الصحفيون الأجانب يغيبون عن المحاكمة للمرة الأولى والبلتاجى هادئ والعريان لا يعلق ومرسى يلتزم الصمت
المحكمة تعرض فيديوهات تحريض لعبد الله بدر ووجدى غنيم يدعو فيها إلى قتل المتظاهرين ضد مرسى ويعتبرهم كفارا
لا يصح أن يطلق على الجلسة العاشرة من محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى فى قضية الاتحادية أى عنوان سوى واحد فقط وهو "جلسة الإعلام"، وذلك لأنه جلسة طغى عليها الجانب الإعلامى بشكل أكبر من الجانب القانونى، ولأنها بالأساس لتقديم مشاهد وفيديوهات لأحداث الاتحادية تحت مظلة التقييم الإعلامى، خاصة أن تلك الفيديوهات جاءت من مصادر مختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، بداية من أون تى فى، ومرورا بالقاهرة والناس ونهاية بـ الحافظ ومصر 25.
جلسة أمس الأحد خصصت بالأساس لعرض مشاهد وفيديوهات لأحداث الاتحادية ضمن إحراز القضية، وكان بطل تلك الفيديوهات هو الإعلامى يسرى فودة، تحديدا مقدماته المتميزة فى برنامج آخر كلام على قناة أون تى فى، فالمحكمة استمعت إلى تلك المقدمات بشكل كامل دون تقديم أو تأخير وبدا على كل الحاضرين فى القاعة الاهتمام الشديد بها حتى قيادات الإخوان داخل قفص الاتهام، وتحديدا ذلك المقطع الشهير الذى اعتذر فيه يسرى فودة للشعب المصرى على تأييد مرسى عندما قال لكم فاعلموا، لا أنتم سدنة الدين، ولا شعب مصر كفرة، ولك يا سيادة الرئيس فاعلم، لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين، يا سيادة الرئيس وعدتَ، فأخلفتَ، فقسّمت، فخرجتَ من باب خلفى، فتركتَ أمة فى مهبّ الريح، فحق على أنا أن أعتذر، اخدعنى مرة، عار عليك، واخدعنى مرتين، عار على، أعلن استقالتى من حبك سيدى الرئيس".
لم يكن يسرى فودة وجها لوجه مع مرسى فى تلك المقدمة النارية فقط، ولكن أيضا كان فى وجه مرسى بالمحاكمة حينما عرضت المحاكمة أحد أبرز الحلقات ليسرى فودة عن الفتيات اللاتى تعرضن للاعتداء على يد شباب الإخوان بالقرب من قصر الاتحادية دون أى اعتبار لكونها فتاة، لم يكن يسرى فودة فقط هو الإعلامى الذى ذكر اسمه بجلسة اليوم، فكان الثلاثى عمرو أديب ووائل الإبراشى وإبراهيم عيسى أيضا، وذلك فى أحد مقاطع الفيديو التى تم إذاعتها وهى مداخلة هاتفية لعبد الله بدر مع قناة الحافظ وتحديدا مع برنامج عاطف عبد الرشيد، وجسدت المكالمة التحريض على العنف والتحريض على القتل والتحريض على الاعتداء على أى صوت معارض وقت حكم مرسى والتحريض على إيذاء الإعلاميين بعد هجومهم على محمد مرسى.
التسلسل فى عرض الفيديوهات المختلفة جسد التقييم الإعلامى لوقائع الاتحادية، وكيف أن الاستقطاب وصل إلى مداه، وظهر ذلك تحديدا مع مقطع الفيديو الذى عرضته المحاكمة للدكتور وجدى وغنيم، وهو خطبة بثها عبر شبكة الإنترنت تحت عنوان "يا أهل مصر حافظوا على الرئيس والشرعية"، ومفادها أن مرسى هو الرئيس الشرعى وأن من يخالفه هو علمانى أو ليبرالى أو ملحد وهو كافر يستحق القتل فورا، وحتى إن كان مسلما فتطبق عليه حكم الفئة الباغية من المسلمين وهى فئة يجوز قتلها أيضا.
كلمة وجدى غنيم تضمنت تحريضا واضحا ضد حمدين صباحى وعمرو موسى ومحمد البرادعى وسامح عاشور بأنهم وراء الفتنة وأنهم وراء الانشقاق فى الشوارع وأنهم ضد الإعلان الدستورى الذى أصدره مرسى بالأساس لخدمة البلد.
فيديو جديد يبرز التحريض فى مصر وقت أحداث الاتحادية، وهو مداخلة للدكتور عصام العريان مع قناة مصر 25، وقال العريان فيها إن ما يحدث فى الاتحادية هو اشتباكات بين فئة تحمى الرئيس والشرعية وفئة أخرى تريد الفوضى، ودعا الجميع النزول لحماية الشرعية والقبض على من يتظاهر ضد الاتحادية لأنهم الطرف الثالث.
هذه الفيديوهات وغيرها كانت محور محاكمة جلسة الاتحادية اليوم، لتغير من شكل المحاكمة القانونى إلى شكل إعلامى تجعل كل من يتابع المحاكمة يشعر كأنه أمام لجنة للتقييم الإعلامى، خاصة أن كل الفيديوهات جسدت كل وسائل الإعلام المختلفة.
اللافت فى جلسة اليوم أنها خلت تماما من الصحفيين الأجانب ومندوبى الوكلات العالمية للمرة الأولى، ولم يحضر إلا مندوب وكالة الأنباء الفرنسية، ويعكس الغياب عدم الاهتمام بمرسى وبمحاكماته مثلما كان يحدث فى بداية الجلسات قبل 4 شهور فى نوفمبر الماضى.
الجديد أن المتهمين أنفسهم، تشعر كأنك تراهم للمرة الأولى، فى حالة هدوء تام، ولا ضجيج نهائيا ولا صوت عال، ولا يصدر منهم إلا إشارات رابعة فقط، ولم يقم أى منهم بأى ضجيج داخل القفص ولم يشتك أى منهم من ضعف الصوت داخل القفص الزجاجى مثلما كان يحدث فى الجلسات السابقة، حتى إن الرئيس الأسبق محمد مرسى لم يتحدث بأى كلمة سوى عبارات الترحيب التى أبداها لقيادات الإخوان قبل دقائق من بدء الجلسة عندما قال:"ازيك يا عصام.. ازيك يا بلتاجى.. ازيك يا علاء .. ازيك يا أسعد".
الجديد أيضا أن الدكتور البلتاجى "هتيف الاخوان" كان بعيدا تماما عن أدائه فى الجلسات السابقة، فلم يتحدث أو يهتف أو يثير أى شغب ونفس الحال كان الدكتور عصام العريان ولم يتحركا باتجاه القفص الزجاجى إلا فى بداية الجلسة ونهايتها عندما تحدثا مع هيئة الدفاع بلغة الإشارة.
محمود سعد الدين يكتب شهادته حول جلسة قضية الاتحادية: محاكمة مرسى بتوقيع يسرى فودة.. المحكمة تعرض فيديوهات برنامج آخر كلام، وتستمع للعبارة الشهيرة "أعلن استقالتى من حبك يا سيادة الرئيس وعدت فأخلفت"
الإثنين، 24 مارس 2014 03:05 ص