ذكرت صحيفة (السفير) اللبنانية أن تركيا تدير المعركتين اللتين فتحتهما فى شمال سوريا والتى حققت فيها المعارضة تقدما كبيرا على جبهتين مختلفتين يربط بينهما شمال مفتوح على تركيا وأن المدفعية التركية غطت الهجوم على بلدة كسب الحدودية السورية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر متابع لنشاط "الجهاديين" أن المعركتين تديرهما تركيا مباشرة، عن طريق قياديين شيشانيين، موضحاً أن معركة كسب يقودها القائد العسكرى العام للواء "أنصار الشام" أبو موسى الشيشانى ومعركة الليرمون فى حلب يقودها قائد "جيش المهاجرين والأنصار" صلاح الدين الشيشانى، والهدف من المعركتين خلط الأوراق وتحقيق انتصارات سريعة قد تغطى على خسارة يبرود ومنطقة الحصن المفتوحتين على لبنان»، حسب ما يؤكد مصدر معارض.
وقال المصدر، لـ (السفير) " إتبع المهاجمون تكتيك القصف العنيف، والزحف السريع لاحتلال مناطق إستراتيجية يمكن من خلالها السيطرة على أكبر قدر ممكن من المناطق، قبل بدء ردة فعل الجيش السوري"، وهو ما حصل على جبهة حلب الغربية (قرب مبنى الاستخبارات الجوية)، وجبهة كسب فى ريف اللاذقية الشمالي، والحدودية مع تركيا. ونقلت الصحيفة عن مصادر ميدانية قولها إن المدفعية التركية شاركت بتغطية تحركات المهاجمين، كما قامت طائرة حربية تركية بإسقاط طائرة سورية.
وأكد المصدر المعارض أن أنقرة تدخلت أيضا فى المعارك الجارية على الجبهة الغربية من حلب، سواء عن طريق تكتيك الهجوم ورسم خطته، أو حتى عن طريق إعداد المقاتلين وتجهيزهم بالأسلحة، موضحا أن الهجوم على حلب بدأ بعدة هجمات تمهيدية استطلاعية، تم عبرها تحديد نقاط الهجوم، إضافة إلى فتح جبهات صغيرة لتشتيت الانتباه فى منطقة الراشدين غرب حلب وقرب طريق خناصر جنوب المدينة، فيما تمترس مسلحو «جبهة النصرة» فى المدينة الصناعية، التى يسعى الجيش السورى للسيطرة عليها، لضمان استمرار اندلاع المعارك على هذه الجبهة، وتشتيت قوات الجيش السورى.
وذكرت الصحيفة أن المهاجمين سجلوا تقدما ملحوظا فى الساعات الأخيرة، حيث تمكنوا من السيطرة على النصف الشمالى لبلدة (كسب) الممتد نحو الحدود التركية، فيما تمترست اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطنى ووحدات الجيش فى الجزء الجنوبى من المدينة، لتصبح منطقة وسط البلدة ساحة قتال، فيما استمرت محاولات الفصائل المهاجمة التقدم نحو النقطة 45 الاستراتيجية، والتى تؤدى عملية السيطرة عليها إلى إطباق الحصار على (كسب)، إلا أن هذه الهجمات لم تصل بعد إلى مرحلة السيطرة على هذه النقطة التى ما زالت بيد الجيش السورى.
وفى محيط بلدة (كسب) أيضا، تدور اشتباكات عنيفة قرب نبع المر، وتلة الصخرة، التى لم يسجل سيطرة أى طرف عليها، وسط حالات كر وفر بين وحدات الدفاع الوطنى والمسلحين، وانفجرت سيارة قرب الحدود مع تركيا فى منطقة (كسب)، لم يعرف مصدرها بعد، كما لم تعرف الخسائر التى تسبب بها الانفجار.
ولفتت الصحيفة إلى توقف سلاح المدفعية التركى، الذى كان يغطى تحركات المسلحين، كما عاودت الطائرات الحربية السورية مهاجمة معاقل المسلحين، بعد يوم واحد من إسقاط تركيا طائرة حربية سورية، تمكن قائدها من النجاة.
ورغم تكرار الغارات السورية على المناطق الحدودية مع تركيا، لم يسجل أية ردة فعل من الجانب التركى، فيما يبدو أن قوى دولية تدخلت للضغط على الجانب التركى، الذى أوقف مدفعيته أيضاً.
وأكد مصدر من قوات الدفاع الوطنى التابعة للنظام السورى أن تعزيزات كبيرة خرجت من اللاذقية وريفها نحو جبهة كسب، وذلك عقب مقتل قائد الدفاع الوطنى فى اللاذقية هلال الأسد، الذى دُفن فى مسقط رأسه بمدينة القرداحة، معتبراً أن مقتله سيشكل ردة فعل كبيرة على ساحة المعركة فى كسب.
وفى حلب، سجل المسلحون الذين ينشطون ضمن غرفة عمليات موحدة تضم عدة فصائل أبرزها «جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، و«جيش المهاجرين والأنصار»، تقدماً ملحوظاً فى منطقة الليرمون، حيث تمكنوا من السيطرة على عدة مبان قريبة من مبنى الاستخبارات الجوية، الذى بات يشكل أول خط دفاع عن مدينة حلب من خاصرتها الغربية، وسط اشتباكات عنيفة يغلب عليها طابع «قتال الشوارع»، تدور رحاها بين المبانى الصناعية (سيطر المسلحون على المبانى البيض والسود الصناعية فيما تدور معارك عنيفة فى المبانى الحمر).
واستقدم الجيش السورى قوات داعمة، كما تم استقدام قوات من الدفاع الوطنى، لصد الهجوم العنيف وتأمين مبنى الاستخبارات الجوية، بالتزامن مع قصف عنيف يستهدف مواقع تمركز المسلحين.
صحيفة لبنانية: تركيا تدير المعارك شمال سوريا عبر قياديين شيشانيين
الثلاثاء، 25 مارس 2014 10:52 ص