"التعليم المجانى حق مكفول للجميع" كانت هذه إحدى شعارات ثورة يوليو عام 1952، فبعد أن كان التعليم حكرا على أبناء كاظم باشا شوكت وشكرية هانم السلحدار، ومن على شاكلتهم، أصبح التعليم حقا مكفولا لأبناء الريس عبد الواحد وعثمان السفرجى أيضا دون الالتزام بأى قيود عنصرية.
ومن حينها وحتى وقتنا الحالى، لا تزال الحكومة على العهد وتوفر التعليم بمراحله المختلفة مجانا لكل أبناء المصريين دون تفرقة من خلال المدارس والجامعات الحكومية المنتشرة فى أنحاء الجمهورية.
لا شك أن قرار دعم التعليم فى مصر كان قرارا صائبا، ولكنه لا يزال يطرح تساؤلا هاما: كيف تتأكد الحكومة أن هذا الدعم يذهب لمن يستحق؟
تنفق الدولة 13 مليار جنيه، على "التعليم العالى".. و49 مليارا على " ما قبل الجامعى " مما يمثل جزءا كبيرا من ميزانيتها دون أن تتأكد أن هذا الدعم يصل لمن يستحق!
فعلى عكس جميع الجامعات فى كل بلاد العالم لا توجد معايير لقبول الطلاب فى الجامعات المصرية باستثناء مجموع الثانوية العامة الذى يقره مكتب التنسيق.
مما يتيح الفرصة لعدد كبير من الطلاب للدراسة فى الجامعة والتمتع بدعم التعليم الذى توفره الحكومة.
أما السياسة التعليمية المتبعة فى كل بلاد العالم، لا تتيح للطلاب الالتحاق بالمرحلة الجامعية، إلا بعد خضوعهم لعدد من الاختبارات الشخصية والثقافة العامة والقدرات الذهنية ويجرى مع الطالب عددا من المقابلات الشخصية، لتحديد موقف الجامعة بقبوله أو رفضه، كما توفر الجامعات منح مجانية كاملة للطلاب المتفوقين بشرط دوام تفوقه حتى التخرج. وهكذا تتأكد الجامعة أن هذا الدعم يذهب لمن يستحق.
سياسة القبول بالجامعات الأجنبية وآلية انتقاء الدارسين لا تضمن فقط توفير هذه الأموال الطائلة التى قد تذهب لمن لا يستحق، بل وتساهم أيضا فى رفع مستوى الدارسين بالجامعة، وبالتالى رفع كفاءة الخريجين والارتقاء بمستوى الجامعة.
لعلك شاهدت مؤخرا هذا الفيديو الذى يظهر واقعة تعرض إحدى الطالبات بجامعة القاهرة، إلى تحرش داخل الحرم الجامعى، من بعض الطلبة...هذه الواقعة التى لا تثير فى نفسك الاستياء وحسب، بل وتثير سؤالا هاما: كيف انحدر مستوى الطالب الجامعى بهذا الشكل؟!
هل يستحق طلبة متحرشون بهذا المستوى الأخلاقى المتدنى الحصول على هذا الدعم الذى توفره الحكومة؟ وما الذى سيقدمه هذا الطالب لبلده فيما بعد؟!
أعتقد أننا بحاجة لتطبيق بعض قوانين العنصرية الفكرية على التعليم الجامعى فى مصر.. ليقتصر التعليم الجامعى فقط، على من هو أهل له، وفقا لمعايير معينة تضمن انتقاء الدارسين بالجامعة من أجل الارتقاء بمستوى العملية التعليمية.
