أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن آفة التكفير ظهرت بمصر منذ التسعينيات، وظن الكثيرون أنها انتهت إلى الأبد، لكننا فوجئنا هذه الأيام بأنها تطل برأسها على مجتمعاتنا مرة ثانية بوجهها القبيح فى أفريقيا وآسيا وتدمر وتغتال الآمنين وتحول حياة الناس إلى جحيم لا يطاق، والأزمة أنهم يرتكبون هذه الأعمال باسم الإسلام وينفذون أعمالهم التخريبية تحت صيحات التهليل والتكبير وإضفاء صفة الجهاد أحد أركان الإسلام، على تلك الممارسات الشاذة ما أدى إلى الإساءة لمفاهيم ومبادئ الإسلام.
وأوضح شيخ الأزهر فى كلمته بمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن ظاهرة التكفير ليست مستحدثة ولها أصول تعود إلى فكر الخوارج الذين انحرفوا فكريًا، ثم عادت ظاهرة التكفير عام 1968 بسبب ممارسات فكرية ضالة لجماعة التكفير والهجرة نتيجة الممارسات العنيفة وغير الآدمية تجاههم فى السجون والمعتقلات حتى أنهم رفضوا دعوات البعض داخل السجون.
وأكد الطيب، أن التكفيريين يؤيدون الحاكم ليخرجوا ثم اتهموا زملاءهم الذين فعلوا ذلك بالكفر وبدأت موجة من التكفير لكل المجتمع فوصفوا المجتمع الذى يؤيد الحاكم بالكفر واعتبروا الوسيلة لدخول مجتمع الإيمان مرة ثانية هى الانضمام إلى فكرهم وتأييدهم، مؤكدًا أن التكفير منهج لدى شباب ساخط على الأوضاع التى يعيشها إلى درجة أن الباحثين فى فكر التكفير اعتبروه أنه فكر أزمة وليس منهجًا.
وعاد الطيب ليؤكد أن العنف الذى تم ممارسته تجاه الشباب فى السجون والمعتقلات أسهم فى خلق أفكار شاذة، وهذا لا يعنى أن السجون والمعتقلات هى السبب الأوحد لعودة التكفير فهناك سبب آخر وهو تراث الغلو والتشدد فى الفكر الإسلامى وهو تراث ينتمي إلى فكر الخوارج الذين حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفى نفس السياق أكد الدكتور جعفر عبد السلام، أمين عام رابطة الجامعات اﻹسلامية، أن الفكر الإرهابى يقصد إشاعة الفوضى وإرهاب الناس على طريقة ارهب عدوك وأنشر قضيتك، مضيفًا أن المجتمع المصرى يواجه مجرمًا يرغب فى ترهيب وتخويف الناس بأفعاله التى لا تتفق مع اﻹسلام.
وأضاف عبد السلام خلال فعاليات المؤتمر الدولى الثالث والعشرين الذى عقده المجلس اﻷعلى للشئون اﻹسلامية التابع لوزارة اﻷوقاف، اليوم، أن الإرهاب جريمة نكراء تم إلصاقها بالإسلام ظلمًا من قبل بابا الكاثوليك بندكت الثانى.
كما أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الوزارة لديها 60 ألف إمام ولو اعتبرنا أن كل مسجد به 500 مصلى لكان عدد المصلين 30 مليون مواطن وهم عدد من يستطيعون أداء صلاة الجمعة، مضيفًا أن الوزارة سوف تعلن عما يزيد على 15000 وظيفة قريبًا مؤكدًا أن جميع المساجد سوف تكون تحت الرقابة إما عن طريق وجود أمام بالمسجد أو عامل أو مجلس إدارة معين من الأوقاف.
وأضاف الوزير فى مؤتمر له أنه لم يحدث تصحيح أوضاع أو تطهير فى مصر مثلما حدث فى وزارة الأوقاف، حيث صححت الأوضاع الخاطئة لصالح أبناء الأوقاف منذ أسبوعين بعد أن كان هناك 90% من قيادات الوزارة من الإخوان فى الصف الأول والثانى.
وأوضح الوزير أن رفض دعوة قطر وتركيا للحضور بمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لتبنيها مواقف عدائية لمصر وحتى تعتذر هذه الدول لمصر.
وشدد الوزير على أن ترك شيوخ الفضائيات يفتون بدون علم ومنعهم من أعلى المنبر فهذا أشد خطورة لتوفير نافذة لهؤلاء يسيطر عليها الجهلة وغير المتخصصين يفتون بدون علم، معلنًا عن رغبة القيادة السياسية أن تنتظر وتتمنى أن يخرج للأزهر عدة قنوات متخصصة لرغبتها فى التدين الصحيح على يد العلماء وليس الجهلة وأن غلق الفضائيات الدينية جاء من باب درء المفسدة.
وطالب الوزير الإعلاميين خلال المؤتمر بوضع ميثاق شرف إعلامي على أن ينص على الاستعانة بالأزهريين فى مناقشة التخصص الديني.
وأكد وزير اﻷوقاف، أن الوزارة سوف تعلن خلال شهر بالأسماء عبر موقعها خطباء المكافأة، مضيفًا أنه بمجرد إعلانه توظيف عدد من الموظفين بوزارة الأوقاف تم استغلال ذلك من مافيا التوظيف، مشيرًا إلى الوزارة لم تخص أحدًا فى قرار بالأمر المباشر حتى اﻵن.
وأضاف الوزير فى مؤتمر له أنه كان هناك نصب ممنهج على المواطنين وأنهم موظفون بالمساجد وقد تسبب فى تكدس 7000 عامل وهمى، مطالبًا الجميع بالنظر فى موقع الوزارة وبيان أسماء المعينين على الموقع ودون ذلك يعتبر نصبًا، مؤكدًا أن أى شخص تورط فى فساد فسوف يحاسب عبر الزمن.
وأشار الوزير، إلى أن الوزارة لا تتأخر عن مصلحة مصر لكن تنفيذ الأفكار ربما يتوقف لفترة ويتم تنفيذه بعد فترة مثل مناقشة منفذي العنف بالسجون، مؤكدًا أن التقريب بين المذاهب لو كان دينيًا فقط لكان سهلاً لكن بعض الدول تستخدم الخلافات المذهبية فى الصراع على المصالح الدينية مؤكدًا أننا خرجنا من التكفير الديني إلى التكفير السياسى والمصالح الخاصة.
وأضاف وزير الأوقاف، أن مسألة الإقصاء والإقصاء المضاد لا ينتهيان، مضيفًا أن الناس تجاه قبول الحوار 3 أنواع أحدهم رافض ويخون، والنوع الثانى يقبل الحوار شكلاً ويرفضه موضوعًا، والنوع الثالث نوع لا يتبنى أجندات ويمكن أن يقبل الحوار.
وأضاف الوزير فى مؤتمر صحفي للتعليق على مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن وزارة الأوقاف لا تعمل بالسياسة أو القضايا الوطنية بحيث تقود حوارًا مع متبنى العنف للحوار مؤكدًا أن مشيخة الأزهر هى المفوض بالنظر فى القضايا الوطنية مؤكدًا أن وزارة الأوقاف تستطيع السيطرة على المساجد والتفتيش عليها وهى تجهز لذلك من خلال التفتيش وأذرع الوزارة.
ومن جانبه أكد الدكتور ناجى داود وزير أوقاف المملكة الأردنية الهاشمية، أن زلزال التكفير يهدد الأمة العربية حيث يستخدمه أعداء الأمة العربية، مضيفًا إن التكفيريين يستخدمون آيات القرآن فى الاستدﻻل على فكرهم الشاذ وتبنيهم للعنف، مطالبًا الأمة العربية فى التوحد فى مواجهة زلزال التكفير.
الإمام الأكبر:التكفير محنة تحول الحياة لجحيم..والعنف يولد ردودًا تكفيرية..أمين "الجامعات الإسلامية": الفكر الإرهابى هدفه إشاعة الفوضى وإرهاب المواطنين..و"الأوقاف":الحوار مع مرتكبى العنف مهمة الأزهر
الثلاثاء، 25 مارس 2014 05:59 م