الراحة.. ولا يشغله سوى حل أزمات الزراعة المتوارثة لأكثر من أربعين عاماً.. ميراث ثقيل وتركة مزعجة تحتاج إلى تكاليف العاملين فى الوزارة على قلب رجل واحد.. الوزير لا يحل مشاكل الماضى والحاضر فقط.. بل يضع خطة للمشروعات المستقبلية مثل توشكا وسيناء وشرق العوينات.. وهى أماكن ترمز إلى أكثر من الجهد والحاجة إلى مزيد من العمل القاسى جداً للخروج بها إلى أفضل الحالات.. ولابد معها من فتح دماء جديدة لعمل نهضة زراعية هناك.. فالوزير يسعى لتشجيع الشباب من مختلف الأعمار، وتدعيم المسيرة بأيدٍ متكاتفة.. لأن الوزير يعتبر هذا الجهد هو أهم متطلبات ثورة 30 يونيو.. أيمن أبوحديد ليس مجرد ظاهرة أو حالة، بل هو يمثل ضمير مصر وشخصيتها.. تفاعل مع مشاكلها، ونجح فى اختراق جذور الأزمات.. والآن هو ينفذ روشتة العلاج!!













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

احنا عايزينه فى قلب الغيط وليس على راسه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed elsayad

محمد فوده المواطن المصري الوحيد اللي بيشوف انجازات الوزراء

انت مصطفى بكري بتاع الوزراء يا محمد يا فوده

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير السمان مهندس بالاصلاح الزراعى

وزير الزراعه

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير السمان مهندس بالاصلاح الزراعى

وزير الزراعه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة