منذ طفولتى وأنا أتابع نشرات الأخبار، وأرى القصف والدمار فى المدن العربية, وأسأل من قصف تلك المدينة؟ فماتوا أهلها وتشردت عوائلها ويتمت أطفالها! فعرفت وقتها بأنه تم قصفها من قِبل الدولة الفلانية، فأقول: حسبى الله و نعم الوكيل، ثم بعد دقائق أجد خبرا بالتلفاز أو صورة بجريدة لطائرات ترمى من الأعلى أظرف على الناس، فأسأل مرة أخرى ماهذه الأظرف التى تلقيها الطائرات على المدينة المقصوفة فأعرف وقتها؟ إنه طعام عبارة عن بسكويت كإغاثة أو مساعده لهؤلاء المنكوبين المقصوفين.
وأسأل هذه الطائرات الكريمة التى شعرت مع المحتاج وبادرت بالمساعدة من أية جهة؟ لأدعو لها بالخير، فأعرف بأنها من الدولة التي قصفت المنكوبين.
حقوق الإنسان التى تدرس اليوم كمادة إجبارية فى كثير من جامعات أوروبا وبعض الجامعات العربية، للتأكيد على أهمية حق كل إنسان بالعيش فى كرامة وأمان وسلام وعيش كريم، كونه إنسانًا مهما كان دينه أو عرقه أو قوميته أو فكره، أتمنى أن يكون لهذه المواد الجامعية أثرًا فى تغير عقد التعصب الأعمى لدى غالبية شعوبنا.
الإنسان أصبح عمله نادرة بهذا الزمن، فهل من كثرة المآسى ومن كثر مشاهد القتل والدم والظلم، فقدنا جزءا من إنسانيتنا؟ فالأولى الآن الحفاظ على النوع من الانقراض، كما هو هام المطالبة بحقوقه لنضمن عدم تعرض النوع إلى طفرة تغير ملامحه الإنسانية.
القسوة تولد قسوة، والنار تورث دخان، والدخان إن زاد أصبح سامًا وقاتلا.
نجد أن بعض المؤسسات تعتبر الإنسان له حقوق في مكان ما، و يستحق الموت في مكان آخر! فأين المنظمات الدولية عن أهلنا فى اليمن وتونس وسوريا والبحرين والعراق وخاصة فلسطين.. فهل فلسطين خارج خارطة الإنسانية أم أن هذه المؤسسات مسيسة أيضًا حسب التوقيت المحلى لمدينة واشنطن!
أشعر بأن العالم أصبح كالحقل نحصد ما نحصد ونترك ما نترك.
المواطن العراقي يشعر بالألم والغيظ الشديد لدرجة الإنذار بالتفجر على السلطات الحاكمة في العراق وعراكها المتواصل على المناصب والمكاسب, في حين تبقى حدوده مستباحة للأجنبى وروح المواطن العراقى ودمه مهدورا فى الداخل عبر عمليات الإرهاب المتواصلة وفشل أجهزته الأمنية من توفير الأمن والأمان للمواطنين رغم الأعداد الهائلة لإفراد المؤسسات الأمنية والأموال الطائلة المصروفة عليها.
نسأل إذا كنتم تتقاتلون فيما بينكم، فمن يحمى الوطن ومن يحمى المواطن.. أنكم تتقاسمون المغانم والثروة، أما الوطن فله رب يحميه؟ فهناك تساؤل هام ورد بخاطرى! هل تعود العراق مرة أخرى.
سؤال أوجهه نيابة عن الشعب العراقى لكل ساسة العراق والمتحكمين بشأنه " شعب العراق العظيم ! أين يذهب وقد ابتلى بكل هذه المآسى؟ ( إرهاب وعجز خدمى وفساد وبطالة وواقع صحي متردي وفوضى عارمة)؟ أين يذهب شعب بلا حول ولا قوة؟ ويتحكم بمصيره ثلة قليلة من عديمى الضمير جل همهم أنفسهم ومكاسبهم الشخصية والحزبية ولا وجود لمسمى الشعب ومصلحته أو وطن وقضاياه أو أمة وهمومها.
إن الأوضاع المتردية والقاسية التي يعيشها المواطن الفلسطينى نتيجة الانقسام, وارتفاع الأسعار, وانقطاع الكهرباء, ومشاكل الوقود, وغاز الطهى, والبطالة, بالإضافة إلى الصحة والتعليم, وحيث إن القيادات الفلسطينية أصبحت غير مبالية بهذه المشاكل, ووصل المواطن الفلسطينى إلى درجة اليأس لعدم وضع الحلول لكل هذه المشاكل أو بعض منها ليعيش حياة كريمة.
الشعب الفلسطينى لا ينظر إلى الواقع الذى يعيشه بجدية, ولا يشاهد ما يحدث من حوله من أحداث غير طبيعية وغير مألوفة عليه, ولا يدقق فى مشاهد لم تكن تخطر على بال أحد فى يوم من الأيام, وحتى لا يصلوا إلى درجة من الجنون أو الانتحار أصبحوا يتسابقون للأحلام سواء فى جلساتهم, أو نومهم لتأخذهم بعيدًا عن الظلم والتعسف وزحمة الحياة المضنية التى يعيشونها, وأصبحوا فى كثير من الأحيان يتسابقون إلى الدخول فى حوار طويل وممتع كل مع نفسه, حتى يتخيل لهم أن كل شىء حولهم قد تغير وأصبح مختلفًا عن الواقع وفى الشكل الذى يريده الشخص منهم.
وفى مصر وبعد انقضاء فترة على ثورة الشعب المصرى فى إبعاد نظام الإخوان الفاشل، مازال هذا النظام لا يريد الاستسلام والاعتراف بعجزه وفشله فى إدارة دولة كبرى مثل مصر، ومن ثم أصابه الجنون حتى أصدروا أوامرهم للجماعات الإرهابية فى سيناء بقتل أبناء مصر ووجدت حليفها الأمريكى والأوروبى والقطرى يقدمون لها الدعم لتنفذ جرائمها وإرهابها ضد مصر، فجأة أصيبت المؤسسات الحقوقية والإدارات السياسية الأوروبية والأمريكية بالسكتة القلبية والعقلية، رغم صور الحرائق والدماء التى يقوم بها التنظيم الدولي للإخوان .
ولا ننسى ما يعانيه شعب جنوب اليمن من حرق وقتل واغتصاب حقوقه المادية والمعنوية .
سوريا: للأسف فإن الأزمة السورية لم تعُد أمنية وحسب، فالوضع الأمنى هو نِتاجُ تراكمات من فقدان الهويَّة الوطنية والاجتماعية استغلَّتها أيادٍ خارجية لتوظِّفها، والحل الأمنى على أهميته فهو ليس كافٍ، فمعالجة أي مشكلة تكمن بمعالجة الأسباب أولاً، ولا تكمن بمعالجة النتائج فقط.
تفرقنا، تقسمنا، وصنفنا أنفسنا أكوام الأصناف، وكل صنف يخرج منه ألف صنف، وتُهنا ونحن نصنف؛ فأصبح لكل شجرة آلاف الأغصان لا تفرحوا بكثرتنا؛ فأغصاننا انشقت، بعد أن كبر رأسها؛ فقطعت وأصبحت وقودًا خشبية تحرق ليتدفأ العدو.
إن الأحلام مطلوبة من الجميع, لأن جميع الشعوب الراقية والمتقدمة لم تتقدم وتكون شعوب راقية وعظيمة إلاَّ من خلال الأحلام وما تحقق منها، والإنسان الذي لا يحلم بحياة راقية لا يصنع شيئًا جميلاً وراقيًا. ويكفى أن الأحلام وحدها تظل دائما خارج مقص الرقابة وبعيدة عن الاعتقالات والسجون.
تعالوا نحلم بأن تكون الأمطار التى ستهطل هذا العام قادرة على غسل قلوبنا وتطهير صدورنا لتثمر أشجار الحب والمودة والتسامح في النفوس التي قتلتها الحزبية, والكراهية, والحقد والضغينة.
وأخيراً أسأل: هل ستستيقظ تلك الضمائر النائمة ذات يومٍ أم إنَّها ستبقى مستترةً ليسقط الوطن العربى في خبر كانَ وليصبح وجودهُ فعلاً ناقصاً مبنيَّاً على الذكريات؟!
عاطف البرديسى يكتب: الوطن العربى ومعاناة الشعوب
الثلاثاء، 25 مارس 2014 10:13 ص
خريطة الوطن العربى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محرر الموقع
اليوم السابع
عدد الردود 0
بواسطة:
خليفه العراقي
بداية القصيدة ..... شكر
نشكركم لسرعة تدارك الخطأ..... لكم جزيل الشكر