"محمد شحاتة حسن"، أحد أبناء عزبة سلسلة البهنسا التابعة لمركز بنى مزار، تلك القرية التى وصفها أهلها أنها منسية تماما من المسئولين، والتى حرم أهلها من كل مقومات الحياة حتى المستشفى لا يوجد بها طبيب، ونظرا لصعوبة الحياة فى هذه القرية فإن معظم شبابها سافروا للعمل بدولة ليبيا فأكثر من 1500 شاب بدوله ليبيا جميعهم يبحثون عن لقمة العيش.
"محمد" الذى يبلغ من العمر 45 سنة، وتسكن أسرته فى منزل ريفى بسيط، كان أحد الشاب الذين اصطحبوا أبناءهم إلى دولة ليبيا منذ أكثر من عام، وترك خلفه زوجة أقعدها المرض وأعيتها ظروف الحياة القاسية، و5 من الأطفال أصغرهم يبلغ من العمر 3 سنوات فقط.
وعلى أمل العودة بالمال انتظرت أسرته، لكن الحلم الذى انتظرته تلك الأسرة المكلومة، ومعها والدته التى تبلغ من العمر 70 عاما، تبدد فى لحظة بعد نبأ مقتله أثناء عمله فى ليبيا، وأصبحت كل الأمنيات أن تلقى الأسرة عليه نظرة الوداع، ليبقى الابن الأكبر جمال ليقود المسيرة بعد والده، وليظل أسير لقمة العيش يبحث عنها ليل نهار هنا وهناك.
على بعد عشرات الكيلومترات تقع قرية سلسلة البهنسا التى يقطنها عدد قليل من الأهالى الذين أصابهم الضيق والحزن بعد مقتل أحد أبناء القرية، وأثار قلقهم أيضا على أبنائهم الذين حزموا أمتعتهم وقرروا العمل فى ليبيا.
ويقول "أحمد" شقيق المتوفى محمد شحاتة، إن شقيقه سافر إلى ليبيا من حوالى 15 شهرا، وسمع بخبر وفاته من نجل شقيقه المتوفى، وأضاف أن شقيقه ترك زوجة مصابة بمرض مزمن، و5 أبناء، هم جمال وشحاتة ورحمة وحسن وأحمد 3 سنوات.
وأضاف أن آخر مكالمة له مع شقيقه المتوفى بـ3 ساعات، أكد له أنه بخير ولا يوجد أى مشكلات مطلقا مع أحد، مضيفا أنه كان يعمل خفيرا بأحد مصانع الحجر.
وأوضح أنه فى صباح يوم مقتله، وعندما قام بفتح الباب فوجئ بمجهولين يطلقوا عليه النيران حتى سقط وفارق الحياة، مطالبا الحكومة المصرية بحق شقيقه، مؤكدا أنه لن يفرط فى دمه، وأن دمه فى رقبة كل مسئول فى هذه البلد، مشيرا إلى أن شقيقه زى عمال كتير مصيرهم الموت إذا لم تتدخل البلد.
وأكد عدلى جمعة عبد الجواد، أحد أقاربه أن "محمد" تعرض لأكثر من محاولة قتل، إلا أن الله دائما ما كان ينقذه، مضيفا أن القاتلين كانوا فقط يريدون سرقته وهو قد تعرض للسرقة أيضا أكثر من مرة، فيما أكد مندى جابر عبد السلام أحد أهالى القرية أن هناك أكثر من 1500 شاب من شباب العزبة جميعهم فى ليبيا بحثا عن لقمة العيش.
وأشار إلى أنهم تركوا أولادهم ونساءهم لأن الظروف ضاقت بهم والأحوال المعيشية صعبة، مؤكدا أن أوضاع العمالة المصرية فى ليبيا صعبة، وأن هناك الكثير من العمال المصريين يرغبون فى العودة إلى بلدهم لكن يخشون من تهديدات أصحاب العمل لهم، مطالبا الدولة المصرية بحماية أبنائها.. الصدمة كانت واضحة على والدة "محمد" التى لم تعلق سوى بكلمات قليلة قائلة: حسبنا الله ونعم الوكيل.. مين هيربى ولادك يا محمد.
بالصور.. "اليوم السابع" فى منزل الشاب المصرى المقتول فى ليبيا.. شقيقه: أخويا زى عمال كتير حقهم ضاع فى البلد دى.. وأهالى القرية: ولادنا عايزين يرجعوا من ليبيا بس أصحاب العمل بيهددوهم
الأربعاء، 26 مارس 2014 06:24 م
محمد شحاتة حسن المصرى المقتول بليبيا
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف المصرى
تحدثوا بكلام عقلانى حتى لا تخسروا الدنيا والاخرة معا