بين ثورتين لم نكن نحلم بأى منهما..حرنا..وحلمنا وتخيلنا.. وكانت لنا رؤية نحو المستقبل تمثلت فى عدة مطالب منها الحرية والعيش بكرامة والعدالة الاجتماعية وانتفض الشعب على شكل موجات كل موجة تعانق الأخرى من خلال عدد من الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات امتدت شمالاً وجنوبًا ومن شرق البلاد إلى غربها بعد أن عم الظلم واتسعت رقعة الفساد من أول رأس الدولة حتى أدناها، والحديث عن الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لم ينته، لا تنسى الديمقراطية وعليك أن تتذكر أن المسافة ما زالت بعيدة بين ما نادينا به وبين ما تحقق أو ما حلمنا بتحقيقه ووصلت إليه المجتمعات من حولنا.
انظر كيف حال مستوى معيشة الفرد والرعاية الصحية المقدمة له ومظلة التأمين الاجتماعى وعليك ألا تغفل عن مستوى التعليم عندنا.. لا أطلب منك المقارنة فالمقارنة ظالمة، واقعنا هو نتاج ما نعمل ومستقبلنا نتاج ما نحلم بتحقيقه ولكن يبدو أننا أسرفنا فى الحلم وتعلقنا بالتفاؤل والتشاؤم وأدرنا رءوسنا نحو المعارك الجانبية ولم نلتفت لحركة التغيير والتحديث التى تجرى فى كل الجماعات والكيانات والدول، والإنسان هو الكائن الوحيد القادر على أن يغير من نفسه للأفضل فالتغيير ضرورة حياتية نحو مجتمع أفضل.. سئمنا الكلام بعد أن أثر واقعنا بالسلب على علاقتنا بالدين وبالتالى علاقتنا بأنفسنا فتغيرت المسميات فأصبحت الرشوة إكرامية وتفتيح مخ والكذب الأبيض فاق لونه لون الطين ولم يعد القلب الأبيض لا يقدر بثمن بعد أن انعدمت قيمة صاحبه وأصبح يتهم بالخبل، وحتى نفيق علينا ألا نخلط الأوراق فالدين فطرى له مسار نورانى يصل بين العبد وربه أما السياسة فتنظم علاقة الفرد بالمجتمع من خلال قوانين تحمل روح القيم الدينية كالعدل والرحمة والتسامح والمساواة بين الأفراد فى الحقوق والواجبات وكل ما يحقق سعادة البشر.
ثورة 30 يونيو