حل الدكتور أيمن الصياد، الكاتب الصحفى، والمستشار السابق لرئيس الجمهورية، ضيفاً على "هانج أوت اليوم السابع"، وذلك الحلقة الثانية من حلقات "الطريق إلى الرئاسة"، والتى يتم خلالها استضافة عدد من المرشحين الرئاسيين، وكبار الشخصيات السياسية، المتصلة بالأنظمة السياسية المتعاقبة فى مصر.
فى البداية أكد الصياد، أن تغيير الرؤساء ليس هو المعنى الحقيقى لتغيير النظام، معتبراً أن تقييم أى رئيس سيقوم على مدى نجاحه فى تحقيق مطالب الشعب فى 25 يناير.
وفى تعريفه لوظيفة المستشار، أوضح الصياد، أن المستشار صاحب رأى، ولا قيمة لرأيه إذا لم يكن مستقلا، وعلى المسئول أن يحرص على حرية رأى مستشاريه ليمكنه الاستفادة من آرائهم، موضحاً أنه حرص منذ اليوم الأول أن ما يقوله داخل القصر متطابقاً مع ما يقوله خارجه، سواء فى أحاديثه التلفزيونية أو مقالاته الأسبوعية أو على تويتر، مذكرا بأنه حذر الرئيس منذ اليوم الأول من "أن البلد تسير فى طريق الاستقطاب".
وقال الصياد، إن "تغيير النظام أوسع بكثير من مجرد تغيير رئيس الجمهورية"، مشيراً إلى أن الثورات تعنى تغيير النظام وليس تغيير الرئيس.
ومتحفظا على ما وصفه بغياب المهنية عن أداء الكثير من وسائل الإعلام المصرية، قال الصياد، "إن الإعلام يمكن أن يكون مثل الدبة التى تقتل صاحبها، وأن يؤدى إلى نتائج غير التى يسعى إليها القائمون عليه"، مشيراً إلى أن بعض من أيدوا ٣٠ يونيو انفضوا عنها بسبب فجاجة ما يرونه على شاشات التلفزيون.
ومحذرا من "الشخصنة"، أكد المستشار السابق لرئيس الجمهورية، على ضرورة أن تكون مواقفنا من القرارات والسياسات وليست من الأشخاص، فلا تأييد مطلق، ولا معارضة على طول الخط، مذكرا بالقول المأثور: "كلٌ يؤخذ منه ويُرَد...".
وقال الصياد، إن "إصلاح النظام القضائى يعنى استقلاله التام عن السلطة التنفيذية"، مستغربا خروج الإخوان بمظاهرات ضد أحمد مكى وزير العدل لأنه ترك القضاة يحكمون بما يرونه ولم يتدخل فى أحكامهم".
وتابع الصياد قائلاً، "هناك من يعتقد أن من يأتى إلى القصر بانتخابات حرة مباشرة يأخذ حصانة مطلقة وهذا غير صحيح"، فمن يعط الشرعية يملك أن يسحبها، فالأمريكيون أخرجوا ريتشارد نيكسون من البيت الأبيض بعد انتخابه بأسابيع لأنهم لم يقبلوا ما تبين من أنه طلب من الأجهزة الأمنية التنصت على الحزب المعارض، مشيراً إلى أنه إذا لم ينتبه الرئيس القادم إلى ما أخرج الناس فى 25 يناير و30 يونيو سيخرج الناس مرة أخرى، فالمقدمات الواحدة تأتى بالنتائج ذاتها.
مؤكداً أن لكل مواطن تنطبق عليه شروط الرئيس حق الترشح، أوضح الصياد، أنه من الناحية القانونية البحتة فحتى الآن لا تنطبق شروط الترشح للانتخابات على المشير عبد الفتاح السيسى لصفته العسكرية الحالية، كما أنه لم يترشح رسميا بعد، بل ولم يفتح باب الترشح حتى الآن، مشيراً إلى أن الإجابة عما إذا كان هناك تغيير فى حالة ترشحه، فيجب أن نقول إن ذلك يتعلق بمدى استجابته لمطالب الشعب فى الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وردا على سؤال هل أنت متفائل؟ أجاب "استبشروا بالخير تجدوه".
وإجابة على سؤال هل توافق على أن يكون هناك من يعترض على السيسى، أكد الصياد على أن لكل إنسان الحق فى أن يكون له رأيه، فكما كان للناس الحق فى الاعتراض على مرسى فلهم نفس الحق مع غيره.
وأشار الصياد، إلى أننا فى عصر جديد الشارع فيه هو الذى يحكم، وليس القصر، والشعب هو الذى يقرر فى نهاية المطاف، معتبراً أنه لا سبيل آخر لأن يجيد المصريون الديمقراطية إلا عند ممارستها، متمنياً السماح لهم بممارسة الديمقراطية.
وتابع قائلاً، "الميدان شهد خلال 18 يوم اجتماع كل الآراء فكانت مصر الحقيقية هناك، وفى 11 فبراير 2011 كان هناك أقباط يرددون الدعاء خلف الشيخ محمد جبريل".
وعن رأيه فى التسريبات التى تخرج بها بعض وسائل الإعلام، قال الصياد، إن "كل الأديان والدستور والقانون تؤثم التلصص على الحياة الشخصية للناس".
وأوضح الصياد، أن المطلوب من الرئيس الجديد، أن يدرك ما لم يدركه مرسى وما لم يقبله الإخوان، وهو أن مهمة أى رئيس يأتى بعد ثورة أو حركة تغيير هى فى حقيقتها مهمة انتقالية، دورها الأول هو الانتقال بالبلد من نظام رفضه الناس إلى نظام جديد كانوا يبحثون عنه، أما المطلوب من الناس فهو أن يدركوا حقيقة أنهم أصحاب القرار النهائى وأنهم هم من يحكمون وليس من فى القصر.
وأبدى الصياد تخوفه من الاستقطاب الحاصل، معتبرا أنه "لا يمكن لشعب منقسم أن يصل إلى نتيجة طيبة ولا يمكن فى هذه الأجواء تصور وجود عمل وغد ومستقبل حقيقى".
وطالب الصياد المصريين، أن يفتحوا كتب الثورات، وأن يعلموا أنه لم يحدث لنظام جديد أن نجح إلا باستيفاء تدابير الانتقال الديمقراطى الحقيقى، والتى يطلق عليها تدابير "العدالة الانتقالية".
واختتم حواره قائلاً، "لابد من تعلم الديمقراطية وإلا سنظل فى مصاف الدول الفاشلة، والحرية والديمقراطية هى الطريق الأول نحو القوة".
أيمن الصياد فى هانج أوت "اليوم السابع": الديمقراطية الحقيقية هى من تصنع الدولة القوية.. ونحن فى عصر يحكم فيه الشارع لا القصر.. وبعض من أيدوا ٣٠ يونيو انفضوا عنها بسبب الإعلام
الإثنين، 24 مارس 2014 07:11 م