فى دراسة عن الإقليمى للدراسات الاستراتيجية

وسائل الاتصال الحديثة أدت لانتشار "السخرية السياسية"

الأحد، 23 مارس 2014 06:26 م
وسائل الاتصال الحديثة أدت لانتشار "السخرية السياسية" أرشيفية
كتب مصطفى النجار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتبر المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة (السخرية السياسية) إحدى الأدوات التى تستخدمها المجتمعات فى نقد الواقع والتعامل مع مشكلاته وكشف الممارسات السلبية، وجذب الانتباه إليها بهدف الإصلاح السياسى والاجتماعى، كما أنها تعبر عن المسكوت عنه فى عقول المواطنين، وتكشف اتجاهات الغضب لديهم إزاء القضايا محل الاهتمام المجتمعى، وتهدف إلى فهم التوجهات السياسية السائدة بصورة مكثفة مختزلة فى جهة، وبصورة مفصلة دقيقة معمقة فى جهة أخرى تكون محلا للنقد السياسى الساخر، وغالبًا ما تزدهر كنوع من التعويض عن غياب الحريات ووسائل التعبير الحقيقية.

وأشارت دراسة أعدها برنامج الدراسات المصرية بالمركز إلى نماذج متنوعة من السخرية السياسية، منها: النكتة السياسية، والبرامج الساخرة التى انتشرت مؤخرًا فى بعض الفضائيات، ومن أبرزها برنامج "البرنامج" الذى يقدمه الإعلامى "باسم يوسف"، والذى يقدم نموذجًا جديدًا وجذابًا للنقد السياسى غير المألوف، ويشير إلى درجة عالية من النضج فى ممارسة حرية التعبير، برغم حالة الجدل حول استخدامه بعض المفردات التى ربما تخالف الذوق المصرى العام، وكذلك رسوم الكاريكاتير فى الصحف والمجلات، والمواقع الساخرة التى انتشرت على الفيس بوك وتويتر، وأضحى لها جمهورها المستهدف الذى يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى.

ورصدت الدراسة التى حملت عنوان "السخرية السياسية.. آلية فعالة للاحتجاج السلمى فى مصر" العوامل التى أدت إلى انتشار السخرية السياسية فى مصر ومنها: المزاج الثورى، حيث تعد الثورات من البيئات الحاضنة لانتشار السخرية السياسية بشكل عام، لا سيما إذا كانت ثورة بيضاء تسعى للتغيير بالوسائل السلمية، حيث وصفت بعض الكتابات ثورة 25 يناير بالثورة الضاحكة، وبالمثل تزايدت السخرية السياسية إبان ثورة 30 يونيو عندما رفع الثوار فى الميادين لافتات ساخرة منها مثلا "نحمل الإرهاب لمصر"، ولا شك أن هذه السخرية السياسية بقدر عمقها بقدر ما كانت تعبيرًا عن ضغوط مارسها الميدان لتحقيق هدفه الأساسى فى إسقاط النظام القائم.

كما أشارت الدراسة إلى أن تعدد الفترات الانتقالية، التى وصلت حتى الآن إلى ثلاث فترات انتقالية أدت إلى انتشار السخرية السياسية لا سيما أن الرئيس السابق محمد مرسى كانت له نوادره السياسية التى جاءت ليس فقط فى مضمون خطاباته خلال المناسبات المختلفة، وإنما أيضًا لامست جوهر سياساته، كان أبرزها اللقاء المعلن على الهواء مباشرة لمناقشة تداعيات سد النهضة على الأمن المائى المصرى، وهو ما أدى إلى انفجار موجة من السخرية السياسية على هذا الواقع المتردى الذى كشف عن ضحالة الأفكار التى طُرحت، وأزمة النخبة السياسية التى تشكلت فى هذه الفترة، وفشلها فى تقديم بدائل مناسبة.

كذلك طبيعة الشخصية المصرية، حيث اشتهر المصريون على مر التاريخ بإطلاقهم النكات فى أصعب الأوقات، بهدف معالجة سلبيات الواقع، أو ربما للضغط على السلطة الحاكمة لتحقيق التغيير المنشود. وكلما تم تجاهل هذه السلبيات عادت السخرية لتكون لاذعهً أكثر مما سبق. وهو الأمر الذى دعا جمال عبد الناصر إلى مناشدة المصريين للتوقف عن السخرية فى أحد خطاباته بعد نكسة 5 يونيو 1967.

وأخيرا اعتبرت الدراسة انتشار وسائل التواصل الحديثة (الفيس بوك، تويتر، إلخ) واحدًا من الأسباب التى مكنت الكثير من الشباب وقطاعات عريضة من المجتمع من التعبير عن وجهات النظر بصورة ساخرة، وخاصة فى ظل تراجع الدور الحزبى فى المجتمع المصرى من حيث إعطاء المجال للشباب للتعبير عن وجهات نظرهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة