ننشر كواليس حبس حسن حمدى فى زنزانة "انفرادى طرة".. رفض زى المساجين وارتدى "ترينج أبيض" خاص به.. رئيس النادى الأهلى ظل بغرفته لساعات طويلة ولم يخرج منها حتى وصول أسرته

كم أثار هذا الرجل علامات استفهام؟ وكم ظلت سيرته مكتفية بطرح سؤال واحد؟ من يحميه.. من يبقى حسن حمدى بعيدا عن متناول العدالة؟ بعيدا عن السؤال.. وأبعد كثيرا عن اللغز.. سقط حسن حمدى رئيس مجلس إدارة النادى الأهلى والمدير السابق لوكالة الأهرام للإعلانات أخيرا، الذى زف أقرانه العام قبل الماضى من رموز نظام مبارك، وعندما جاء الحكام الجدد لم يبخل عليهم بصداقة خبير إعلانات ثم ودعهم هم الآخرين إلى الزنازين.. غير أنه لم يتوقع يوما أن تدور الدائرة عليه ليسكن نفس الزنازين ويمدد جسده الضئيل على أرضية "البرش الباردة".


ففى الوقت الذى أصدرت فيه هيئة التحقيق برئاسة المستشار ثروت حماد قاضى التحقيقات قراره بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات فى قضية الفساد المالى بإدارة الإعلانات التابعة لمؤسسة الأهرام ظل قلب الرجل ينتفض خوفا مما شاهده قبل ثلاث سنوات ماضية شاهد خلالها أصدقاءه من نظام مبارك وهم يرتدون الزى الأبيض ويقفون خلف الأسوار.


صدمة قرار المستشار ثروت حماد أفقدت حمدى اتزانه لبضع دقائق، بعدما استنفذت التحقيقات التى استمرت معه قرابة الـ12 ساعة متواصلة، واجهه خلالها قاضى التحقيق بالاتهامات التى يواجهها بالفساد المالى طوال فترة رئاسته وكالة الأهرام للإعلانات.

وما أن وصلت سيارة الترحيلات التابعة لقسم عابدين لنقله إلى سجن طرة الذى شهد على جميع من سبقه إليه أخذ الرجل يستعيد شريط ذكرياته والأيام الجميلة التى كان يعيش فيها.. وكم كان بعيد المنال عن هذه الأيام القادمة.. استقل "حمدى" السيارة وظل يراقب بعينه نظرات أهله وأحبائه الذين أبوا أن يتركوه وحيدا حتى وصل إلى مقر سجن طرة.


ما أن دخل إلى أعتاب السجن - وبحسب ما رواه أحد الحراس الذين كانوا يرافقونه – وقف "حمدى" برهة يتأمل فيها بوابة السجن وعيناه مرفوعتان لسماء غارقة فى الذكريات ليفيق بعدها على صوت الحارس "يلا ياباشا".


فى تمام الساعة 12.30 بعد منتصف ليلة أمس دخل "حمدى" إلى مكتب مأمور السجن، حيث تم إخضاعه للائحة السجون والتى تتمثل فى تفتيشه وقائيا واستلام جميع متعلقاته الشخصية المتمثلة فى هواتفه المحمولة وحافظة نقوده وكل ما بحوزته وتسليمهم فى أمانات السجن.

وعقب إنهاء تلك الإجراءات وأثناء تسليمه البدله البيضاء الخاصة بالمحبوسين احتياطيا إلا أنه رفض استلام بدلة السجن وكان بحوزته "ترننج أبيض اللون" أحضره له أفراد عائلته وقام بارتدائها بمفرده، ومن ثم قام بإنهاء كافة الإجراءات اللازمة تمهيدا لإيداعه بالسجن.


وما انتهى رئيس النادى الأهلى من تلك الإجراءات وكانت علامات الحزن تسيطر على ملامح وجهه، اصطحبه رجال السجن بكل هدوء إلى مكان محبسه، حيث كان مطيعا لكافة التعليمات ويتعامل مع رجال السجن بكل هدوء وهو ما قابله نفس الأسلوب من قبل رجال السجن وتم إيداعه زنزانة فى سجن المزرعة.


قالت مصادر أمنية بالسجن إن حسن حمدى دخل إلى غرفة محبسه بكل هدوء ولم يطلب من رجال السجن ثمة طلبات وكانت علامات الحزن تسيطر عليه، واصفا ذلك بأنه من رهبة أول يوم له فى السجن، حيث ظل بغرفته لساعات طويلة ولم يخرج منها ليهدئ جفنه بعدها ويغط فى نوم عميق .


ومع بداية الساعات الأولى لصباح يوم الثلاثاء استيقظ "حمدى" باكرا، وظل داخل زنزانته حتى وصلت أسرته التى جلست معه لمواساته والتأكيد على أنهم سيفعلون المستحيل من أجله وتقدموا بطلب للنائب العام المستشار هشام بركات للاستئناف على القرار الصادر بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات فى قضية فساد مؤسسة الأهرام.