ربما تكون بدايتى هذه على غير عادتى، فاليوم أكتب عن مفترق الطريق عن تلك المسافة ما بين الأمس واليوم..
بالأمس رسمت أحلاما وردية عن عش أعيش به بلا منغصات أو شىء يجلب الهم والنكد.
رسمت حلم العقل والتعقل وتحكيمه فى كل الأمور، ولكن دائما تصطدم بما يسمى الواقع.. ذلك الواقع الذى يجبرك إن أردت أن تكمل حياتك أن تتكيف معه.
أحيانا يسهل التكيف والتلون والتغير، وفى الأحيان الأخرى تجد طباعك وأسلوب حياتك تجبرك على أنك لا تستطيع أن تكون جزءًا من ذلك الواقع الذى إن أردت أسميه مريًرا أو مرًا.
عزيزى القارئ المتميز الجميل دعك من كل هذه المهاترات السابقة، وعذرا إن حاد قلمى، ليعبر، ويخرج من الموضوع إليه، فمفترق الطرق هو تلك الوسيلة المستخدمة (وسيلة المواصلات) تعبير سمعته أعجبنى، وجعلنى أكتب كلماتى تلك.
ما بين طريق وآخر تجد تلك الوسيلة التى ربما تمنحك السعادة أو تجلب لك هما وحزنا على اختلاف أشكالها وأنواعها، وربما تكون هى نفسها نفس الوسيلة صاحبة الشعورين المختلفين، أتحدث عن تلك الوسيلة التى تركبها، لتكون إلى جوار أشخاص تحبهم، فترى أن الطريق يمضى مسرعا، وتطلب من القائد أن يسرع أكثر كى تقترب منهم، لأنك تحمل لهم كل أنواع الشوق والمحة،ه وتنتظر لقاءهم بفارغ الصبر.
أما إذا كنت تركبها هى نفسها لتذهب بعيدا عن أحبتك، تجد الوقت يمر طويلا.. والزمن لا يتحرك.. وكل مرة من داخلك تطلب من السائق أن يقف لتنزل، وتعود من حيث أتيت، تعود إلى وطنك إلى أهلك، ولكن فى كل مرة لا يتوقف السائق أتدرى لما؟ لأن صوتك لم يخرج من حنجرتك ولا يسمعه غيرك أنت..
وطنى الحبيب اشتقت إليك، فعد لى كما كنت وطنا يسعنى وأهلى، ويضمنا داخل جناحيه ليحنو علينا.. كفاك هجرًا لنا.
