قال الداعية الإسلامى التركى فتح الله جولن، إن مصر واحدة من أهم مراكز الإسلام السنى، ولديها خبرة عريقة وتجربة عميقة فى إدارة الدولة والسياسة، لافتا إلى أن جماعة الإخوان لم تكن جاهزة بما فيه الكفاية لتولى السلطة فى البلاد وفى نهاية المطاف ستقوم بمراجعة ذاتية جديدة فى ضوء التجارب الأخيرة.
وأضاف جولن فى حواره مع صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الثلاثاء، من الضرورى لمن يطمح فى حكم مصر أن يحترم القيم الديمقراطية وسيادة القانون، لأنه بلد يحتوى على ديانات ومذاهب وثقافات مختلفة.
كما ينبغى احترام حساسيات كل الشرائح المجتمعية وتحاشى تعريض أى منها إلى أى مظالم، والإنصات إلى مطالبها المشروعة، لتحقيق الأمن والاستقرار فى البلاد.
وأشار إلى أن الأحداث فى تونس ومصر وسوريا شكلت فى بدايتها بحثا عن مطالب فى مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، إلا أن الفئات التى برزت على الساحة فيما بعد، والأحداث المؤسفة، طغت على هذه المطالب الأولية.
ولفت جولن إلى أن تبنى التفاسير المتطرفة للإسلام نابعة إلى حد كبير من تقصيرنا فى فهم مضمون الدين الحقيقى وهويته وتبنيهما مضيفا إلى أن التعامل مع الدين على أنه أيديولوجية سياسية لهو أكبر خيانة تمارس بحق الدين، لأنه فى هذه الحالة، يختزل الإسلام فى مجموعة من المبادئ البسيطة ويضيق مساحته الرحبة.
وتابع: ما يثير الفزع هو أن عنف هذه الجماعات المتطرّفة يحظى بتغطية إعلامية واسعة تحجب أصوات الغالبية العظمى من المسلمين التى ترفض ممارسة هذا العنف مطلقا، وأحيانا تتعمد بعض الأطراف إبراز هذه الجماعات المتطرفة ودفعها إلى الواجهة بنيات أو غايات سيئة ترمى إلى تشويه صورة الإسلام الناصعة، مؤكدا أن الإسلام دين منفتح على الاجتهاد وصالح لكل زمان ومكان، وهذه الميزة تحفظ الإسلام من محاولات ربطه بجغرافية أو عقلية معينة.