يقول دكتور أسامة فكرى رئيس قسم التغذية الإكلينيكية بمستشفى دار الشفاء وأخصائى الجهاز الهضمى والكبد, إنه طبقا لإحصائيات وزارة الصحة الرسمية فإن مصر بها 11 مليون مصاب بالتهاب الكبدى الفيروسى سواء كان بى أو سى, وهذا يجعل مصر الدولة الأولى عالميا من حيث عدد المرضى, وأيضا تحتل مصر المرتبة الأولى فى إفريقيا والسادسة عالميا من حيث السمنة بين مواطنيها, فتبعا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن 64% من رجال مصر يعانون من السمنة, وعلى النقيض السيدات فكل 4 سيدات ثلاث منهن يعانون من السمنة.
أشار فكرى, أن أكثر من 75% من مرضى السمنة هم مصابون بالكبد الدهنى, وأن ما بين 20 إلى 30 % من هؤلاء مصابين بالتهاب الكبدى، وذلك نتيجة الزيادة فى الوزن والدهون التى تصيب الكبد وهذا يؤدى إلى تليف الكبد.
أضاف فكرى أن الكبد المصرى يعانى من مطرقة الفيروسات الوبائية ودهون الكبد, ولكن يحظر الأطباء من خطورة الكبد الدهنى، حيث إنه أصبح أمرا شائعا, وعند إصابة الكبد بفيروس سى مع وجود الكبد الدهنى, يكون ارتفاع الأنزيمات ناتج عن زيادة دهون الكبد وليس من الفيروس, وذلك يرجع إلى أن الفيروس قد يكون كامنا، ولكن تدمير خلايا الكبد ناتج من ترسب الدهون بداخله وهذا يدفعه إلى التليف.
أضاف فكرى أن 10 % من مرضى الكبد الدهنى قد تكون أنزيمات الكبد غير مرتفعة وتكون طبيعية تماما, وهذا يعطى انطباعا زائفا بالاطمئنان للمريض والطبيب أيضا, حيث يتصرف المرض كاللص حتى يتمكن من الكبد تماما ويظهر بشكل كبد متليف بأعراض الفشل الكبدى وذلك يكون بدون سابق إنذار.
أشار فكرى, فى عام 2010 نشرت دراسة ووجد أن المرضى أصحاب الدهون الكبدية والمصابين بفيروس سى الكبدى, أقل استجابة لعقار الإنترفيرون وذلك عند العلاج, ولذلك تنصح الجمعية الأمريكية لدراسة مرضى الكبد بفقدان الوزن لمرضى فيروس سى قبل العلاج, ولا تفضل إعطاء العلاج للمرضى زائدى الوزن، حيث إنه إهدار مالى وقد يتعرض المرضى لمضاعفات العلاج فى كثير من الأحيان.
أضاف فكرى أنه فى الولايات المتحدة الأمريكية يعانى 600000 مريض من التليف الكبدى وذلك جراء التهاب دهون الكبد وذكر تقرير الجمعية العالمية للجهاز الهضمى أن 30% إلى 40% منهم يحتاج لزراعة الكبد، مما يمثل عبئا اقتصاديا كبيرا على عاتق أقوى اقتصاد بالعالم، فما بالك باقتصادنا المحدود ومواردنا الصحية القليلة.
أشار فكرى أنه لا يوجد علاج دوائى للكبد الدهنى وأن العلاج الأساسى هو علاج غذائى، حيث يجب تصحيح العادات الغذائية الخاطئة, واستبدالها بعادات صحية سليمة.
أضاف فكرى أنه أثبتت الدراسات أن تكوين بكتريا الأمعاء والقولون والتى يصل عددها لأكثر من 500 نوع بتحكم بشكل كبير بزيادة التهاب الكبد الدهنى, حيث وجد أن شكل هذه البكتريا يتغير للأسوأ تبعا لزيادة السمنة, وأيضا تمثل الخضراوات والفواكه الغنية بالألياف تساعد فى إنعاش البكتريا المفيدة بالأمعاء، وهذا يساعد فى تقليل التهاب الكبد الدهنى.
ينصح فكرى أن الاهتمام بالتغذية ونشر الوعى الغذائى السليم وسط مرضى الكبد هو البنية الأساسية والأولى للعلاج ويعتبر هو طوق النجاة لوزارة الصحة وأيضا لدولة تعانى من أزمات متتالية وموارد معدومة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة