فى الوقت الذى يحتفل العالم فيه باليوم العالمى للماء، تصرخ مياه الشرب فى مصر من التلوث، ولا تزال أزمة سد النهضة الإثيوبى، الذى يهدد حصة مصر التاريخية من المياه "محلك سر"، ولننقذ مصدر الحياة والخصوبة والنماء لدينا علينا أن نتعامل على الفور مع مسببات تلوث مياه الشرب وإيقافها قبل أن نصل لمرحلة الخطر، كذلك علينا أن نتعلم كيفية ترشيد المياه واحترام كل نقطة، كما يقع على عاتق المسئولين دور كبير فى التعامل مع أزمة سد النهضة واتخاذ إجراءات قوية لحل الأزمة.
احتفال هذا العام تحت شعار "المياه والطاقة"
فى 22 مارس من كل عام تنظم الأمم المتحدة احتفالا عالميًا بالمياه بعد قمة "ريو" عام 1992، والتى تم التوصية فيها على اعتماد 22 مارس ابتداءً من عام 1993 يوما عالميا للمياه والتوعية بأهميتها وكيفية الحفاظ عليها، ويأتى احتفال هذا العام تحت شعار "المياه والطاقة" نتيجة للصلة الوثيقة التى تربط بينهما، وبعد أن وصلت الأخطار المتصلة بالمياه إلى 90 % من مجموع الأخطار الطبيعية بحسب تقرير الأمم المتحدة الجديد.
كما يشير التقرير إلى أن الموارد المائية تتعرض لضغوط شديدة؛ لأن الطلب على الموارد المائية يشهد ارتفاعاً هائلاً فى جميع القطاعات الرئيسية المستخدمة للمياه وهى الزراعة، وإنتاج الطاقة، وعمليات الإنتاج الصناعى، والاستهلاك البشرى، كما يستلزم الإنتاج الزراعى والحيوانى كمية هائلة من المياه.
كما أشار التقرير إلى أن عدد سكان المدن الذين يفتقرون إلى المياه الصالحة للاستعمال وخدمات الصرف الصحى الملائمة، قد ارتفع بما يقارب 20 % ولا يزال يقارب مليار شخص لا ينتفعون بمصادر محسنة لمياه الشرب ووصل عدد الأشخاص غير المنتفعين بمرافق ملائمة للصرف الصحى فى العالم إلى 2.6 مليار نسمة فى عام 2010.
مصادر تلوث المياه وخطورة ذلك
المياه هى مصدر الحياة فى حياتنا، فهى أساس الزراعة والصناعة وإنتاج الكهرباء، ولا نستطيع أن نستغنى عن المياه فى منازلنا فى التنظيف والطبخ والاستحمام، ويوما بعد يوم تزداد حاجتنا للمياه، ورغم ذلك تزداد أيضا نسبة تلوث المياه، حيث تصرف فى مياه النهر الفضلات والمخلفات الصناعية، كما تؤدى حوادث ناقلات النفط وانفجار آبار النفط إلى تلويث النهر، فنسمع بين فترة وأخرى عن بقع زيتية هائلة الحجم تطفو على مياه النيل تقتل الأسماك وتلوث المياه التى نشربها.
ناهيك عن التلوث الحرارى الذى يوجد حيثما وجدت محطات توليد الطاقة الكهربائية والمصانع التى تحتاج إلى التبريد وغيرها، وهناك أيضا المخلفات البشرية السائلة.
وتشمل المخلفات البشرية والمنظفات ومخلفات المستشفيات وغيرها، وهى تشمل مواد غير عضوية، كما تساهم المبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية فى تلوث المياه حين تصل للمسطحات المائية، وعلينا أن نبدأ على الفور فى التعامل مع كل هذه المسببات ومنعها من تلويث أهم مصادر حياتنا.
نصائح لترشيد استخدام المياه
هناك الكثير من الأمور البسيطة التى يمكننا من خلالها أن نساهم فى الحفاظ على المياه عبر ترشيد استخدامها، قد لا نلتفت أو ندرك أهميتها، فعلى سبيل المثال علينا أن نغلق الصنبور خلال غسل الأسنان أو الحلاقة حتى لا تهدر كمية كبيرة من المياه.
يمكن أن يستخدم الدلو بدلا من الخرطوم فى رى الحديقة، أو عند الوضوء لتقليل المياه المهدرة علينا أن نقلل وقت استخدام الدش فى الاستحمام لتوفير كمية كبيرة من المياه شهريا، ويمكن للمياه المستخدمة فى غسل الخضار أن تستخدم فى رى الحديقة.
الحرص على إغلاق الصنوبر جيدا حتى لا يسرب المياه وغيرها من الأشياء البسيطة التى نرشد بها من كمية المياه المهدرة.
دبلوماسية سابقة: أزمة سد النهضة "محلك سر" والحل فى تقوية موقفنا الدولى
السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، قالت لليوم السابع إن أزمة سد النهضة الإثيوبى لا تزال فى مرحلة التفاوض، رغم مرور كل هذا الوقت وللخروج من هذه المرحلة بحل مُرضٍ للطرفين على الجانب المصرى أن يقوى موقفه حتى لا يكون الطرف الضعيف فى المفاوضات، وذلك عن طريقة توعية الرأى العام الدولى بحق مصر الذى تؤكده الاتفاقات الدولية.
مضيفة: "كلما اكتسبنا تأييد هذه الدول بحقنا فى الحياة وخطورة الموقف وكيف سعينا للتفاوض بكل الطرق، فكلما أصبح موقفنا أقوى، خاصة أن القانون الدولى فى صالحنا".
الحل التفاوضى هو الحل الوحيد، كما تقول الدبلوماسية السابقة متابعة: "الأمر يحتاج إلى تفهم كل طرف لموقف الآخر وتوافر الثقة بين الطرفين من خلال الدفع باستثمارات مصرية فى إثيوبيا وتعزيز التعاون فى الزراعة والرى والصحة وكل المجالات".
وأشارت إلى أن تولى رئيس الجمهورية الجديد والحكومة الدائمة من شأنه أن يغير فى طريقة تناول الموضوع من الجانب المصرى.
فى اليوم العالمى للماء.. مياه الشرب فى مصر بطعم التلوث.. وأزمة سد النهضة "محلك سر".. ودبلوماسية سابقة: مصر بحاجة لتقوية موقفها عالميا وتعزيز التعاون مع "إثيوبيا".. والأمل فى الرئيس القادم
السبت، 22 مارس 2014 06:02 ص
نهر النيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة