رأت صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية" أنه عندما يجلب الرئيس الأمريكى باراك أوباما قادة اليابان وكوريا الجنوبية جنبا إلى جنب لجلسة صنع السلام فى مدينة لاهاى الهولندية مساء اليوم الثلاثاء، فإن ذلك من شأنه أن يكون تتويجا للمحاولات المكثفة الأمريكية خلال ثلاثة أشهر من العمل خلف الكواليس الدبلوماسية .
وذكرت الصحيفة، في نسختها الإلكترونية، اليوم الثلاثاء، أن المحاولات المكثفة الأمريكية شملت المكالمة الهاتفية من أوباما لرئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، أثناء غداء العمل بين سفير الولايات المتحدة فى اليابان و آبى، وشملت أيضا قرارا بوضع كل من سول وطوكيو على أجندة أوباما خلال زيارته المقبلة لآسيا فى الشهر المقبل، وخطة لحل النزاع على أرض محايدة فى نهاية المطاف فى المدينة الهولندية التى اعتادت استضافة المنازعات الدولية.
ونقلت الصحيفة عن مايكل جاى جرين وهو مستشار كبير فى الشئون الآسيوية فى إدارة الرئيس الأمريكى السابق بوش قوله:" الولايات المتحدة لا يمكنها أبدا حل تلك الأزمة، ولكن بإمكانها أن تكون فعالة جدا فى إدارتها".
وأشارت إلى أن كلا من آبى و رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون هاى تحدثا بالكاد منذ وصولها إلى السلطة منذ ما لا يقل عن عام، وأن العداء بينهم معقد وشديد، ومتجذر منذ الحرب العالمية الثانية، لافتتا إلى ميولهم الخاصة المحافظة وقوميتهم السياسية التى من شأنها أن تجعل العداوات القديمة صعبة التغلب عليها.
وعلقت "نيويورك تايمز" على أن الخلاف كان مصدرا متناميا للقلق لدى البيت الأبيض، بسبب المخاوف من أن تستخدم الصين سوء النية للوقيعة بين اثنين من حلفاء أمريكا الرئيسيين فى آسيا، والتى من شأنها أن تعطي الصين المزيد من الحرية فى بحر الصين الشرقى، مشيرة إلى أن انقسام اليابان وكوريا الجنوبية نتج عنه فعالية أقل فى الضغط على كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووى.
ونوهت عن محاولة نائب الرئيس الأمريكى جوزيف بايدن لإصلاح الكسر فى زيارة إلى اليابان وكوريا الجنوبية فى ديسمبر الماضى، وحث كلا من آبى وبارك لتجنب الإجراءات والبيانات التى من شأنها تأجيج التوترات.
ومن ناحية أخرى، تجاهل آبى اقتراح بايدن بعدم زيارة ضريح ياسوكونى، النصب التذكارى لقتلى الحرب اليابانيين والذي أصبح رمزا للفتنة بين الكوريين والصينيين لأنه يكرم أيضا مجرمى الحرب، وأن زيارة آبى، فى الذكرى الأولى لحكومته، فى 26 ديسمبر، نتج عنها تدهور العلاقات مع سول.
ورأت الصحيفة أن اقناع الطرفين بالجلوس فى محادثات لم يكن لإصلاح العلاقات من تلقاء نفسه، لذلك اقترح البيت الأبيض لقاءا "ثلاثيا" فى قمة الأمن النووى فى هولندا.
ولفتت إلى قول بارك بأن آبي بإمكانه أن يستعيد ثقتها - فى خلال حديتها مع بايدن – من خلال أخذ "تدابير صادقة" لتغيير النظرة التى أرادت اليابان بها تمجيد زمن الحرب، وأن دبلوماسيين من البلدين بدأو بالعمل على إيجاد سبل لبناء الثقة المتبادلة بين البلدين، وتبنت الولايات المتحدة تشجيع العمل على ذلك ولكن تركت مكيانيكية البحث لهم.
نيويورك تايمز : أوباما يحاول تخفيف التوتر بين الحليفين "طوكيو وسول"
الثلاثاء، 25 مارس 2014 06:10 م