تنعقد القمة العربية فى الكويت فى ظل توقيت صعب وظروف معقدة، فحتى كتلة «الخليج العربى» التى كنا نراهن على تماسكها تبدو متصدعة نتيجة المواقف الفردية من دولة «قطر» وتغريدها خارج السرب، ولسوف يحاول أمير «الكويت» رئيس القمة، ومعه بعض عقلاء العالم العربى وحكام الخليج فتح جسور للتفاهم بين «قطر» وشقيقاتها على خلفية دعمها للعنف فى «مصر» و«البحرين»، كما طالها اتهام بأنها كانت على علم بترتيبات مؤامرة «القذافى» لاغتيال خادم الحرمين الملك «عبدالله» ولو صحت هذه المعلومة لكانت كارثية فهى تعنى تجاوز كل الخطوط الحمراء، فالمشكلة الحقيقة أن أشقاءنا فى «قطر» يضعون الأمة فى خطر.
فالمعروف أن الشعب القطرى من أكثر الشعوب العربية إيمانًا بعروبته وإسلامه، كما أن سكانه يمثلون امتدادًا مذهبيًا لسكان السعودية، كما أن العلاقات المصرية القطرية تمتعت تاريخيًا بميزات واضحة، ولكن التغييرات التى جرت على الساحة السياسية فى «قطر» خلال العقدين الأخيرين، أفرزت مواقف مختلفة عن التيار العام فى العالم العربى ولعبت دورًا فى معظم المشكلات والأزمات العربية، وكانت فى بعضها جزءًا من الحل، ولكنها كانت أيضًا فى البعض الآخر جزءًا من تفاقم المشكلة لذلك جاءت التداعيات الأخيرة بسحب سفراء «السعودية» و«الإمارات» و«البحرين» من العاصمة القطرية بمثابة صدمة لكل الأطراف العربية ولعلها تكون صدمة الإفاقة لدولة «قطر» الشقيقة التى تملك مقوماتٍ فى ثروتها الطبيعية ونحنا نأمل فى نجاح «قمة الكويت» مهما كانت التحديات والمواجهات والمصاعب.
د.مصطفى الفقى يكتب: القمة العربية.. زعماء الأمة يجتمعون فى توقيت بالغ الصعوبة.. والمواقف الفردية لقطر سببت تصدعا عميقا
الأحد، 23 مارس 2014 08:18 ص
د.مصطفى الفقى