هانى محمد طنطاوى يكتب: إلى ما لا نهاية

فى اعتقادي الشخصي إننا نعيش حالة من خلط الأمور فمؤيدو مرسى لديهم اعتقاد راسخ أن جميع من هم ضدهم عبيد للبيادة ويستمتعون بالعبودية، وأنهم وحدهم الأحرار ولا يرتقى إلى تفكيرهم أبدًا أن هناك من يفكر بمعيار التوازن ووفق فقه درء المفاسد المقدم على جلب المنافع، فربما يشعرون بالظلم والاضطهاد ولكن لا يصل إليهم أبدًا أن الدولة قد تتعرض إلى الانهيار أو أن يصل بنا الحال إلى فرق متناحرة ومتقاتلة وعندها سيخسر الجميع بلا استثناء.

وعلى الطرف الآخر قد يصل التفكير بالبعض أن من يؤيده أو يقف إلى جانبه يؤيده على الإطلاق فينقلب الحال إلى غرور القوة ليجد لنفسه المبرر فى فعل ما يشاء ولا يرتقى إلى تفكيره أن من يقف إلى جواره إنما يقف إلى جوار الوطن ليحميه من الانهيار أو الانجرار إلى سيناريوهات لدول مجاورة فوصل بنا الحال إلى فريق يرى العنف مبررًا ويستبيح القتل والعنف، بل ويصل به الحال إلى صبغة بصبغة دينية وفريق لا يفرق فى بعض الأحوال ما بين حقه فى حماية الدولة وأمنها وبين بعض التجاوزات التى تلعب بمشاعر الرومانسيين الذين يتقلبون ما بين الجانبين ويحسبونها بمعيار المثالية غير الواقعية على الإطلاق، المشكلة أن هناك إصرارًا لدى البعض على جر الوطن إلى دائرة مغلقة من الفعل ورد الفعل اللا نهائى والمحصلة ازدياد الخسائر يومًا بعد يوم ولا يدرك الجميع أننا فى معركة الكل فيها خاسر ولن يذكر التاريخ الجميع بأى خير اللهم إلا من نزع الغل والكراهية من قلبه وأبقى مصلحة الوطن فوق أى مصلحة أخرى.