سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 مارس 1948.. الإخوان يقتلون المستشار الخازندار وزوجته: "مش قلت لك يا أحمد بك"

السبت، 22 مارس 2014 09:17 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 مارس 1948.. الإخوان يقتلون المستشار الخازندار وزوجته: "مش قلت لك يا أحمد بك" صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صرخت الزوجة بأعلى صوتها: "أنا مش قلت لك، أنا مش قلت لك يا أحمد بك، أنا مش قلت لك".

كانت الصرخة من زوجة المستشار أحمد الخازندار، الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة، لسماعها طلقات رصاص على بعد 50 مترا من بيتهما فى حلوان، فخرجت حافية القدمين وقلبها يخفق، لتشاهد شخصا مضرجا فى دمائه، ويلتف آخرون حوله لمساعدته. فوجئت "الزوجة" بأن القتيل زوجها، فأخذته فى أحضانها وصوتها يشق السماء: "أنا مش قلت لك.. أنا مش قلت لك يا أحمد بك".

تدافعت الدماء على صدر الزوجة الذى ودعها قبل دقائق، وطبع قبلتين على طفليه، ومع النزيف تناثرت من حقيبته أوراق قضايا كان يحملها متوجها بها إلى المحكمة فى "باب الخلق".

كان الحدث فى مثل هذا اليوم "22 مارس 1948"، وأطلقت الزوجة صرختها، لأنها عاشت مع زوجها أياما من التهديدات التى تلقاها لإجباره على التخلى عن نظر قضية محاكمة عناصر من جماعة الإخوان، ضبطوا فى الإسكندرية أمام نادى الجيش الإنجليزى ومعهم قنابل لم تنفجر، وتخلت دائرة أخرى عن نظرها بسبب التهديدات، فأحيلت إلى دائرة "الخازندار" الذى صمم على مواصلتها، وحكم على المتهمين بالأشغال الشاقة، فكان الحكم عليه من "التنظيم الخاص" للجماعة بالقتل، ونفذ الجريمة شابان بتخطيط من "عبد الرحمن السندى" قائد التنظيم.

وانتقل إلى مكان الحادث رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى، ومحمد محمود باشا رئيس محكمة الاستئناف، وعبد الرحمن عمار وكيل الداخلية، ومرتضى المراغى مدير الأمن العام، الذى يحكى القصة فى مذكراته المهمة: "شاهد على حكم فاروق" قائلا: "قبضت الشرطة على الشابين، وبدأ التحقيق معهما فى قسم حلوان، وأسرعت بحكم وظيفتى إلى القسم لحضور استجوابهما، فرأيتهما هادئين باسمين، أحدهما ضخم الجثة طويلا، والآخر طويلا قصيرا نحيفا، وسأل وكيل النيابة أولهما عن اسمه، فأجاب: "ولماذا تريد معرفة اسمى، وسأل الثانى، فأجاب: "اسأل زميلى يقول لك اسمى وضحك، فنهرهما وكيل النيابة وأعاد سؤاله، فذكرا اسميهما، فسألهما: "هل أطلقتما الرصاص على المستشار الخازندار، فردا بكل برود: "ومن هو الخازندار؟، ثم امتنعا عن الإجابة على أى سؤال".

القاتل الأول اسمه "محمود سعيد زينهم" وعمره 19، من الجيزة، وكان طالبا فى مدرسة الصناعات الميكانيكية، وبطل مصارعة فى وزنه وفاز ببطولات عديدة، وترك التعليم الثانوى عدة مرات لتكرار رسوبه والتحق بالمدرسة الصناعية، أما القاتل الثانى فهو "حسن محمود عبد الحافظ" سنّه 18 عاما، أحد أبطال لعبة الهوكى بالنادى الأهلى، وكان يسكن بالمنزل رقم 12 شارع نافع بن زايد بالجيزة.

واستدعت النيابة "حسن البنا" مرشد الإخوان، وأنكر صلة المتهمين بالجماعة، لكن التحقيقات كشفت عن أن المتهمين راقبا "الخازندار" عدة أيام، وتبيّن لهما أنه يذهب إلى عمله صباح كل يوم بالمواصلات العامة، ويقطع الطريق من بيته إلى محطة القطار فى حلوان على قدميه، وفى ليلة الحادث باتا فى منزل عبد الرحمن السندى قائد التنظيم الخاص.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة