دائما ما أقول لأمى الحبيبة – متعها الله بالصحة والعافية – أنه "لا أحد يحب أحدا بلا شروط إلا الأم"، وهذه قناعة عندى لن تتغير، فالناس لا تتحابب إلا بشروط (ضمنية بطبيعة الحال) فيما بينهم، وهى أن تكون خلوقاً معهم، فإذا تغير الخلق الحسن إلى خلق سيئ كرهك الناس فوراً، وهذا قانون أزلى ينطبق على كل البشر فى كل زمان ومكان.
لكن هيهات أن تكره أم ابنها مهما كان عاقاً لها أو أساء إليها، بل وفى ذروة العقوق والإساءة دائماً ما تدعو له بمحبة، وتخشى عليه بصدق من أن يصيبه سوء أو مكروه، وكيف لا وهى صاحبة القلب الحنون الرحيم الذى لا يعرف إلا الحب والحنان والعطاء بلا انتظار مقابل، إنها المُحِبة بلا شروط أو أسباب أو مصالح.
الحقيقة أن الكتابة عن الأم ليست سهلة بأى حال، ذلك أن قيمتها وفضلها أكبر وأسمى من أى كلمات، وتعجز كل مفردات اللغة عن أن توفيها حقها وقدرها، لكنى أحاول أن أعبر عن محبتى وامتنانى لها عن كل لحظة ألم أو تعب تحملتها من أجلنا، نحن أبناؤها الخمسة الذين نعتبر أنفسنا محظوظين أن لنا أماً كأمى أعطاها الله قلباً جميلاً نقياً لا يعرف الكراهية لأحد مهما أساء إليها، كما حباها الله عقلاً ذكياً نابهاً، فدائما ما نلجأ إليها جميعاً فى كل أمور حياتنا الشخصية والعملية، لنجد عندها الراحة والاطمئنان الذى لن نجده عند سواها.
إننى أتضرع إلى الله الكريم أن يمن عليها بالشفاء العاجل، ويمتعها بالصحة والعافية، ويغفر لها ويعفو عنها هى وكل أمهاتنا جميعاً الأحياء منهن والأموات.. آمين.
* مترجم مصرى السعودية .
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة