صدر "مركز الحق للديمقراطية وحقوق الإنسان"، اليوم الاثنين، تقريره السنوى حول وضعية حرية الرأى والتعبير فى مصر، خلال عام 2013، تحت عنوان "ظلال قاتمة على حرية الرأى والتعبير فى مصر".
وقد انتهى التقرير لجملة من الملاحظات، والتى تمثلت فى الآتى:
أولا: مؤشرات حرية الرأى والتعبير 2013م.
1.تراجعت حرية الرأى والتعبير فى مصر عام 2013م بمقدار (-27.6) نقطة مقارنه بمعدلات عام 2012 م، حيث رصد الباحثون وفرق العمل عدد 352 انتهاكًا لحرية الرأى والتعبير فى مصر، وهو رقم ضخم للغاية مقارنه بحجم الانتهاكات، التى تم رصدها فى العام الماضى من قبل بعض المنظمات الحقوقية المصرية والتى بلغت 172 انتهاكًا.
ويتضح معدلات التصاعد السلبى للانتهاكات فى العديد من الجوانب الخاصة بحرية الرأى والتعبير فى 2013م مقارنه بعام 2012م، ولعل أبرز تلك المعدلات وأكثرها هو انتهاك الحق فى سلامه الجسد، والتى تمثلت فى حالات الاعتداءات البدنية بالضرب والإصابات وكذلك معدلات انتهاك الحق فى الحياة، فيما ارتفعت النقاط الإيجابية فى عدد القضايا، التى تم التحقيق فيها أمام النيابة العامة أو الإحالة للمحاكمة.
2. شهد مؤشر حرية الرأى والتعبير تراجعًا حادًا فى العديد من المحاور والقضايا فى عام 2013م. حيث شهد 2013م تزايدًا ملحوظًا فى معدل الانتهاكات، وهو الأمر الذى ظهر بوضوح من خلال المؤشرات الخاصة بحرية الرأى والتعبير، والتى جاءت بأرقام سلبية عديدة، فعلى سبيل المثال أظهر المؤشر أن حالات الاعتداء بالضرب ضد الصحفيين سجلت انخفاضًا شديدًا بلغ (- 31.15) نقطة، فيما جاءت حالات القبض والاحتجاز لتحتل الترتيب الثانى من حيث معدلات الانخفاض بإجمالى -6.9 نقطة، فى حين أن التعدى على الصحفيين وإصاباتهم جاء ثالثًا بقيمة -6.7 نقطة، فى حين أن المؤشرات الإيجابية كانت فيما يخص إحالة الصحفيين للمحاكمة والتحقيق معهم أمام النيابة العامة بقيمة + 8.8 نقطة، بينما سجلت قضايا التحقيق الإدارى والتحقيق أمام المحاكم العسكرية، لتسجل انخفاضًا فى معدل حالات الانتهاك، حيث جاء المؤشر إيجابيًا بقيمة +5.5 نقطة.
3. شهد عام 2013 سقوط 5 شهداء للصحفيين أثناء تأديتهم لعملهم، إضافة إلى 2 من الصحفيين لقوا حتفهم أثناء مشاركتهم فى تفاعلات سياسية، ليعبر المؤشر عن ارتفاع لحالات الانتهاك بقيمة (- 0.7) نقطة سلبية، حيث شكلت علميات قتل الصحفيين 2% من إجمالى الانتهاكات التى تم رصدها، فى حين أن عام 2012 م شهد سقوط شهيد واحد وهو الصحفى الحسينى أبو ضيف، والذى تم قنصه أمام قصر الاتحادية فى نهاية عام 2012م .
4. جاءت حالات الضرب لتسجل أعلى الانتهاكات التى تم رصدها مقارنه بعام 2012، حيث شهدت تحركًا سلبيًا بقيمة 31.5 نقطة، وهو المعدل السلبى الأعلى بين كافة الانتهاكات التى تم رصدها .
5. انخفضت معدلات الاستدعاء للتحقيق أمام النيابة أو المحكمة للصحفيين، لتسجل أعلى معدل إيجابى لمؤشر حرية الرأى والتعبير 2013م، حيث بلغت حالات 2012م 76 حالة، بينما انخفض هذا الرقم إلى 21 حاله خلال عام 2013 م، وهو ما يعنى صعود إيجابى بنسبة 8.8 نقطة .
ثانيا: 1. 64 % من الانتهاكات التى تم رصدها وقعت فى عهد الحكومة الانتقالية مقابل 36% فى عهد مرسى، حيث قال التقرى، إن عام 2013 شهد تغيرات جذرية فى النظام الحاكم فى مصر، فقد بدأ العام فى ظل نظام برئاسة محمد مرسى وحكم عبر حكومة تنتمى لجماعة الإخوان المسلمين، وفى منتصف العام تقريبًا تبدلت الأوضاع كليا فتم الإطاحة بمحمد مرسى فى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013م، وتسلم المستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية المصري( أعلى سلطة قضائية فى مصر) مقاليد البلاد وتم تعطيل العمل بأحكام الدستور، وإصدار إعلان دستورى مؤقت وتشكيل حكومة انتقالية لإدارة أمور البلاد، لحين إجراء انتخابات رئاسية جديدة، وكانت الفترة من أول يناير وحتى يونيو 2013م، قد شهدت جملة من الانتهاكات بلغ عددها 125 انتهاكًا بواقع 36% من إجمالى الانتهاكات التى تم رصدها خلال عام 2013م، فى الفترة من يوليو حتى ديسمبر 2013م، وشهدت تلك المرحلة اضطرابات سياسية شديدة وشهد الشارع المصرى خلالها اعمال عنف غير مسبوقة، فقد بلغت الانتهاكات التى تم رصدها خلالها 227 انتهاكًا بإجمالى 64% من إجمالى الانتهاكات التى تم رصدها .
وأضاف أن عام 2013م سجل ارتفاعًا ملحوظًا فى حالات الاعتداء بالضرب على الصحفيين واستهدافهم من كافة التيارات السياسية المتصارعة فى مصر، وبات مشهد الاعتداء على الصحفيين والمصورين وسيارات البث الخاصة بالقنوات الفضائية أو التليفزيون الرسمى، هو المشهد الثابت فى كل الفعاليات السياسية التى شهدتها مصر خلال عام 2013م، والذى سجل 191 واقعة اعتداء بالضرب على الصحفيين لتأتى فى المركز الأول بنسبة 54% من كافة الانتهاكات، التى تم رصدها عام 2013م، ثم جاءت من الانتهاكات التى تم رصدها عمليات القبض والاحتجاز لتشكل 18% من إجمالى الانتهاكات التى تم رصدها
ورصد التقرير تعرض عدد 46 صحفيًا لإصابات بالغة، وهو ما شكل 13% من إجمالى الانتهاكات التى تم رصها خلال عام 2013م وجاء شهر أغسطس فى مقدمة الأشهر التى شهدت أكبر معدلات للانتهاكات التى تم رصدها، بسبب أن شهر أغسطس قد شهد عملية فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة، وهو الأمر الذى صاحبة جملة من الاعتداءات التى وقعت على الصحفيين خاصة حالات القتل والإصابات بالرصاص الحى والخرطوش، حيث استحوذ شهر أغسطس بمفردة على 20% من إجمالى الانتهاكات التى تم رصدها، فيما حل شهر نوفمبر ثانيًا بنسبة بلغت % من الانتهاكات، فيما حل شرى مارس وديسمبر فى المرتبة الثالثة بنسبة 12% لكل منهما.