نقلا عن اليومى :
لا شك أن الحوار مع نجم كبير وعالمى فى حجم نجم هوليوود الأسمر دانى جلوفر يحتاج لتحضير كبير فى طبيعة الأسئلة وفى كيفية طرحها، وهذا ما كنت أنويه قبل إجراء الحوار معه إلا أننى عندما طلبت منه تحديد موعد للحوار أثناء صعودنا فى «الأسانسير» قال لى جلوفر: ليس لدى وقت وسأسافر بعد ساعتين ولو أحببت إجراء حوار معى فاطرح أسئلتك الآن وكرر الكلمة «now.. now» وعندما بدأت فى إجراء الحوار السريع طلب منى طرح الأسئلة بالكامل مرة واحدة ثم الإجابة عليها سؤالاً تلو الآخر وبالفعل حققت له طلبه.
النجم دانى جلوفر فى حواره الوحيد الذى تنفرد به «اليوم السابع» أثناء زيارته لمدينة الأقصر وتكريمه بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يتطرق لموضوعات مختلفة، منها مدى معرفته بالسينما المصرية، ورأيه فى الثورات العربية، وأمنيته التى يرغب فى تحقيقها فى السينما، ومدى اتفاقه واختلافه مع السياسة الأمريكية الخارجية تجاه الشرق الأوسط وبخاصة مصر.
فى البداية ما شعورك وأنت تزور مصر بعد الثورة فقد سبق لك زيارتها من قبل أكثر من مرة منها مشاركة بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 2006؟
- تختلف هذه المرة عن أى مرة أخرى لكونها فى مدينة جديدة لم أزرها من قبل وهى الأقصر فقد زرت مصر بالفعل من قبل أكثر من أربع مرات لكن هذه المرة مختلفة لأنها فى مدينة عريقة ومدينة تاريخية يعرفها العالم كله وتدرس حضارتها فى كل جامعات العالم ولكنى لا أجد اختلافاً فى الشعب المصرى، فربما من يشعر بالاختلاف هم أهل مصر وليس الوافد عليهم، ولكنى أشعر بمساحة حرية أكثر لدى الشعب، والعالم كله فخور بثورة مصر ويتمنى أن يكون الشعب أيضا سعيدا بها.
ما رأيك فى الثورات العربية كنجم عالمى؟ وهل كنت تتوقع حدوث ثورة؟
- كل بلدان العالم يحدث فيها كل فترة ثورة فعندما تتزايد المشاكل وتشعر الشعوب بالقهر أو نقص الحرية أو الضغط الاقتصادى تنفجر فى وجه الحكومات وثورة الشعب المصرى حدث متعلق بتاريخ مصر وليس وليد اللحظة، ولابد أن نعلم أن مصر بها مشاكل مثل الفقر وعدم تكافؤ الفرص، وما حدث كان مرتبطا بالشباب وبتغيير مستقبل مصر، والأحداث التى حصلت كانت رد فعل لما حدث منذ فترة بمصر، وكان لابد من تغيير مراكز القوى، فمصر بعدما تخلصت من الاحتلال عام 56 حاولت الصعود نحو الديقراطية لكن ما حدث لم يصل بها لتلك الفكرة لكنه أوصلها لهذه اللحظة من الثورة، ورأيى أن ثورة مصر جاءت نتيجة تراكمات لأكثر من 40 سنة، فبعد ثورة عبدالناصر الذى يحترمه كل العالم ويضعونه فى مصاف الزعماء الخالدين ويرفعون له القبعة حدث انحراف فى مستوى المعيشة بعد وفاته، وأول ما يفجر الشعوب ويجعلهم يبدأون الثورات هو انحدار المستوى المعيشى، ونقص الغذاء، ثم تأتى مساحة الحرية فى المقام الثانى، وأنا أحترم الثورة المصرية وأقدرها مثلما قدرها العالم كله، ولكن أمام الشعوب العربية الكثير من الوقت من أجل الوصول للديمقراطية الكاملة، فهى لا تأتى بين ليلة وضحاها، ولكنها تنمو مع الزمن ويتربى عليها الأجيال.
وكيف ترى السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وبالتحديد مصر؟
- ربما يراها البعض ظالمة لكنى كناشط سياسى وممارس للسياسة أعلم أن السياسة قائمة على المصالح وتبادل المنافع، وبالتالى أنا غير راضٍ عن السياسة بشكل عام، لأنها دائما تظلم الشعوب الفقيرة وتجعلها مستغلة من قبل الشعوب الأكثر قوة، والسياسة الأمريكية لها أخطاؤها، فقد كنت من منتقدى الحرب على العراق، وكنت رافضا بشدة تلك الحرب لأنها سياسة تتسم بالغباء.
بما أنك كنت ومازلت ناشطا فى الجماعات الساعية لتحسين حياة الأمريكيين السود هل ترى أنهم حصلوا على حقوقهم؟
- الحقوق دائما لا تمنح ولكنها تأخذ بالقوة مرة أخرى، وبالضغط السياسى أحيانا، وإذا كنت تقصد السود فى قارة أفريقيا فهم لم يحصلوا على حقوقهم الإنسانية بعد، لأن الأطفال ما زالوا يستغلون وثرواتهم مازال يأخذها غيرهم، ولكن السود فى أمريكا وأوروبا حاليا أخذوا حقوقهم ولا تفرقة بينهم وبين أى ألوان أخرى إلى حد ما.
ما أهم أولوياتك فى عملك كسفير للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة؟
- أنا مهتم جدا بمجال البيئة وأعمل جاهدا على المحافظة عليها والتوعية لشعوب العالم بالخطر الذى سوف يحل عليهم من جراء التهاون والتعامل السيئ مع البيئة، وأنا بطبعى أحب الحياة الريفية ولا أحب حياة المدينة، وأتمنى أن يعيش العالم أجمع فى تلك الحياة الجميلة التى بدأت مع بداية ظهور الإنسان على الكوكب، كما أننى مهتم جدا بالأطفال وبأهمية أن يعيشوا طفولتهم، وهذا ما دفعنى للمشاركة فى فيلم «جمهورية الأطفال» الذى شارك فى المهرجان، وتم اختياره فى الافتتاح، لأننى كنت قد زرت من قبل العديد من بلدان القارة السمراء، وشاهدت بنفسى آثار الحرب الأهلية على الأطفال، ووجود حوالى مليون لغم على المناطق الحدودية بجنوب أفريقيا، الأمر الذى يتسبب فى سقوط العديد من الضحايا، وعندما عرض علىّ سيناريو الفيلم وجدته يشرح لى كل الأحداث التى شاهدتها من قبل، وشعرت بأننى أرى نفسى من خلال هذا الفيلم الذى يعطى فكرة على كيفية تغيير الوضع بأفريقيا فى المستقبل، وأيضا يعبر عن نظرة الكثيرين من الذين يحلمون بالسلام فى أفريقيا، خاصة أن النساء والأطفال هم دائما الضحية الأولى فى أى صراع، ولذلك لابد أن يكونوا البناء الأساسى لدولة جديدة.
فى المؤتمر الصحفى الذى عقده المهرجان لك قلت إنك من عشاق الزعيم جمال عبدالناصر فما الذى تحبه فى هذا الزعيم؟
- أنا من عشاقه لأنه زعيم له كاريزما، وكانت لديه أفكار تخدم الإنسان المصرى والعربى، وكان يحاول نشر السلام، وكان رمزا للنضال من أجل الحرية والاستقلال، وكان منحازا للشعب والفقراء، وقدم الكثير لمصر وللعرب، لكنه لم يمهله القدر الحياة ليستكمل رسالته ومشروعه.
هل ستقدم تجارب أخرى مع مخرجين أفارقة وتتناول مشاكل القارة السمراء فى أفلامك؟
- أنا من مجموعة فنانين لدينا اهتمام كبير بأفريقيا، وسوف أستمر فى التعاون مع مخرجين أفارقة، وهذا هو الفيلم السابع لى فى أفريقيا، فقد قدمت من قبل دور مانديلا وقدمت أيضاً فيلماً عن مشاكل القارة وهمومها مع الصديق مرجان فريمان، وقدمت فيلما فى دولة مالى بعنوان «باكو»، وفى جنوب أفريقيا أيضاً قدمت فيلما آخر.
لماذا لا تفكر فى خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية بما أن لك نشاطا سياسيا سابقا؟
- «يضحك» لو فكرت فى ذلك الأمر بكل تأكيد سوف أبعده عن معرفة الصحافة، ولن أخبرهم به قبل التفكير فيه جيدا، وأنا أرى أن الفنان من الممكن أن يخدم بلاده ويخدم الإنسانية فى موقعه أكثر من ممارسته السياسة، وأنا أحبذ أن يحبنى العالم كله كمبدع، لكن لو دخلت لعبة السياسة ربما أكون مكروهاً من البعض ومحبوباً من البعض الآخر.
وما حلمك كفنان عالمى فى مجال السينما؟
- الإنتاج المشترك بين أفريقيا والسينما الأمريكية هو حلم يراودنى، وأتمنى تحقيقه.
ما رأيك فى مستوى أفلام مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية؟
- لم أشاهد الأفلام بالكامل لضيق الوقت برغم أننى كنت أتمنى ذلك، لكننى سعيد بوجود مهرجان للسينما الأفريقية على أرض مصر، لأنها من أهم دول القارة، ولها تاريخ وحضارة، ولديها سينما، وأكثر من مهرجان سينمائى، وسعيد بتجربة المخرج هايلى جريما مع الشباب فى صناعة أفلام، فقد زرت تلك الورشة وسعدت بمضمونها.
ومَن من النجوم المصريين الذين تعرفهم جيدا؟ وما مدى معرفتك بالسينما المصرية؟
- أعرف النجم الكبير عمر الشريف، وشاهدت الكثير من أفلامه، وأعرف المخرج يوسف شاهين، فهو أشهر مخرج مصرى فى الخارج وعندما حضرت من قبل فى مهرجان القاهرة السينمائى منذ أكثر من 8 سنوات تقابلت مع فنانين كثيرين لكنى لا أتذكر منهم أحدا غير رئيس المهرجان، يقصد النجم «عزت أبوعوف»، فهو فنان محلى لديكم، له أعمال سينمائية أيضا، ولكن معرفتى بالسينما المصرية قليلة، برغم أننى على يقين أنها سينما عريقة، ولها تاريخ كبير، ولكنها مؤخرا ليس لها وجود كبير فى أوروبا وأمريكا، وربما يخرج جيل جديد فيما بعد يصنع أفلاما تتجاوز الحدود.
دانى جلوفر فى سطور
- دانى جلوفر هو ابن سان فرانسيسكو المولود عام 1946 لأبوين يعملان بالبريد، وقد درس بجامعة سان فرانسيسكو، حيث التقى بزميلته أساكا بومانى التى تزوجها عام 1975، وسرعان ما أصبح ناشطا فى الجماعات الساعية لتحسين حياة الأمريكيين السود.
- التحق جلوفر بورشة الممثلين السود، حيث تعلم أصول فن التمثيل، واستقال من عمله الإدارى ليقف على خشبة المسرح للمرة الأولى فى مدينة لوس أنجلوس.
- عانى جلوفر فى شبابه من نوبات الصرع، وقد نجح بعد ذلك فى التغلب عليها من خلال طريقة ذهنية فى التركيز، يقول إنه اكتشفها بنفسه، وإنها أقرب إلى التنويم المغناطيسى الذاتى.
فى حوار خاص لـ"اليوم السابع".. دانى جلوفر: ثورة المصريين حدث يؤكده تاريخهم الطويل.. أعشق الزعيم عبد الناصر.. وسعيد بوجود مهرجان للسينما الإفريقية على أرض الأقصر وأشكر إدارة المهرجان
الأربعاء، 26 مارس 2014 09:09 ص
دانى جلوفر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة