"كان نفسى ابنى هو إلى يدفنى".. هكذا بدأت فردوس حسن عبدالتواب حديثها لـ"اليوم السابع" بعيون باكية، وتذكر آخر كلمات ابنها شهيد الواجب فى كرداسة العميد عامر عبدالمقصود: "يا أمى أنتى راضية عنى"، مؤكدة أن قلبها يحترق كل يوم من فراق ابنها الكبير الذى لا يعوضها عن فقدانه أى شىء ولا حتى أولاده.
وأضافت "فردوس" أن رأسها مرفوعة اليوم لتكريم محافظة الجيزة لها ضمن الأمهات المثاليات حيث تشعر بالفخر لوصول ابنها لمرتبة الشهداء، موضحة أن لها 6 أبناء آخرين، ولكن "عامر" كان له معزة خاصة بقلبها، داعية الله أن يصبرها على فراق أعز عزيز لها قائلة: "منهم لله إلى قتلوا ابنى ربنا يحرق قلوبهم زى ما حرقوا قلبى على ابنى".
فيما قال إبراهيم محمد على أبو السعود، 74 عاما، من البدرشين يروى قصة كفاحه فى تربية 7 أبناء على مدار أكثر من 40 عاما، قائلاً "أنا راجل متعلمتش حاجة غير من الحياة وبالرغم من ذلك خرجت 6 رجالة وبنت كلهم من كليات عالية وفرحان بيهم أوى".
وأضاف أبو السعود أنه عمل على مدار 30 عاما أمن فى شركة الحديد والصلب، لكى أربى أولادى أحسن تربية كى أفتخر بهم أمام الجميع، مؤكداً فرحته وسعادته اليوم وهو يكرم من المحافظة باعتباره الأب المثالى لتربية أبنائه حتى أصبحوا فى أعلى الدرجات، داعيا الله أن يحفظ مصر ويجعلها فى أمن وأمان خاصة أن الله ذكرها فى كتابه الكريم، بقوله "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
"ضحيت بحياتى كلها عشان ولاد أختى".. هكذا قالت فاطمة أحمد محمد، من البدرشين 86 عاما، والتى تم تكريمها كأم اعتبارية من محافظة الجيزة، لتفرغها التام لتربية أبناء أختها بعد وفاتها عام 1979، موضحة أنها رزقت بـ11 طفلا توفاهم الله جمعيا، وتابعت: "بعد موت أختى تفرغت تماما لتربية أولادها الـ4 وكنت أخرج كل يوم صباحا لبيع الخضروات فى القرية لإعانتى على المعيشة بعد أن ترك لهم والده معاشا بسيطا لم يكن يكفينا قوت يومنا".
وأضافت "فاطمة" أنها كانت فى قمة سعادتها وهى تخدم أولاد أختها المتوفية لأنها شعرت فيهم أنهم أبناءها التى لم تكتمل فرحتها بهم قائلة: "كنت فى قمة سعادتى وأن بخدم بنت اختى وبحس إن بدخل السعادة على قلبها".
كما روت البنت المثالية قصة كفاحها مع أهلها حيث تذكرت مديحة مصطفى أحمد سنوات عمرها التى قضتها فى خدمة أمها المريضة بالربو، حيث كان عمرها 9 سنوات، وحملت مسئولية الاعتناء بأخواتها الـ4، مؤكدا أنها عملت بجد وعناء لرؤية أخواتها فى أعلى المناصب الذين تخرجوا بالفعل من الكليات، واكتفت هى فقط بالحصول على دبلوم لتتفرغ تماما لمسئولية البيت.
وأضافت "مديحة" أنها عند بلوغها سن الـ15 سنة أصيب والدها بجلطة أدت إلى شلله مما ضاعف من المسئولية على كتفها وأصرت على دخول مدرسة للتمريض، حيث أصبحت تعتنى بالأب والأم وأخواتها، موضحة أنها رفضت الزواج تماما بعد أن زوجت أخواتها إلا أن إصرار والدتها على الزواج جعلها توافق فى النهاية وبعدها بشهرين توفت والدتها.
وعبرت "مديحة" عن كامل سعادتها فى قضاء حياتها بالكامل فى خدمة أهلها وأخواتها لشعورها بحاجتهم الماسة لها.








