إن مشكلتنا فى عالمنا العربى وفى «مصر» خصوصا ــ تكمن فى إطلاق الأحكام جزافا وتوجيه الاتهامات بغير سند حيث يظن كل طرف أنه الوحيد على الساحة وأنه الوحيد الذى يملك صك الوطنية أو القومية وكل من يخرج عن فكره هو خائنٌ أو عميل أو عديم الوطنية! لذلك فوجئنا دائمًا بمن يحتكرون الحديث باسم الغير ويرفعون شعاراتٍ ظاهرها براق ولكن باطنها انتهازية، ولازلنا نتذكر على المستوى العربى تلك التهم القاتلة عن الخيانة والعمالة مع البعد عن الموضوعية والتحليق فى سماوات من الأحلام والأوهام، لذلك أصبح يتعين علينا الآن أن نستخدم لغة دقيقة وأمينة ونظيفة فى ذات الوقت وأن ندرك أن من يتحدثون كثيرا يعملون قليلاً، وليتنا فى «مصر» نحيل الأغانى الوطنية والشعارات الحماسية إلى جهد وعمل وإنتاج، فنحن حاليا ندير الحياة السياسية ولكننا لا ندير الدولة لذلك ظهر التراجع الاقتصادى وانكمش الإنتاج وضاعت الوطنية فى غمار الهتافات الزاعقة والاعتصامات المتواصلة والإضرابات التى لا تتوقف.
إننا بحاجة إلى أساليب جديدة لحل أزمتنا وأظن أن أهم ما نفتقده هو الصدق مع النفس الذى يلزمنا بالجدية والابتعاد عن المهاترات والتركيز على عنصر العمل وإحياء روح الابتكار وتشجيع حوافز الإبداع من أجل حياة أفضل ووطن أكثر استقرارا وأمة ناهضة بدلاً من حالة التمزق التى تعيشها المنطقة فى ظل صراعاتٍ لا تكاد تتوقف ومؤامرات لا تبدو لها نهاية، إننا جميعًا شركاء فى أوطاننا ولا يدعى فرد أو حزب أنه يملك الحقيقة وحده ويحتكر مفهوم الوطنية ويوزع صكوك القومية ويصدر شهادات بالولاء للأرض الطيبة التى ننتمى إليها.
د. مصطفى الفقى يكتب: احتكار الوطنية.. مشكلة العرب تكمن فى إطلاق الأحكام الجزافية.. وهناك دائما من يحتكرون الحديث باسم الغير
الثلاثاء، 25 مارس 2014 08:10 ص
د. مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة