فاتن حمامة: عبد الناصر وطنى قاس.. والسادات طيب ومتفتح.. والفلوس أيام مبارك ماكنتش بتوصل للناس.. ومرسى سبب لى "اكتئابا".. رفضت برنامجا وإعلانا بمليون دولار لأن ذكرياتى تخصنى وأعيش عيشة كريمة

نقلا عن اليومى..
قال عنها عبدالناصر حين علم بأنها سافرت من مصر غاضبة أو خائفة أنها ثروة قومية لا يمكن التفريط فيها أو السماح بإهدارها، نعم ففاتن حمامة سيدة الشاشة العربية هى ثروة قومية مصرية، وهذه الثروة هى آمال، وفاطمة، وأبلة حكمت، ومئات من النساء فى امرأة واحدة، ومازالت الجميلة الرومانسية الراقية والأهم أنها الثروة القومية والفنية التى نملكها ويحسدنا عليها الكثيرون، «اليوم السابع» التقت سيدة الشاشة العربية وفتحت معها ملفات متعددة سياسية وفنية، جاء على رأسها تقييمها لحكام مصر الخمسة، حيث كشفت أبلة حكمت انتقادها لعصر عبدالناصر، وقسوته على المواطنين رغم وطنيته، وأكدت أن مصر لم تكن فقيرة فى عصر مبارك، لكن الفلوس «ماكنتش بتوصل للناس»، وإلى نص الحوار.

سألتها عشت فى عصر خمس رؤساء مختلفين بعيون الفنانة كيف تقيمين كل عصر فيهم؟
- ابتسمت وقالت لى: هكذا حنبدأ الحديث بالسياسة فقلت بل بعيون الفنانة وعقلها، فقالت «فى بداية حكم عبدالناصر كل مصر فرحت وأيدته وساعدته وتصورنا أن التغيير سيكون لصالح الجميع، ولكن بعد انفصال سوريا عن مصر حدث تغير كبير فى شخصية وحكم عبدالناصر، صار الحكم قاسيا وناس كتير اتظلمت، صحيح إن نظام عبدالناصر ماخدش منى حاجة لأنى كنت فنانة أعمل بأجر، ولا أملك شيئا يمكن تأميمه، لكنى كرهت الظلم لبعض الوطنيين، عبدالناصر كان رئيسا وطنيا وأمينا لم يسرق البلد، ولكن نظامه كان قاسيا فى فترات كثيرة.



وهنا قاطعتها مضطرة: «عبدالناصر قال إنك ثروة قومية ولابد أن تعودى لمصر حين تركتيها وسافرت لمدة أربع سنوات للخارج فكيف نظر لك بهذه الصورة وأنت هاربة من حكمه»؟
- فترد بنفس ابتسامتها التى لم تغيرها السنين «أنا لم أهرب من ناصر ولكن من رجاله فى ذلك الوقت، فقد كان مطلوبا منى تعاونا لا أقبله، وكنت مرعوبة، وفى نفس الوقت كنت على ثقة بأن عبدالناصر شخصياً لا يعرف ما يدور حوله فى مثل هذه الأمور، مما دفعنى للهرب خارج مصر، ولأن أولادى كانوا معى وصغار فقد مارست دور الأم كاملاً خلال السنوات الأربع التى قضيناها بالخارج، وكانت أصعب فترة عشتها فى حياتى لأن هزيمة 67 وقعت وأنا فى لند،ن وكنا كمصريين نعتبر بيوتنا مخبأ لنا، فما بين الحزن والشعور بالانكسار عشت كثيرا من سنوات الغربة».

وهل كان ذلك دافعاً للعودة لمصر بعد أربع سنوات من الغياب؟
- لا، عودتى لمصر كان لها حكاية، فقبل شهور من عودتى اتصل بى يوسف إدريس وقال لى مش كفاية سفر، وأكد لى أن أم كلثوم قالت له إنها ستساندنى ولن يقترب منى أحد، فقلت له وهل تملك أن تصدر قانونا بحرية السفر والتنقل، فقد كنا فى ذلك الوقت لا نستطيع السفر إلا بتصريح مسبق من السلطات، ومرت شهور إلى أن كنت أستقل سيارة تاكسى فالتقيت بسيدة مصرية لا أعرفها وعبرت لى عن مدى افتقاد الجمهور فى مصر لى، وكيف أننى وحشتهم، وكلمات إعجاب كثيرة، وكانت كلمات هذه السيدة وكأنها القشة التى قصمت ظهر البعير، وسبب عودتى دون قيد أو شرط، فعدت إلى بيتى ولملمت حقائبى، وكنت فى المطار بعد ساعات عائدة لمصر.

هذا عن زمن عبدالناصر.. فكيف ترى حكم السادات من بعده؟
- «السادات كان رجلا متفتحا وإنسانا طيبا ولكنه ذكى جدا، وللحق كنت أحبه وأحترمه، وفى عصره تغيرت معايير السياسة والفن أيضاً بالتبعية، لكن ظلت مصر تعانى من كثير من مشاكلها، ومشكلتها الأكبر الزيادة السكانية، وكان فيلمى أفواه وأرانب إشارة لأزمتنا الكبرى».

قاطعتها معتذرة فقلت: «لكن الزيادة السكانية فى بلدان أخرى مصدر قوة وليست ضعفا كالصين مثلاً»؟

- طبعا لو ارتبطت الزيادة السكانية بالعمل فالصينيون يعملون ليل نهار، ولكن فى مصر الزيادة السكانية يصاحبها الكسل، فكثير منا يريد الجلوس والراحة، وعايز الفلوس تيجى لحد عنده وتلك هى الأزمة.


كيف ترى فاتن حمامة عصر مبارك؟
- فى سنوات حكم مبارك الأولى كانت البلد تتطور وحركة العمران والعمل تزيد، وزادت الأموال ولكن المشكلة أنها كانت بتطلع لفوق بس، وإلى أن تصل للقاعدة الشعبية كانت شحيحة أو تكاد لا تصل، وربما يكون فيلم «يوم حلو يوم مر» الذى قدمته فى الثمانينيات هو الذى دفعنى لمواجهة واقع مصر الذى كنت أجهله، فحين عرضوا على سيناريو الفيلم وقرأته قلت لخيرى بشارة إيه المبالغة دى، مصر فيها فقر لكن مش كده قوى، فصحبنى إلى حى شبرا الذى كان موقع أحداث الفيلم، وكنت أعرف شبرا فى صغرى، وكان حيا جميلا نظيفا، فيه أغنياء وفقراء، ولكن ليس كما رأيته مع خيرى، فالفقر فيه كان مخيفاً، فرأيت خمس أسر تسكن فى شقة واحدة وحالهم عذاب، وبعد الزيارة وافقت على الفيلم، وأذكر أننا كنا نصور فى بيت الشقوق فيه كالبحر، لدرجة كنت خايفة البيت يقع علينا، وحين عُرض الفيلم كتب البعض أن الفيلم شديد القتامة ومبالغ فى تصوير حال فقراء مصر، فكنت أقول لهم يا ريت تيجوا معايا تشوفوا وأنتم تعرفوا.

وهكذا نصل للرئيس الرابع محمد مرسى وجماعة الإخوان، كيف رأيت عصره على قصر مدته؟

- كانت فترة صعبة سببت لى توترا وحزنا وقلقا زى كل المصريين، لكن الحمد لله انتهت، صحيح ما زلنا نعانى من تبعات هذا الحكم من إرهاب وغيره لكنى على ثقة من أننا سنتجاوز هذه المحنة كما تجاوزنا غيرها.

وأخيراً المستشار عدلى منصور الذى تسلمت منه تكريما منذ أيام ماذا قال لك أو قلت له وقت تكريمك؟
- عدلى منصور واضح أنه خلوق ومقدر للفن فقد إستمعت لكلمته التى ألقاها وأنا فى كواليس المسرح وكانت كلمة راقية تدل على رقى الرجل وكلامه عن عبدالوهاب خلانى عايزة أشيله على راسى، لكن المشكلة أنى ماقلتلوش ولا كلمة ولا سمعت منه كلمة، ولكن ابتسامته العريضة لى كانت تعنى الكثير، مواجهة الجماهير وناس كتير تسبب لى توترا فظيعا، ورغم أنى قضيت أغلب عمرى أمام الكاميرات لكن كانت داخل الأستوديو بجمهور قليل محدود لكن مواجهة ناس من فوق مسرح وكاميرات توترنى، وكنت عايزة اللحظة تمر بسرعة وأعود لبيتى.


من المفارقة أن يأتى تكريمك من الدولة فى ذكرى ميلاد عبدالوهاب أول من وقفت أمامه ممثلة وأنت طفلة فى فيلم يوم سعيد، فما هى ذكرياتك عنه وعن علاقتك به؟
- لو عرف الناس عبدالوهاب الإنسان لأحبوه بنفس حبهم للفنان وربما أكثر، كان شخصية رائعة ذكية خفيفة الظل واسع المعرفة، عبدالوهاب كان مدرسة فى الفن والحياة، طبعا حين كنت صغيرة وأنا أعمل معه، لم أكن أعرف قيمته، وكنت قليلة الأدب معاه، فمرة طلبت من المخرج يمشيه من البلاتوه لأنه بيتكلم أثناء التصوير، ولكن بعد أن كبرت صرنا أصدقاء حتى آخر عمره، وكانت نهلة القدسى زوجته صديقتى، وقضيت فى بيته أروع سهرات كانت تغمرنى فنا وثقافة.

يتصور الناس سهرات الفنانين دائما كلها هزار وفرفشة بينما تقولين أنك تعلمت فى سهرات عبدالوهاب، فهل ثقافتك كانت نتاج صالونات أدبية وفنية؟
- بالتأكيد فجزء كبير من ثقافتى يعود لسهرات أسبوعية فى بيت أحمد بهاء الدين مثلاً، فكانت تجمع مصطفى وعلى أمين، ويوسف إدريس، وعشرات من المثقفين والفنانين، نتحدث فيها عن أحدث الإصدارات الأدبية والأفكار الجديدة، ورأيهم فى الأفلام المعروضة، وفى أحيان كثيرة كنت أجلس طوال الليل أستمع وأتعلم ولا أنطق بكلمة.

كنت كما يقال مصدر سلطة فى الصحافة، فقد كان كبار الصحفيين مثل مصطفى وعلى أمين يحموك فماذا تمثل لك الصحافة زمان ودلوقت؟
- لم أكن يوما ما مصدر سلطة لكن بعض الصحفيين كانوا يحبوننى ويحترمون عملى، فمثلا مصطفى وعلى أمين كان لا يمكن خبر ينزل فى صحيفتهم عنى إلا بعد المرور عليهم كنوع من الرعاية والثقة ليس إلا، وكان هذا يشرفنى، لكن لا يعنى أنى كنت مصدر سلطة على الصحافة، فكان فيها من يقدرنى، وآخرون يهاجموننى أحياناً، لأنهم يفضلون ممثلة أخرى مثلاً عنى، ولكن بالتأكيد دائماً الصحافة جزء مهم فى حياة الفنان ومسيرته، وكنت دائماً أعمل حسابها، وبالتالى فكنت دائماً ومازلت أقرأ أغلب الصحف، لكن الصحافة الآن أعيب عليها قَصْر اهتمامها على السياسة فقط، وهذا منذ سنوات حتى قبل الثورة، فالاهتمام بالفن والثقافة وشؤون أخرى فيها مقصور جداً مقارنة بالسياسة، وهو عيب كبير لأن الحياة تجمع مختلف النشاطات، فإن لم تكن الصحافة معبرة عنها كانت ناقصة.



كرمك أغلب الرؤساء والملوك العرب على مدى مسيرتك الفنية فهل ترين أن علاقة الفنان بالحكام يجب أن تكون علاقة ود، أم أن الفنان يجب أن يكون معارضاً دائماً للسلطة ومخاصماً لها؟
- دائماً كانت علاقتى بالحكام علاقة محبة، كرمنى عبدالناصر والسادات، ولكن مبارك لم يكرمنى، فقد التقيته عدة مرات ولكن مثل آخرين دون تمييز، كرمنى رفيق الحريرى وأميل لحود فى لبنان، والملك الحسن رحمه الله، وابنه الملك محمد السادس فى المغرب، والملك حسين فى الأردن، وكثير آخرون فى العالم، كان كل حاكم أو رئيس يكرمنى يكرم الفن من خلالى، فقد كانوا يقدرون عملى ومهنتى، وتلك هى حدود العلاقة التى أتصورها بين أى فنان وحاكم، ولكن درع وقوة الفنان لا يمكن أن تأتى من حاكم ولكنها تأتى من الجماهير التى تتابعه وتصدقه، لذا فالجمهور عند الفنان هو السيد وليس الحاكم بأى صورة.

أغلب مسيرتك الفنية كانت خلال زمن يقال عنه زمن الفن الجميل الراقى بلا إسفاف ولا تعبيرات أو إشارات متجاوزة، ولكن فيلم «الخيط الرفيع» يتهمه البعض بأنه كان بداية التجاوز فى الألفاظ فى السينما، فحين تسب فاتن حمامة وتقول ابن الكلب فكأنها أعطت إشارة للجميع بالتجاوز فماذا تقولى عن هذا الاتهام؟
- تنظر إلىّ فاتن حمامة معاتبة ضاحكة وتقول حرام عليكى الألفاظ والإيحاءات الآن فى السينما وحتى وسائل الإعلام لا ينطبق عليها لفظ التجاوز، لقد صارت لغة الخطاب فجة وقبيحة، وده أنا ضده تماماً، لكن فى الخيط الرفيع حين قلت ابن الكلب كان موقفا لامرأة صدمها رجل صدمة العمر، فهل بعد كل ما فعل مطلوب منها تقول عليه إيه، دى ابن الكلب دى كانت أقل كلمة تقال، ثم إن مش فاتن حمامة هى اللى شتمت دى شخصية إحسان عبدالقدوس وقلمه، وبعدين يا ريتهم وقفوا عند شتيمة ابن الكلب، فما أراه الآن وأسمعه على شاشات التلفزيون وفى الأفلام تجاوز هذا السباب، وأنا كل خوفى على الأطفال الذين يمتصون هذه الأخلاقيات وتكبر معهم وتزيد.


تتحدثين عن الإعلام والتلفزيون وتجاوزه أيضاً، فما هو رأيك فى البرامج الليلية وأى منها تتابعيه؟
- طبعاً أتابع الإعلام، وكما قلت لك يثيرنى جداً التجاوز الأخلاقى، ومنذ ثلاث سنوات أتابع الأخبار، وقد أتى على وقت كنت فيه لا أنام إلا دقائق قليلة، وأصحو مفزوعة أتابع ما يحدث، وقد تعبت صحتى جداً لهذا السبب، وكنت متوترة بشكل دائم ككل المصريين، لكن بناء على نصيحة زوجى وهو طبيب منعت نفسى من مشاهدة التلفزيون ليلاً، ومنذ ذلك الوقت صرت أنام بشكل أفضل، ولكن ملاحظتى أن كثيرا من المذيعات النساء ظهرن فى هذه الفترة وكثير منهن جيدات فعلاً أكثر من الرجال المذيعين، وعموماً المرأة كانت من أقوى عناصر مصر منذ الثورة ليس فى الإعلام فقط.

بمناسبة أنك ذكرت أنك لا تنامين، فيلمك «لا أنام» قدمت فيه الشخصية الشريرة الوحيدة على مدى تاريخك الفنى، وكان فيلم رائعا وعلامة لا تنسى، ولم تكررى التجربة.. حدثينا عنها؟
- هذا فيلم أحبه، وكان تحديا لى كممثلة ارتبطت لدى الجمهور بالطيبة والضعف، أحياناً أردت بقبولى الدور أن أقول أنا أستطيع أن أمثل كل النوعيات، ولكن أذكر أن الجمهور فى دور العرض فى ذلك الوقت كان يصرخ ويقول مش فاتن حمامة اللى تعمل كده، كانت مخاطرة أحببتها فى وقتها، لكن الجمهور زعل منى، لكن الآن أنا لا أنام ليس لأنى شريرة ولكن لأن هناك أشرارا يريدون النيل من مصر، ويتآمرون عليها، وهذا أمر مختلف تماماً.

هل تشاهدين أفلامك حين تُعرض فى التلفزيون أم أنك من الفنانين الذين لا يحبون متابعة أعمالهم؟
- لا أستمتع وأنا أشاهد أفلامى، لأنى أقوم بدور الناقد اللاذع، وأظل أقول ليه ماعملتش كده، وليه عملت كده، وبالتالى أفضل ألا أشاهدها، وإذا تابعتها فكل ما أنظر إليه الفساتين التى كنت أرتديها وأتذكر ألوانها.

هل تتابعين المسلسلات التلفزيونية وأى منها أعجبك مؤخراً؟
- أتابع بعضها، وقد تطورت الدراما التلفزيونية جداً، ولكن توقفت أمام عمل واحد هو مسلسل ذات، فالمخرجة كاملة أبوذكرى، وكاتبة المسلسل مريم ناعوم، قدمتا عملا فنيا رائعا أعتبرها قطعة فنية وليس مسلسلا، للحق استمتعت به جداً، وأرى المخرجة والكاتبة موهبة عظيمة.



كانت آخر أعمالك الدرامية وجه القمر، هل لو عرضت عليك كاملة أبوذكرى العمل معها تقبلين رغم رفضك لأغلب الأعمال التى تُعرض عليك؟
- بالتأكيد أقبل، فالعمل مع مخرجة بهذا الحجم رغم أنها شابة صغيرة سيكون مختلفا وعظيما.

أعلم أنك تلقيت عرضا بمليون دولار لتقبلى الظهور تلفزيونياً فى برنامج تحكى مذكراتك ورفضت مبلغا كبيرا كان يستحق التفكير وصعب رفضه، فلماذا رفضت؟
- نعم هو مبلغ كبير جداً وأى حد يسمعه طبعاً عقله لازم يلف، لكن أنا رفضته مرتين، مرة لبرنامج تلفزيونى، ومرة من شركة لإعلان، أولاً لأن حياتى لا أحب أن أجعلها سيرة أحكيها، فما الذى يهم الناس فى أن أحكى عن ذكرياتى الخاصة وعن عائلتى، الذكريات تخص أصحابها وليس الناس، أما موضوع الإعلان فلم أتصور أن تقدم فاتن حمامة إعلانات فى التلفزيون حتى لو كان الثمن مليون دولار، ثم هناك سبب أهم، ماذا سأفعل بمليون دولار أو جنيه، أنا أعيش عيشة كريمة، فهل سآكل أكثر مما آكل، وهل سأرتدى ملابس فوق بعضها أكثر مما أرتدى، لم تكن الفلوس همى وأنا صغيرة، فلن تكون همى وأنا كبيرة.



فى فيلم «امبراطورية ميم» قمت بدور الأم، وكانت دولت أبيض هى الجدة التى لا يعجبها أسلوب تربية أحفادها، والآن أنت فى الحياة الجدة، فماذا عن أحفادك وعلاقتك بهم؟
- أسلوب الحياة اختلف النهاردة، الجد أو الجدة لا يستطيعا فتح فمهم والتدخل، ثم أنا أحب أن أكون جدة لطيفة جداً لأنى لا أتدخل فى تربية الأحفاد، التربية مسؤولية الأم والأب، هم فقط يحبوننى، ثم إن دور الجدة التى تتدخل عادة ما يكون من نصيب الجدة الفاضية، وأنا لدى الكثير من المهام يعنى مش فاضية.

ظهرت لك صور قليلة تشاركين فى الاستفتاء الأخير على الدستور، فهل شاركتى فى كل الاستحقاقات الانتخابية الماضية؟

- لا فقط شاركت فى الاستفتاء الأول يوم 19 مارس أثناء حكم المجلس العسكرى، وحزنت جداً حين تحولت المعركة بين نعم ولا لمعركة كاذبة على الدين، ولم أشارك بعدها فى أى استفتاء أو انتخاب، ولكن بعد ثورة 30 يونيو طبعا كان لابد أن أشارك، وعلى كل مصرى واجب، فقد اجتمعت كل سيدات المنطقة التى أسكنها وذهبنا لصناديق الاستفتاء، كنا فى كابوس، وكنت سعيدة جداً برد فعل النساء القوى فى هذا الاستحقاق.

هل سيدة الشاشة العربية متفائلة أم متشائمة حول مستقبل مصر؟

- مثلى مثل كل المصريين، ساعة متفائلة وساعة متشائمة، فأنا كل لحظة فى حال، حسب الخبر الذى أسمعه، ولكنى خائفة لأننا لا نواجه فقط جماعة الإخوان ولكننا نواجه دولا كثيرة تقف ضدنا، ومصر لو حصل لها مكروه كل العرب سيتأثرون، أنظر لبلاد حولنا مثل ليبيا والسودان واليمن وسوريا، وأتساءل ستخرج أجيال صغيرة مخربة، ولكنى أعود وأتمنى أن نجتاز هذه المحنة فنحن نستحق حياة أفضل.