استكملت محكمة جنايات أمن الدولة العليا، المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار شعبان الشامى اليوم الأربعاء محاكمة 26 فى قضية "خلية مدينة نصر"، المتهمين فيها بالتخطيط لارتكاب عمليات إرهابية ضد منشآت الدولة الحيوية، وتأسيس وإدارة جماعة تنظيمية على خلاف أحكام القانون، والدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى.
بدأت الجلسة فى الساعة 12 ظهرًا بعد إدخال المتهمين المحبوسين قفص الاتهام الزجاجى، وسط حراسة أمنية مشددة و قال المتهمون بمجرد اعتلاء المحكمة المنصة: "إن الحكم إلا لله" لتبدأ المحكمة بعدها فى إثبات حضورهم وبدأت النيابة العامة وممثلها ضياء عابد، وكيل نيابة أمن الدولة العليا بعدها فى مرافعتها بتلاوة آيات من القرآن الكريم،: "من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما".
وقالت النيابة: "جئناكم اليوم حاملين رسالة الحق والعدل ممثلين لمجتمع تألم طويلا وبكى كثيرا على عزيز فقد، وعلى غال سقط، مجتمع يعتدى عليه تارة باسم الدين وتارة باسم القانون، وتارة باسم السياسة".
وأضاف ممثل النيابة:"حيث إن هؤلاء المتهمين حين أتوا جرمهم مدعين أن دينهم هو من أمرهم بذلك، لم يتدبروا أول آية نزلت فى كتاب الله "اقرأ باسم ربك الذى خلق"، وظنوا أن الله يعبَد بجهل، ولكن الله لا يعبد إلا بعلم، فهم أناس ادعوا الدين، فتعبدوا إلى الله بعبادات ما أنزل الله بها من سلطان فاغتسلوا بدماء الأبرياء وتوضأوا بماء الخيانة والغدر، ليتطهروا من الإنسانية واتخذوا من صناعة القنابل والمتفجرات عبادة".
واستطرد ممثل النيابة: "إن المتهمين لهم فى كل البلاد قتلى وجرحى، وتربى على أيديهم العديد من الإرهابيين والسفاحين، فالمتهمون اختلفت أشكالهم و دروبهم، لكن اجتمعوا على أنهم اتقنوا إسالة الدماء، ونهب الأموال واجتمعوا فى مجلس تحفّه الشياطون، لرسم خيوط إجرامهم ولكنها كانت هشة، وتعاهد المتهمون على الحرق والقتل واتخذوا من قول الله تعالى "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم "، وادّعوا أن الله أعطاهم أمرًا بإرهاب كل من خالف الإسلام".
واستكملت النيابة، "إن المتهمين مدّعى إيمان، نسوا أن الإسلام دين يأمر بالعدل وينهى عن الفحشاء ولم يروا إلا هواهم وعهدهم للشيطان، وأن المتهم الأول طارق طه أبو العزم هو رأس الأفعى ورأس التنظيم، مستغلا ما لديه من خلفية عسكرية، وكان المتهم الثانى مهمته جلب السلاح وتدريب الإرهابيين عليه، والمتهم الثالث عادل شحتة بكلامه الحلو المعسول، كانت مهمته جلب عناصر جديدة للتنظيم"، ووصفتهم النيابة بأنهم قادة الضلال.
وذكرت النيابة أن المتهمين لم يكتفوا بذلك بل نجحوا فى استقطاب الجهلاء، وهم باقى المتهمين 5 و 8 و 10 و 12 و 14 و15 و 16 و 18 و 21 و 22 و 24 و 25، وقام المتهم الأول باستئجار شقتين بالقاهرة الجديدة وأخرى بالمثلث بمدينة نصر ومخزن ببرج العرب بالإسكندرية، ومزرعة وادى الملوك لتخزين السلاح وتصنيع المفرقعات.
وأكدت النيابة فى مرافعتها على اختلاف دروب هؤلاء وتنظيمهم الإرهابى، وكل واحد منهم تخصص فى إسالة دماء البشر، وجلسوا فى حمى الشرطة بالسجون لتخطيط تنظيمهم الإرهابى واغتيال رؤوس الجيش، تلك الشبكة التى أخذوها خلف القضبان بعد أن تحالفوا مع الشيطان، ويقولون إن قتل البشر من عند الله، ولكن من عند أنفسهم.
وأشارت النيابة إلى أن المتهمين زرعوا بذرة التنظيم الخبيثة، حتى الشيطان لم يرض بما فعلوا بل طلب منهم زيادة مخططاتهم بعد هروبهم من السجون فى ثورة 25 يناير عقب فتح السجون.
وقامت النيابة بشرح وقائع القضية بقيام المتهم المتوفى كريم البديوى باستئجار شقة، وأوحى المتهمون لصاحبها أنها لعمل صالة للألعاب الرياضية، واستأجر نفس المتهم المتوفى مزرعة فى وادى الملوك بتكليف من رأس التنظيم، وأصدر المتهم الأول تكليفه من خلال المتهمين باتخاذ مقر له فى محافظة الغربية، وتواجد فيه مع بعض المتهمين.
وقام رئيس التنظيم بترحيل عدد من التنظيم إلى المعسكر الذى أعده فى ليبيا لتدريبهم على القتال وظلوا يتباحثون ويتشاورون فى حضور إبليس الملعون، وخرجوا بأفكار تعلم منها إبليس، ودون هذا بملزمة ضبطت بشقة المتوفى كريم البديوى فى مدينة نصر.
وتابعت النيابة عرض بعض النقاط من الملزمة التى تم ضبطها، كانت بعنوان فتح مصر وسطر فيها: "عند التخطيط إلى المعركة يجب النظر إلى الجغرافيا، ومصر جسد ومدن القاهرة والإسكندرية وبورسعيد هى نقاط القوة فى مصر، وأن نقطة ضعفها هى نهر النيل، واختراق الدولة العلمانية هى نقطة الضعف للتمكن من اختراق الواقع المصرى".
واحتوت المذكرة على الآتى: "ثبت فى تجارب العراق وأفغانستان أن هذا النوع من الأهداف هو نقطة اللاعودة للطرفين ويجب حصر أماكن التجمع وتفجيرها فى دوارن شبرا، وكبار الأطباء الذين يشكلون الأقباط فى الدولة، وتفجير المنشآت فى وادى النطرون، لعدم وجود تأمينات شرطية إضافة إلى استهداف رؤوس الملّة الصليبية، واستغلال الخصومات بين المسلمين والمسيحيين، واستهداف العائلات كبيرة العدد، واستهداف الأمن فى تلك المحافظات .
وبشأن استهداف الجيش والقوات المسلحة، "يجب استهداف رؤوس الجيش، وجيوش المسلمين لايتبعها وطن، ولكن يتبعها الإسلام، وتهديد التجارة الدولية فى قناة السويس وبالتحديد المنطقة النفطية، وتقسيم مصر باتخاذ سيناء ومنطقة البحر الأحمر لإقامة دولتهم، وإنشاء جهاز داخل التنظيم لتنفيذ الاغتيالات التى ذكرها كاتب المذكرة".
وأشارت النيابة إلى أنه تم تكليف رأس التنظيم بجلب البنادق الآلية والذخيرة والمفرقعات وكانت تلك الأسلحة والذخيرة تسلح جيش بأكمله، ووضعوها فى الأماكن التى استأجروها فى مدينة نصر ووادى الملوك، وهؤلاء المتهمين الثلاث عاطلون لايمتلكون أموالًا لشراء تلك المضبوطات، إضافة إلى رسالة يستجدى فيها أيمن الظواهرى، توضح طبيعة المال، وحين سألتهم النيابة:"من أين لكم هذا؟" قالوا من عند أنفسنا.
واستأجروا إحدى السيارات لتجربة المتفجرات وتصادف مرور سيارة دورية ووجهوا سلاحا تجاه الشرطة بعد شعورهم بالخطر، وأطلقوا الطلقات فأصابت الشاهد محمد محمود أحمد سلامة، وتعثرت السيارة، وهربوا وسقطت بطاقة المتهم الثالث لتنطق باسمه، وهربوا واختبئوا بمسجد المدينة الطلابية بجامعة الأزهر، وتساءلت النيابة: كيف لكم تدخلون بيوت الله وأيديكم ملوثة بالدماء، وفى حال دخول الشرطة للقبض عليكم تقولون إنهم دنسوا بيوت الله، وأنتم دنستوا بيوت الله، وهذه القضية أبيحت فيها كل الحرمات".
ولما شعر رأس التنظيم بقرب النهاية أصدر تعليماته لمحمد جمال عبده، وكلف المتهم المتوفى كريم البديوى، وعدد من المتهمين بتجهيز الدوائر الكهربائية.
مات كريم البديوى الذى كان يعيش وسط أسرة مصرية من أب ضابط بالقوات المسلحة، ووالدته مسيحية، وطلبت استلام جثمان ابنها، وصلّت عليه صلاة الجنازة، وراعت دينه وهو جثة هامدة، وأتخيلها اليوم وهى تدعو له بالرحمة، ورأس الأفعى لم يحضر بل أصدر تعليمات إلى المتهم رقم 23 بنقل المفرقعات من مزرعة وادى الملوك إلى مزرعة فى العريش وعندها اتجهت قوات الشرطة للقبض عليهم فى التجمع الثالث
هؤلاء هم المتهمين، وهذا هو جرمهم، زين الشيطان لهم جرمهم وأوفوا الوعد معه وهم وراء القطبان والشيطان حر طليق.
وأكدت النيابة العامة أن المتهم محمد جمال عثر فى منزله على رسالة موجهة منه إلى أيمن الظواهرى فى عام 2012 ذكر فيها بمجهوداته من أجل الجهاد وعرض عليه فيها إنشاء كيان جهادى فى مصر، وأبلغه بنشاطه وتخزينه للأسلحة واشتكى من قلة المال التى تعوقهم عن أداء رسالتهم فى مصر فى جلب السلاح، وذكر له أن تكلفة نقل الأسلحة مرتفعة جدا فنقل قطعة كلاشنكوف من ليبيا إلى مصر تكلفته ألف جنيه، ونقل الصاروخ يكلف ألفين جنيه، وأضاف أن جزءا من استراتيجيتهم فى العمل تعتمد على الأسلحة الثقيلة، وأكد له أنهم بدأوا العمل فى أبريل الماضى.
وأكدت النيابة العامة أن المتهمين كانوا يخططون من أجل تنفيذ المؤامرة الكبرى وهى تسمى "معركة فتح مصر " من خلال استهداف قناة السويس وضرب اقتصاد البلاد والوصول إلى نقطة اللاعودة للنزاع الطائفى فى مصر من خلال استهداف مساكن الأقباط وعلى رأسها منطقة دوران شبرا، ووادى النطرون ودير الأنبا بشواى والكنيسة المعلقة بمصر القديمة بعد دراسة عدم تواجد حراسة حكومية كافية مع التركيز على استهداف المهندسين والعسكريين وكبار رجال الأعمال.
وقام المتهمون بعمل خريطة جغرافية وركزوا على أن نقطة ضعف مصر هى نهر النيل ولذلك يجب استهدافها لمحاولة اختراق مصر.
وتضم قائمة الاتهام 26 متهمًا، من بينهم إسلام طارق، ومحمد عبدالديم، ومحمد جمال عبده "47 سنة" حاصل على بكالوريوس دار العلوم، ودبلومة فى الشريعة الإسلامية، وطارق يحيى هليل، وطارق أبوالعزم، ونبيل محمد على، ورامى محمد السيد، وبسام السيد وشقيقه هيثم، ومحمد سعيد الميرغنى تونسى الجنسية، وهانى حسن راشد، وعادل عوض شحتة، و"محمد.س. س""31 سنة" حاصل على دبلوم زراعة، ومقيم بالإسماعيلية، و"محمد. ج. د. 32 سنة"حاصل على دبلوم صنايع ومقيم بالعريش، و"سعد. أ. س" عاطل، "23 سنة" ومقيم بشمال سيناء، و"كريم. ج. س"ميكانيكى "26 سنة"، ومقيم بالإسماعيلية، وكريم عزام، ومحمد عبدالرحمن، ومحمد مسلم المعداوى، وطارق الملاح، وأحمد سعيد.
ووجهت لهم النيابة اتهامات بحيازة أسلحة ومتفجرات وإعادة إحياء جماعة تنظيم الجهاد فى مصر، باستخدام العنف والسلاح والمتفجرات، التى تم ضبطها بحوزة المتهمين أثناء القبض عليهم.
تفاصيل جلسة محاكمة خلية مدينة نصر.. النيابة: المتهمون اغتسلوا بدماء اأةبرياء ليتطهروا من الإنسانية.. واتخذوا من صناعة المتفجرات عبادة.. وخططوا لـ"معركة فتح مصر" باستهداف النيل وإشعال الفتنة الطائفية
الأربعاء، 26 مارس 2014 03:31 م