أكد اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، أن محمود عباس العقاد ظاهرة فريدة، فكثير منا حاصل على شهادات عليا ولم يصل لمعارفه ولا إلى هذه المرتبة التى وصل لها الكتاب الراحل، وهو الحاصل على الشهادة الابتدائية فقط، مضيفا أن أسوان بلد المعجزات، ففى جنوبها ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى، والظاهرة الثانية هى العقاد الذى ولد بالمحافظة.
وأوضح "يسرى" خلال افتتاح الاحتفال بمرور 50 عاماً على رحيل عباس محمود العقاد، والتى عقد أمس بمحافظة أسوان مولد الراحل، أن للعقاد مواقف شجاعة ووطنية وفكرا متميزا فى تاريخ مصر الحديثة، وأن المناقشات التى تتضمنها الاحتفالية فرصة عظيمة لإعادة قراءة فكر ومؤلفات العقاد، فهو قلم لا يمضى".
وأكد محافظ أسوان أن العقاد سلسلة من الحياة الفكرية والاختلاف، وفى هذه المرحلة الفاصلة التى نعيشها الآن نحتاج إلى فكره فى التماسك أمام الفكر الإرهابى لاستكمال خارطة الطريق، واستكمال ثورتى مصر 25 يناير و30 يونيو، ونحتاج فيها إلى وطنيته، وروح التجديد والإبداع فى الفكر والأدب والشعر وفى الحياة السياسية.
من جانبه قال سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن العقاد ليس مجرد كاتب أو شاعر أو نائب بالبرلمان، ولكنه دون مبالغة جامعة تمشى على قدميها، وكان مطلعا على مجالات متنوعة.
وأوضح "عبد الرحمن" أن العقاد كان مخصصا فى مكتبته ركنا يتعلق بعلم الحشرات، وعندما سأله له أحد الزائرين "لماذا تقرأ فى هذا العلم"، قال العقاد "إن الحشرات هى مسودات الحياة"، مضيفاً أن العقاد عندما أراد أن يداعب أحد الصحفيين قال أنا أقرأ فى علم الحشرات، لكى أفهم الساسة والسياسة، وفى إحدى جلسات المجمع اللغوى احتد النقاش بينه وبين أحد علماء العلوم الطبيعية، وكان حول مصطلح، وأصر العقاد على أنه صاحب الرأى الصحيح، وبالفعل ثبت ذلك لتنوعه فى الفكر والتطلع.
وأضاف "عبد الرحمن" أن العقاد يحتوى على مجموعة من القيم، وأن الهيئة عندما تحتفل بهذه المناسبة فإنها تحتفل بمجموعة من القيم التى تحتاج للرعاية وأن نزرعها فى نفوس النشء.
وتابع أن العقاد حاصل على الابتدائية، ولكنه بإرادته واعتزازه بنفسه، استطاع أن يكون واحدًا من أعمدة الثقافة العربية الحديثة، وأكد: "عندما نتكلم عن الثقافة العربية فالعقاد لابد أن يكون واحدا من كبار المثقفيين المحوريين، ولم نستنفد الكتابة، والبحث فى العقاد يشبه كنزا تراثيا كبيرا".
وأكد "عبد الرحمن" أن فى الدورات القادمة سيكون هناك إضافات فى احتفالية العقاد، وستتحول إلى احتفالية دولية يشارك بها كتاب وباحثون من العرب والأجانب.
من جانبه أعرب عبد العزيز العقاد ممثل عائلة العقاد، عن سعادته باحتفال المحافظة بالذكرى الخمسين لرحيل العقاد، ووجه الشكر إلى وزير الثقافة على اهتمامه بإقامة الاحتفالية بمسقط رأسه بأسوان.
وقال سعد فاروق رئيس إقليم الصعيد الثقافى إن الأدباء هم الأعلم بتجليات العقاد، وتأثيره على التجربة الثقافية، فكان علامة بارزة فى الربط بين الثقافات وكان شاعرا وأديبا.
وأوضح "فاروق" أن العقاد كان مهتما أيضا بهموم وطنه، وتحضر مقولته الشهيرة "أن الأمة على الاستعداد لأن تسحق أكبر رأس فى البلاد".
وقال محمود الضبع، أمين عام الاحتفالية، "إن فكر العقاد يمثل خلفية مرجعية، ويكشف عن الأشياء الخفية"، مضيفاً أن هناك الكثير الذين لهم الفكر المتحرر من الحدود الزمنية مثل طه حسين والعقاد، وأن هناك دراسات توجه للفكر العالمى، وفكر العقاد ارتبط بالقضايا المصيرية المتعلق منها بالدين والوعى واكتشاف التراث".
وأكد الضبع أن الاحتفالية تأتى لكى تقف على ميراث الفكر للعقاد، وربط الماضى بالحاضر خارج حدود الوطن العربى، ورصد حضور مؤلفات العقاد فى العالم الخارجى مثل اليابان والصين وغيرها، وأن واقعنا المعاصر ملك للجميع على نحو ما تشهد البشرية الآن، وعلينا أن نكتشف تراثنا القريب والبعيد.