سامح جويدة

الحلم المفقود وعربية الفول

الإثنين، 24 مارس 2014 07:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس من الصعب أن تضحى للوصول إلى أحلامك، ولكن الصعب أن تجد هذه الأحلام التى تستحق التضحية. فحينما تشعر بقيمة الحلم يتضاءل الإحساس بالتضحيات مهما كانت عظيمة. ونحن شعب بائس لأننا فقدنا القدرة على الأحلام. تصور شعب بهذا الحجم وهذا التاريخ لا يمتلك حلماً واحدا أو هدفاً واضحاً أو حتى خريطة كروكى ترسم له أين يذهب هذا المساء. صحيح أن الدولة والمسؤولين من قديم الأزل يطالبوننا بالمزيد من التضحيات والتقشف للوصول إلى أهداف نبيلة، ولكن لا أحد منا يعرف (نبيلة مين؟) فلسنوات طويلة كان الوزراء ينصحوننا بالترشيد فى الغذاء والسكن والاستهلاك، وهم يعيشون السفه فى قصورهم ومنتجعاتهم المنيعة، ويذلوننا بدعم وقود السيارة الرمسيس و128 ويتنقلون فى مواكب وأساطيل سيارات وطائرات بالملايين. ويتحدثون عن ترشيد الإنفاق والمصروفات ومرتب أحدهم فى شهر يكفى لإعالة قرية فقيرة. وكل ذلك على حساب الضرائب والجمارك والرسوم التى يجمعونها من المساكين ويتركونها ديونا معدومة لأصحاب المليارات المقربين. تاريخ أسود بيننا وبين رجال الدولة بداية برئيس الجمعية التعاونية، وانتهاءً برئيس الجمهورية. لذلك مهما نزل المسؤولون الآن إلى الشوارع، وزاروا وجالوا وركبوا الأتوبيس الأحمر مع المتزاحمين أو ركبوا الحمير مع الفلاحين، فلن يتأثر المواطنون أو يتحفزوا لزيادة العطاء والإنتاج، أو يتشجعوا على ربط الحزام أو ربط الفساد. إذا أردتم أن يتغير الناس، يجب أن تمنحوهم حلما وهدفا بدلاً من السعى الدائم لملاحقة الكوارث وحل الأزمات. فالناس تفقد ثقتها بالدولة حينما تفقد الدولة أحلامها وتعجز عن الوصول إلى أهدافها. ومن كثرة إخفاقنا فى الوصول إلى الأحلام تضاءلت حتى اختفت من حياتنا. فنحن لا نمتلك حلما فى التعليم أو الصحة أو المرافق أو الإسكان أو التعمير أو حتى المرور أو نظافة الشوارع. نتعامل مع اليوم بيومه وكأن إدارة الدولة لا تختلف عن إدارة (عربية فول). لذلك نصيحتى المتواضعة للرئيس القادم أن يساعد هذا الشعب على أن يحلم وأن يكون هناك خطة استراتيجية لكل مجال يشارك فيه الخبراء والمتخصصون وأن تعلن بكل وضوح للشعب وأن يكون لها خريطة زمنية واضحة لا تتأثر بوجود حكومة أو إقالة وزير. بل يشبه القطار الذى لا يتغير مساره إلى أن يصل إلى أهدافه. وعلى الرئيس أن يتحمل مسؤولية تنفيذ هذه الأحلام وعلينا أن نضحى ونتقشف طالما نحن على يقين بأن المستقبل أفضل. على أن يكون لنا الحق فى أن نحاسب الرئيس إذا أخفق حتى لو انتهت مدته الرئاسية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة