نشرت جميع الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية وثائق بروتوكولات سرية جديدة لأول مرة اليوم الأربعاء، كشف عنها أرشيف الدولة العبرية لمناسبة مرور 35 عامًا على معاهدة "كامب ديفيد" للسلام بين إسرائيل ومصر.
وكشف الوثائق الإسرائيلية عن مدى الفجوة العميقة بين الإسرائيليين ومصر، حيث وصفت الوثائق النقاشات حول الاتفاق بين النخبة الإسرائيلية، بدءًا من كامب ديفيد، والتى وافق خلالها الطرفان على "اتّفاق إطار للسلام"، وصولا إلى الأيام الدراماتيكية فى مارس عام 1979، والتى تمّ خلالها صياغة معاهدة السلام نهائيًّا.
وقالت الصحف الإسرائيلية على مواقعها الإلكترونية اليوم، إنه من المثير للاهتمام اليوم، عندما يكون اتفاق السلام هو أمر واقع ومستقر تمامًا، كم كان الطرفان قريبين من انفجار المحادثات والعودة إلى حالة الحرب التى استمرّت بين الدولتين على مدى 31 عامًا التى سبقت الاتفاق.
وأوضحت الوثائق الإسرائيلية أن الإسرائيليين شكوا فى نوايا السادات، حيث ذكر رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق مناحم بيجين، ووزير الدفاع موشيه ديان، فى إحدى الاجتماعات السرية أن الرئيس المصرى أنور السادات كان مؤيدا للنازية، مما زاد تخوّفهم من نواياه الحقيقية.
وكشف الوثائق أن ديان خلال هذا الاجتماع اشتكى أنه فى سنوات الأربعينات من القرن العشرين من أن السادات كان متحمسا جدًّا لانتصار ألمانيا النازية، بينما قال بيجين إن السادات عرض مهاجمة السفارة البريطانية فى القاهرة، ولكن جمال عبد الناصر قد منعه، حينذاك طلب وزير الدفاع الإسرائيلى فى حينها عيزر وايزمان، أنه تاريخ بعيد، إيقاف النقاش حول الموضوع.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد سخر بيجين إلى حدّ ما من دور الرئيس المصرى فى حرب عام 1967 قائلا: "كان أداؤه فى الحرب سيّئا"، مضيفا: "أنّ السادات جلس لعدّة أيام فى المنزل دون أن يقوم بأى عمل. وحين علم بالهزيمة بقى فى منزله".
وأوضحت الوثائق أن ما أزعج الإسرائيليين أكثر من كلّ شىء هو الطلب المصرى بالانسحاب الكامل من جميع الأراضى التى احتلّتها إسرائيل فى تلك الحرب، بما فى ذلك أراضى الضفة الغربية.
وأضافت وثائق أرشيف الدولة العبرية أن بيجين، وديان ووايزمان، كانوا على توافق فى الآراء بخصوص أهمية استمرار السيطرة على الضفة الغربية، وكانوا على استعداد لتقديم تنازلات خرافية أمام المصريين أنفسهم، وذلك لعدم تحمّل المخاطر فى الشأن الفلسطينى، حيث كان الأهم من وجهة نظرهم حسبما قال وايزمان "الأهم بالنسبة لنا هو الضفة الغربية"، وأضاف: "أنا مستعد فى سيناء للذهاب شوطًا طويلا أكثر ممّا ظنّنا فى أى وقت مضى".
وأوضحت الوثائق أن بيجين فهم أيضًا أنّ الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل هو منع إمكانية إقامة دولة فلسطينية، وأشار قائلا: "اقترحت على كارتر إلغاء الحكم العسكرى فى الأراضى المحتلة، ولكن الجيش سيبقى، نحن لا نريد أن تشترك منظمة التحرير الفلسطينية ولذلك فهذا هو الطريق الوحيد، وحسب تعبيره: "لم يقل كارتر كلمة واحدة تعبّر عن الرفض".
وقال موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى إنه فى نهاية المطاف، استطاع الإسرائيليون الحصول على ما يريدون، فقد تم توقيع معاهدة السلام مع مصر، وانسحبت إسرائيل حتّى خطّ الحدود الدولى مقابل معاهدة سلام كامل، ومن ناحية أخرى، لم يشمل الاتفاق الطلب المصرى بالانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة، وبدلا من ذلك، التزمت إسرائيل بمنح "حكم ذاتي" فلسطينى، وهو الطلب الذى نوقش بعد ذلك لسنوات، وجاء إلى حيّز الوجود فقط مع إقامة السلطة الوطنيّة الفلسطينية عام 1994.
وفى السياق نفسه، نشر التليفزيون الإسرائيلى مواد تصويرية كثيرة، إلى جانب بروتوكولات طاقم المفاوضات وفقًا لتسجيلها فى لحظة الحدث، منها زيارة السادات إلى إسرائيل، وجهود السلام بين إسرائيل ومصر، ومظاهر بهجة السلام داخل تل أبيب.
وقالت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى، إن تل أبيب تحتفى اليوم بذكرى 35 عامًا على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، التى وقّع عليها أنور السادات ومناحم بيجن فى 26 مارس عام 1979 فى البيت الأبيض.
وشملت الصور التى كشف عنها أرشيف إسرائيل على مواد من البث التليفزيونى الإسرائيلى والمصرى وقت التوقيع على المعاهدة، وشهادات مواطنين حول المعاهدة التاريخية وشهادات البروفيسور أهارون باراك، المستشار القضائى سابقًا لطاقم المفاوضات ولتوثيق زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، مناحم بيجين إلى مصر.
وأظهر أحد مقاطع الفيديو ترحيب السادات بمناحم بيجين باحترام كبير، وخطاب ويقف أنور السادات ونائبه حسنى مبارك، إلى جانبه.
وكان من بين الأفلام القصيرة التى بثها التليفزيون الإسرائيلى، مقطع لمراسل التليفزيون المصرى فى بث مشترك استعدادًا للمرحلة النهائية من معاهدة السلام، ومراسم تسلم بيجين لجائزة نوبل للسلام.
فى الذكرى الـ35 لـ"كامب ديفيد" إسرائيل تكشف عن وثائق سرية جديدة لأول مرة من غرف مناقشات ما قبل توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.. تل أبيب شكت فى نوايا السادات.. والمحادثات كانت ستنفجر
الأربعاء، 26 مارس 2014 12:29 م
السادات وبيجين وكارتر فى كامب ديفيد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة