عدلى منصور: شعب مصر لن ينسى من سانده فى 30 يونيو.. المساس بالأقصى خط أحمر.. فلسطين ستظل قضيتنا المحورية.. الاحتلال الإسرائيلى وصمة عار بجبين الإنسانية.. ويجب التوحد لمحاربة الإرهاب وتسليم المطلوبين

الثلاثاء، 25 مارس 2014 07:08 م
عدلى منصور: شعب مصر لن ينسى من سانده فى 30 يونيو.. المساس بالأقصى خط أحمر.. فلسطين ستظل قضيتنا المحورية.. الاحتلال الإسرائيلى وصمة عار بجبين الإنسانية.. ويجب التوحد لمحاربة الإرهاب وتسليم المطلوبين الرئيس المؤقت عدلى منصور
رسالة الكويت محمد الجالى وآمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحب المستشار عدلى منصور، خلال كلمته بالقمة العربية بالكويت، بأمير الدولة المضيفة وملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية الشقيقة، والوفود المشاركة.

وعبر "منصور" عن تقديره للشيخ الصباح أحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، مضيفًا: "إننا على ثقة تامة بأن رئاسة دولة الكويت لفعاليات القمة سوف تؤتى ثمارها الطيبة، والجهد الدءوب الذى تبذله جامعة الدول العربية برئاسة الدكتور نبيل العربى الأمين العام".

ونقل منصور رسالة من الشعب المصرى الذى قال إنه يفخر بانتمائه للأمة العربية، مضيفًا: "ما قدمتموه من دعم ومساندة فى أخطر مراحل التطور المجتمعى التى خاضتها مصر فى تاريخها الحديث، لن تنسى من اختار المؤازرة قلبًا وقالبًا لثورة 30 يونيو، لتصحيح مسار ثورة 25 يناير واستكمال أهدافها، ونادى الشعب بالحرية والعدالة واندلعت ثورة يونيو للحيلولة دون اختطاف الوطن لتغيير هويته وجره بعيدًا عن الإرادة الجامعة والضمير الوطنى لجميع المصريين وسط ظروف بالغة الصعوبة والتعقيب".

وأضاف: "نتطلع لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وتمكين الشعب الفلسطينى من إقامة دولته المستقلة، مطالبًا المجتمع الدولى بالعمل على إيقاف أى محاولات إسرائيلية للنيل من حرم المسجد الأقصى الشريف ومقدساتنا فى القدس فهو خط أحمر إذا تم تجاوزه لن يستطيع أحد التنبؤ بنتائجه".

وتابع أن إسرائيل باعتبارها قوة احتلال تتحمل المسئولية الكاملة لحماية الأقصى، وأطالب المعنيين والمهتمين بحقوق الإنسان القيام بدورهم فى رفع معاناة الشعب الفلسطينى بشكل فورى ومطالبة إسرائيل بالوفاء بمسئولياتها تجاه سكان غزة.

وأكد "منصور" إن المصريين أوشكوا على الانتهاء من كل تعهدات المرحلة الانتقالية، وأن الانتخابات البرلمانية ستلى الاستحقاق الثانى وهو الانتخابات الرئاسية.

وأضاف أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضيتنا المحورية، ووصف الاحتلال الإسرائيلى بأنه وصمة عار فى جبين الإنسانية، مطالبًا بإعلان الدولية الفلسطينية على حدود ما قبل 1967، وحذر من الاعتداء على الحرم القدسى، مشيرًا إلى خطورة الاعتداء على الحرم القدسى الذى يخص الأمة الإسلامية، وحمل إسرائيل بوصفها قوة احتلال مسئولية الاعتداء على المسجد الأقصى.

كما أدان رئيس مصر عدوان إسرائيل على قطاع غزة، محملاً إياها، بوصفها قوة احتلال، أى تردٍ للأوضاع الإنسانية فى القطاع.

ودعا عدلى منصور لاعتماد برنامج عمل للتخلص من ظاهرة الأمية بالمنطقة العربية خلال السنوات العشر القادمة، مقترحًا بأن تكون أولى خطواتنا عقد اجتماع فى غضون الشهرين المقبلين لوزراء التعليم بالدول العربية يتم الإعداد الجيد له، ويقر برنامج العمل الذى دعوت لاعتماده.

وأضاف خلال كلمته بالقمة العربية بالكويت: "أنه حتى نعالج قضية هى الأساس والمسبب للكثير من مشكلاتنا المستعصية فى العالم العربي، ولا شك أن طموحنا لا يتوقف عند حد محو الأمية، بل يمتد إلى تمكين مواطنينا من الإلمام بكل أساليب وأدوات التعامل مع العصر الحديث عبر أساليب متطور يسمح لأبناء أمتنا بمنافسة أقرانهم بالعالم كله".

واستطرد: "خطر الإرهاب يهددنا جميعًا، ويعمل على تعطيل الشعوب عن الاستمرار فى مسيرتها عن طريق أناس لا تراعى حرمة الوطن أو الدين، مؤكدًا التهاون مع قوى الإرهاب".

ودعا الرئيس الدول العربية إلى مكافحة الإرهاب، بتفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وتسليم المطلوبين وعدم إيواء من رفعوا السلاح ضد أوطانهم، وأكد منصور، أن الدول العربية قادرة على عبور كل الأزمات، وذلك استلهامًا من كفاح الآباء، وحرصًا على مستقبل الأبناء.

وقال فى كلمته أمام القمة العربية المنعقدة حاليًا فى الكويت:"عروبتنا ليست شعارًا، بل هويتنا ومصدر قوة كبيرة لنا، إذا قدرنا ما توفره من إمكانيات لا وجود لها بشعوب أخرى، مشيرًا إلى تجمعات إقليمية تسعى لتقويض الوحدة العربية".

ودعا الرئيس إلى العمل العربى المشترك لدعم عناصر القوة، فى مواجهة الكيانات الأخرى وإعلاء المصلحة القومية العربية والتصدى لأى محاولة للوقيعة، وهو ما يستلزم عدم التدخل فى الشئون الداخلية، ودعم الخيارات الوطنية، وعدم السعى للتدخل فى شئون الآخرين بحثًا عن نفوذ وهمى.

ودعا القمة للنظر فى ثلاثة مقترحات، اعتماد برنامج عملى للعمل العربى خلال السنوات العشر المقبلة، يبدأ بالتنسيق فى مجالات التعليم.

كما دعا الرئيس المصرى إلى دعم المبادرة التى أطلقتها مصر لعقد اجتماع خاص لوزراء العدل العرب، لتنفيذ الاتفاقية العربية لمواجهة الإرهاب، وإقرار إستراتيجية عربية لمواجهة الفكر المتطرف، عبر اجتماع عربى بمكتبة الإسكندرية لوضع توصيات محددة لتوعية الشباب ومواجهة ثقافة التطرف على أن تعرض على وزراء الخارجية العرب.

وأشار إلى مقترح دعم المبادرة التى أطلقتها مصر خلال الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى فى مارس 2013 لعقد اجتماع لوزراء العدل بالدول العربية لمكافحة الإرهاب بهدف النظر فى مدى الالتزام بتطبيق الاتفاقية العربية، وبناء على ما تحقق فى اجتماع وزراء الداخلية العرب فى دورته الأخيرة بمراكش وأيد كل الإجراءات التى تتخذها الدول فى هذا السياق.

نص الكلمة

صاحبَ السمو الشيخ صباح الأحمد الجابـر الصبـاح أمـير دولـة الكويـت ..
أصحابَ الجلالة والفخامة والمعالى والسمو ..ملــوك وأمــراء ورؤســاء الـدول العربيـة الشقيقـة .. صاحبَ المعالى الدكتور نبيل العربى .. الأمين العام لجامعة الدول العربية .. الوفودُ المشاركة

فى مُستهلِ كلمتى أودُ أن أعبرَ عن تقديرنا الكبير لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال .. فهذا ما عهدناه دائماً .. وإننا لعلى ثقة تامة فى أن رئاسة دولة الكويت لفعاليات تلك القمة سوف تؤتى بمشيئة الله تعالى ثمارها الطيبة .. كما أسجلُ كلَ تقدير للجهد الدؤوب الذى تبذله بحكمة واقتدار جامعة الدول العربية برئاسة معالى الدكتور/ نبيل العربى الأمين العام، فى سبيل تحقيق المصلحة العربية وإنجاح مسيرة العمل العربى المشترك.

ــ أصحابَ الجلالةِ والفخامةِ والمعالى والسمو ..

أنقلُ إليكم رسالة من الشعب المصرى الذى يفخر بانتمائه للأمة العربية العريقة... أنقلُ لكم امتنان أهلكم فى مصر لما قدمتموه من دعم ومساندة إبان مرحلة من أخطر مراحل التطور المجتمعى التى خاضتها مصر فى تاريخها الحديث.

إن جموعَ الشعبِ المصرى قاطبةً لن تنسى من اختار المؤازرة والمساندة، قلباً وقالباً، لثورة الثلاثين من يونيو والتى جاءت لكى تُصحح المسار الذى فرضه البعضُ على ثورة الخامس والعشرين من يناير وتستكمل أهدافها. لقد نادى المصريون بالعيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية... واندلعت ثورة يونيو للحيلولـة دون اختطاف الوطـن وتغيير هويتـه وجره بعيداً عن الإرادة الجامعـة والضمير الوطنى لجميع المصريين .. وسط ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد .. ومن أجل ذلك .. وفى ضوء تلك المعطيات .. نؤكد لكم – أيها الأخوة الكرام – ولشعوبكم العربية الأبية .. إن مصرَ تُثمنُ غالياً التأييد والدعم اللذين تلقتهما من الدول العربية الشقيقة .. وسوف يسجلُ التاريخ لتلك الدول وقفتَها.. وقد دعونا من قبل ولازلنا نأملُ أن يبادرَ البعضُ ممن لا يزالُ يقفُ على الجانب الخطأ من مسار التاريخ أن يراجعَ موقفَه ويصحح اختياراته .. لينضوىَ الجميع تحت مظلة الأخوة والتآزر العربى.

إننا فى مصرَ قد أوشكْنا على الوفاء بكافة التعهدات التى قطعناها على أنفسنا خلال إدارة المرحلة الانتقالية .. وها نحن نقتربُ من إتمام ثانى استحقاقات خارطة الطريق
– بعد إقرار الدستور فى يناير الفائت – عبر إجراء الانتخابات الرئاسية، كى تليها بعون الله وتوفيقه الانتخاباتُ البرلمانية.. لنكونَ بذلك قد استكملنا بناءَ مؤسساتِ الدولة الحديثةِ المبتغاة.. دولةٍ تسعى للتقدم والحداثة والتضامن مع أشقائها العرب .. وتناضلُ من أجلِ التنميةِ والتحديثِ فى إقليمها بأسره.

ــ السيدات والسادة ..
تواجهُ أمتنا العربية تحدياتٍ جساماً على مستويات مختلفة.. سياسيةٍ واقتصاديةٍ واجتماعيةٍ وغيرِها، تستوجبُ كلُها أن يعضدَ بعضُنا بعضاً، وأن تتضافرَ الجهودُ المشتركة المخلصة من أجل بلوغ الغاياتِ التى تتوقُ إليها شعوبُنا منذ زمن طويل.

فى مقدمة التحديات كانت ولا تزال القضية الفلسطينية، والتى هى قضيتُنا المحورية والمركزية .. هذا، وقد تابعت مصرُ ولا تزال المفاوضات الجارية برعاية أمريكية .. وقد دعمنا ولا نزال السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس فى مواقفها وفى كل ما يصبُ إيجاباً فى خانة المصلحة الفلسطينية.. وإننا لنتطلع أن تسفر قمتُنا الحالية عن التأكيد على موقفنا العربى الجماعى الراسـخ الداعمِ لإنهاءِ مأساة الاحتـلال الإسرائيلـى للأراضــى الفلسطينية .. والذى بات يشكلُ ــ لامتداده لعقود طوال ــ وصمة عار فى جبين الإنسانية جمعاء .. إن إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وتمكين الشعب الفلسطينى من إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة والنماء فى حدود ما قبـل الخامس من يونيو 1967 وعاصمتُها القدس الشرقية اتساقاً مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومرجعيات عملية السلام، لاسيما مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية .. أمورٌ لا تقبل التنازل أو التفريط وإلا باتت الشرعية ذاتها محل تشكيك وصار السلام نفسه غير قائم على العدل وغير قابل للاستدامة .. وإننا نطالب المجتمع الدولى بالعمل على إيقاف أية محاولاتٍ إسرائيلية للنيل من حرم المسجد الأقصى الشريف ومقدساتنا فى القدس ..

فهذا خطٌ أحمرُ لو تم تجاوزُه فلن يستطيعَ أحدٌ التنبؤ بنتائجه الكارثية على الجميع ..
إن حرمَ المسجد الأقصى يخصُ الأمة الإسلامية بأسرها ..، وتتحمل إسرائيل المسؤولية كاملة ــ بوصفها قوة احتلال ــ إزاءَ النتائج الوخيمة التى ستنتجُ عن التهاون أو التخاذل بشأن حمايته من جماعات التطرف اليهودية. ونرجو أن ترسل قمتُنا هذه رسالة قوية وواضحة إلى المجتمع الدولي فى هذا الخصوص.

وأدينُ في هذا السياق، وبكل قوة، العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وأطالبُ المهتمين بحقوق الإنسان والمدافعين عنها بالقيام بدورهم فى رفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى العزيز في غزة وغيرها بشكل فورى ومطالبة إسرائيل باعتبارها قوة الاحتلال بالوفاء بمسؤولياتها تجاه سكان غزة.

من ناحية أخرى، لا يزال الدم السورى الغالى يُراقُ كلَ يومٍ على الأرض السورية .. وقد دعمنا بقوة كافة الجهود الدولية التى أسفرت عن انعقاد مفاوضات جنيف2 .. رغم تعثر هذه العملية السياسية. كما نبذلُ جهوداً فى محاولة تقريب مختلف قوى المعارضة الوطنية حول رؤية موحدة تدفع بالحل السياسى، فلا يزالُ الأمل قائماً نحو حلحلة الأزمة الراهنة عبر خطوات انتقالية لتستعيدَ معها الدولة السورية عافيتَها ولحمتَها إذا أبدت دمشق استعداداً لتحقيق التقدم المطلوب نحو تشكيل هيئة حكم انتقالية تأخذ سوريا الشقيقة إلى آفاق جديدة وتسمح بإنهاء الصراع المسلح الذى حصد حياة ما يزيد عن مائة ألف سورى وسورية حتى الآن.

إن الحلَ السياسىَ هو المخرجُ الوحيدُ من هذه المأساة التى يعيشُها أشقاؤنا فى سوريا .. وعلينا أن نحرصَ كلَ الحرص على الحفاظِ على وحدة الدولة السورية واستقلالِها وسلامة أراضيها .. وأن نواصلَ هذا الجهد بعزمٍ لا يلينُ وإرادة لا ينالُها الفتور .. فكلُ يوم يمرُ يعنى مزيداً من القتل والتدمير لأهلنا فى سوريا.

على صعيد آخر، بات خطرُ الإرهاب يتهددُ أوطانَنا جميعاً ودون استثناء ..
فى محاولات يائسة للافتئات على حقِ الشعوب فى إنفاذ إرادتها، ولتقويض استقرارها وتعطيل مسيرتها التنموية .. لقد سالت دماءُ أبناء لنا فى عملياتٍ إرهابية غادرة خلال الفتـرةِ الأخيرة من جماعاتٍ لم تراعِ حرمةَ الوطن ولا قدسية الدين .. إن تلك الدماءَ الذكية سواءٌ كانت لمن لقى ربَه أو أصيب، لسوف تشدُ من عزمنا الأكيد وتصميمِنا الذى لا يفتر على اجتثاث هذا الخطر كلية من منطقتنا .. فلا هوادة مع أولئك القتلة الغادرين ممن أساءوا للدين والوطن فى آن واحد .. ومن ثم، فإن مصر تدعو كافة الدول العربية الشقيقة إلى الوقوف صفاً واحداً فى مواجهة الإرهاب، بما يستوجبه ذلك من سرعة تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، وأن تتعاون فيما بينها على تسليم المطلوبين قضائياً، وعلى رفض توفير المأوى والدعم .. بأى شكل من الأشكال قد يصب فى صالح من حمل السلاح ضد أبناء وطنه. ويقيناً، فإننا قادرون معا – بعزم أكيد ونية صادقة – على مواجهة هذا الخطر واستئصاله من مُجتمعاتنا .. كى يعيش المواطنُ العربىُ حيثما وُجد آمنا فى بيته... آمنا فى تنقله .. آمنا فى سعيه إلى لقمة عيشه .. بكرامة وعزة وإباء .. فلن يُرَوَعَ أبناؤنا ــ بعون اللـه وقوته ــ طالما اتحدت إراداتُنا على مكافحة هذه الآفة.إن منطقتنا العربية مرت فى غضون السنوات السالفة بمنعطفات تاريخية هائلة ومؤثرة على مستقبل أجيالنا القادمة .. فثمة رؤى تتوهمُ بأن هذه الأمة فاترةُ العزم .. خائرةُ الهمة.. وأنه من الممكنِ إشعالُ الفتن وحرائق النزعات الطائفية هنا وهناك .. ولأصحاب تلك الترهات .. نقول إن هذه أمة عربية عريقة .. قديمة قدمَ التاريخ .. تضربُ بجذورها فى أطنابه .. تلك الدول خاضت كفاحَها المُضنى من أجل نيل استقلالِها .. والحفاظِ على مقدراتِها وسلامتها الإقليمية .. وإننا لقادرون على عبور كافة الأزمات استلهاماً لكفاح الآباء وحرصاً على مستقبل الأبناء .. ولتكنْ رسالتُنا واضحة فى هذا المجال وغيره .. وأود من هذا المنبر أن أؤكد أهمية معنى العروبة كقاطرة لشحذ الهمم وإطار لتحريك الشعوب العربية نحو تحقيق مصالحها، فعروبتُنا ليست مُجردَ شعار نستخدمـه بلا مضمون، بل هى هويتنا ومصـدرُ قوة كبيرة لنـا إذا قدرنــا ما توفره من إمكانات لا تتوفر لشعوب أخرى، فإذا كان بعضُ التجمعات الإقليمية يتقدم على درب تحقيق الوحدة الاقتصادية والسياسية رغم اختلاف الثقافة واللغة .. فإن عاملاً واحداً من عوامل قوتنا، ألا وهو اللغة العربية يُمَكِنُ المواطن من أن يقرأ الصحف ويتابع الأنباء والتطورات، وينخرط فى جميع أنواع التبادل التجارى والشراكات مع أشقائه العرب أينما وُجد، وأظنُ الكثيرين سيحسدوننا عليه إذا أحسنَّا توظيفه .. فضلاً عن عناصر قوة متعددة نملكها كعرب لا مجال للحديث عنها تفصيلاً هنا إلا أن علينا العمل والاجتهاد لتعظيم قوتنا المشتركة وحتى نرقى بمجتمعنا العربي ونلحق بركب التقدم.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. لقد اختارت دولة الكويت الشقيقة التضامن العربي عنوانا لدورتنا هذه، وهو ما تثمنه وتدعمه مصر اقتناعا منها أن السبيل الوحيد لتحقيق رفعة هذه الأمة هو إعلاء المصلحة القومية العربية والتصدي لأية محاولة للوقيعة بين شعوبنا وبلداننا، وهو ما يستلزم بدايةً عدم التدخل في الشئون الداخلية، ودعم الخيارات الوطنية لكل دولة ودعم مسيرتها لبناء غد أفضل لأبنائها، وعدم الانجرار للتدخل بحثا عن نفوذ أو دور لن يؤدي إلا لشق الصف العربي. وأثقُ تمامَ الثقة أن عروبتَنا ستعودُ لتُصبح تلك القاطرة التى توحد العرب من المُحيط إلى الخليج وتجعل لهم من أسباب القوة ما يحفظ لهم موقعهم على الساحة الدولية عبر مشروع قومى يواجهُ التحدياتِ الكبرى، ويستفيدُ من دروس وأخطاء الماضى، ويُثَبِتُ مفهومَ الدولة الحديثة العصرية التى توفر الظروف لتفجُر الطاقات الإيجابية وإطلاق العنان لقدرات مواطنينا لتحقيق تطلعاتهم المشروعة فى التقدم والرفاهية ..

وفى هذا السياق .. تقترح مصر أن تنظر تلك القمةُ المباركةُ فى ثلاثة مقترحات،
وفى تكليفِ الوزراءِ المختصين أن يقوموا عبر جامعتنا العربية بوضع الخطط والآليات اللازمة للوفاء بها بحيث يكمل العمل العربى المشترك الجهود الوطنية لكل دولة على حدة.

أولاً: إعلانُ العقد الحالى 2014 ــ 2024 عقداً للقضاءِ على الأميةِ فى جميع أنحاءِ الوطن العربى.. وأدعو هنا، وبشكلٍ عاجل، لاعتمادِ برنامج عملٍ يكون هدفُه التخلص من ظاهرة الأمية فى مُختلف أنحاء المنطقة العربية خلال السنوات العشر القادمة، وأقترح أن تكون أولى خطواتِنا فى هذا السياق عقدُ اجتماع فى غضون الشهرين المقبلين لوزراء التعليم فى الدول العربية يتمُ الإعدادُ الجيدُ له ويُقرُ برنامجَ العمل الذى دعوتُ لاعتمادِه، وحتى نُعالجَ قضية هى الأساسُ والمسببُ للكثير من مشكلاتنا المستعصية فى العالم العربى. ولا شكَ أن طموحَنا لا يتوقف عند حدِ محو الأمية بل يمتدُ إلى تمكين مواطنينا من الإلمام بكافة أساليب وأدوات التعامل مع العصر الحديث عبر تعليم متطور يسمحُ لأبناءِ أمتِنا بمنافسة أقرانِهم فى العالم كلِه.

ثانياً: دعمُ المبادرة التى أطلقتها مصرُ حينما دعت الدولَ العربية الشقيقة خلالَ الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى يوم 9 مارس الجارى فى القاهرة إلى عقد اجتماع خاص لوزراء العدل والداخلية العرب فى أقرب وقت، وأنتهز هذه الفرصة لأدعو إلى عقد هذا الاجتماع قبل نهاية شهر يونيو القادم .. وذلك فى إطار تنفيذ الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب بهدف النظر فى مدى الالتزام بتطبيق الاتفاقية .. والبناء على ما تحقق خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب منذ أسبوعين فى مراكش والذى أعلن رفض الدول العربية الكامل للإرهاب بكافة صوره وأنواعه، وأكد عزم العرب على مكافحته وأيد كافة الإجراءات التى تتخذها الدول الأعضاء فى هذا السياق، مديناً جميع الأعمال الإرهابية التى تستهدف الدول الأعضاء، وداعياً لاتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمكافحة هذه الظاهرة البغيضة.

ثالثاً: وفى ضوء أن مكافحة الإرهاب لا تقتصر على البُعد الأمنى وحده، فإننى أدعو للنظر باهتمام وجدية فى إقرار إستراتيجية عربية موحدة بعناصرها الفكرية والثقافية والإعلامية والتعليمية لمواجهة نمو وانتشار الفكر المتطرف. وأطرح عليكم فى هذا الإطار أن تستضيف مكتبـة الإسكندرية اجتماعـاً للمفكرين والمثقفين بمشاركة المسؤولين من المؤسسات المعنية بدولنا، والمؤسسات العربية المختصة بهذا المجال، يخلُصُ إلى توصيات محددة وعملية تتعلقُ بالنهوض بالمستوى الفكرى والثقافى لاسيما لأجيال الشباب الذين هم أملُنا فى المستقبل وعمادُ الصحوةِ والعمل المُجدِ للِّحاق بركب التقدم العالمى، على أن تُطرحَ تلك التوصياتُ على الاجتماع القادم لوزراء الخارجية العرب لاعتمادِها والتنسيقِ بشأنِها مع مختلف المؤسساتِ العربية المُختصة بتنظيم التعاون فى هذا المجال.

وإنى لأدعو الإعلامَ العربىَ فى إطار ما يتمتعُ به من حريةٍ ويشهدُه أداؤه من تطور فى هذه الفترة، أن يُساهم بقوة وبتأثيره الملحوظ على مجتمعاتنا فى حمل راية التنوير والتحديث بما يشملُه ذلك من حفاظٍ على ثوابت الأمة ومصالحها.

ــ أصحابَ الجلالةِ والفخامةِ والمعالى .. نظنُ أن الوقتَ قد حانَ لأن تُتخذ قراراتٌ حاسمة على مستوى القمة فيما يختص بتطوير التعاون الاقتصادى بين دولِنا عبر إصدار توجيهات فورية بتفعيل منطقة التجارة الحرة العربية وتحقيق الانتقال السلس والآمن عبر تنظيم مُحكَم للعمالة ولرؤوس الأموال داخل العالم العربى .. والعمل على توحيد التشريعات المُنظمة للأنشطة المختلفة .. وفى كلِ ذلك ما سيُسهمُ بقوةٍ فى إيجادِ الحلول للقضايا المرتبطة بالإرهابِ والتطرفِ الفكرى، فتوفيرُ الوظائف وسُبلِ العيش الكريم والتعليم الجيد لأبنائنا لهو أحدُ أهمِ وسائل مواجهة انتشار الأفكار الهدامة ونزعاتِ التشدد فى أى مجتمع .. ويُذكر في هذا المقام أن دولة الكويت الشقيقة كانت قد استضافت القمة العربية الاقتصادية في شهر يناير من العام 2009، وهو جهد نعتقد أنه من المهم تطويره في سياق بحثنا الدائم عن تحقيق طموحات شعوبنا.

إن المواطنَ العربى حيثُما كان من المحيط إلى الخليج .. ليتطلعُ إلى وقت – نأمل أن يكون قريباً – يستطيع فيه أن ينعم بحياة كريمة آمنة ومستقرة .. ينتقل بحرية.. ويعمل بأمان .. أينما أراد فى وطن عربى مستقر .. فمعركةُ البناء لا تقل أهمية لمواطنينا عن معركة التحـرر.

ــ أصحابَ الجلالة والفخامة والمعالى والسمو ..على الصعيد السياسي الدولى، لا يزال النظامُ العالمى يُعاني اختلالاً هيكلياً ومعاييرَ مزدوجة لاسيما فيما يختص بقضايا دولنا أو ما اصطُلح على تسميتِه بالعالم الثالث ..

ولذا فإننا مطالبون بالعمل الدؤوب من أجل التنسيق بين دولنا أولاً ومع الدول الصديقة الأخرى كى يصلَ صوتُنا الموحدُ المستند إلى الحق والعدل إلى غاياته لاسيما حيالَ القضايـا المصيريةِ ذاتِ التأثير بعيدِ المدى مثل إصلاحِ الأممِ المتحـدة، وعلاج الاختلال الاقتصادى الدولى، ومجابهةِ أخطار الجريمة المنظمة والتحديات البيئية وغيرها.

أما فيما يتعلق بجهودِنا المتضافرة لتخليص منطقتنا من أسلحة الدمار الشامل، فلا يفوتُنى أن أؤكد أن مصر تُثمنُ وتقدرُ عالياً قيامَ الدول العربية الشقيقة بدعم المبادرة المصرية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل التى تم إعلانُها فى غضون أعمال الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة .. إن أمننا القومى العربى والحفاظ على حقوق أجيالنا الجديدة لهى أمورٌ بالغةُ الأهمية والخطورة .. لا مجال للتهاون أو الفتور بشأنها. فلابدَ من إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل وإخضاع منشآت إسرائيل النووية لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فلا ينبغي أن تكون هناك دولة فوق القانون .. لقد اضطلعت جامعة الدول العربية بجهود مقدرة فى سبيل دفع العمل العربى المشترك، ليس فى المجال السياسى فحسب، بل فى مناحى العمل الاقتصادى والاجتماعى والثقافى وغيره. ويقيناً، فإن جامعة الدول العربية بمسيرتِها الطويلة منذ منتصف الأربعينيات وحتى الآن .. وبكل ما حققته من انجازات ورغم ما حاق بها من إخفاقات .. كانت وستظل رمزاً للهوية العربية .. وبيتاً جامعاً لكل العرب من المحيط إلى الخليجِ .. وإننا لنتابعُ بكل تقدير الجهود المبذولة لإصلاح وتطوير آليات عمل الجامعة لتحقيق قدر أكبر من الفعالية .. وهو ما ندعمه بكل قوة .. ونتطلعُ إلى أن نرى ثمارَها قريباً .. فمن حق شعوبنا أن تفخرَ وتطمئنَ بأننا صادقون فى عزمنا .. واثقون فى خطانا، سائرون على الطريق الصحيح.

تلك القضايا هى ما نصبو إليه .. ونتطلعُ أن تفضىَ قمتُنا المباركة – برئاسة
دولة الكويت الشقيقة – إلى نتائجَ ايجابيةٍ بشأنها .. إن التحديات جسامٌ .. وأمالُ شعوبِنا التواقة إلى النماء والكرامة والرفاهية كبيرة .. فلنكنْ قدر هذه التحديات .. ونحن بالتأكيد أهــلٌ لهــا.. وفقنـا اللـه جميعـاً..والسـلام عليكـم ورحمـة اللـه وبركاتـه.


موضوعات متعلقة:

الرئيس منصور: النظام العالمى مزدوج المعايير.. وعلينا توحيد كلمتنا

الرئيس يدعو أمام قمة الكويت للتصدى لمحاولات الوقيعة بين العرب

الرئيس منصور لحكام العرب: عروبتنا ليست شعار.. وقادرون على عبور الأزمات

عدلى منصور يدعو الدول العربية إلى الاتحاد لمواجهة الإرهاب

الرئيس أمام قمة الكويت:لا بديل عن معارضة "وطنية" لحل الأزمة فى سوريا

عدلى منصور: القضية الفلسطينية ستظل قضيتنا المحورية

الرئيس:الشعب المصرى لن ينسى من سانده فى ثورة 30 يونيو

الرئيس عدلى منصور يبدأ كلمته فى قمة الكويت





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

محاربة الارهاب تبدأ من الخارج الى الداخل

غزة - ليبيا اقترب وقت الحساب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

رئيس يشرف مصر

فعلا المستشار عدلي منصور رئيس يشرف مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

حر الكلام

مع احترامي وحبي للسيسي

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين السرساوي

رئيس مشرف حقاً

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة