اقتناء الأشياء الملحة والاحتفاظ بها، قد يبدو شيئاً جميلاً ورائعاً فى حينه، ولكنه بمرور الوقت يزول بتحقق ذلك الشىء، الذى نريده، وكثيراً منا يمر بهذه التجربة ويتوقف كل شىء على ما نسعى إليه من أشياء مادية، مع اعتقادنا أن ذلك يشعرنا بالسعادة، ولكننا بمرور الوقت نكتشف أنها سعادة وقتية.
السؤال هل امتلاك الأشياء والاحتفاظ بها، وما نسعى إليه من تحقق الرغبة الملحة بداخلنا وهى حب الامتلاك، أن ذلك سوف يجعلنا نشعر بتقدير الذات واحترام من حولنا لنا، ونشعر بالزهو بالتحدث عن ممتلكاتنا أمام الجميع؟
كونك تسعى إلى الرقى والتحضر واحترام الناس لك وتقدير الذات شىء رائع، ولكن لا يكون بهذه الطريقة محدودة الأفق بأفكار عفا عليها الزمن، ولكن هناك طرقا أخرى من خلالها نجدد حياتنا وأسلوب تفكيرنا ونستشعر بها السعادة الحقيقية.
وقد يحدث بين فترة وأخرى أن نسعى إلى تغيير أثاث البيت، فنتخلص من الأثاث القديم ويحل محله جديد، فنحدث شىء من التغيير الضرورى، داخل بيوتنا، كذلك الأفكار لابد من فتح عقولنا لاستقبال رؤى وآراء وأفكار جديدة، مختلفة نخرج بها من متاهة الضيق والتوتر إلى آفاق جديدة بفكر متغير قادر على استيعاب الواقع الذى نعيشه والخروج من نطاق الأفكار القديمة التى وقفنا بها عند زمن معين، مع عدم المساس بثوابت الأشياء حتى لا نفقد توازنا الفكرى فيما بعد.
يقول ويليام جايمس: «إن الذين تعتمد حياتهم على ما يمتلكونه هم أقل شعوراً بالحرية من أولئك الذين تعتمد حياتهم على ما يفعلونه أو ما هم عليه».لذلك اقتناء أو امتلاك الشىء ليس متعة فى حد ذاته، ولكنه محاولة لملء فراغ بعينه، متجاهلين طرق الارتقاء بأرواحنا وعقولنا وأسلوب تفكيرنا، فنظل فى حلقة مفرغة.
فقط اقتناء الشىء قد يجعلك تبدو بمظهر طيب، ولكن ينقصك الكثير والكثير لمعرفة حقيقة جوهرك واكتشاف ذاتك.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة