شهدت كلية الإعلام بجامعة القاهرة، اليوم السبت، خلال مؤتمر "مفوضية الإعلام.. الخروج من المأزق"، بقاعة المؤتمرات فى الكلية، وقوف المشاركين بقاعة الاحتفالات بالكلية، دقيقة حداد على كل الشهداء الذين فقدتهم مصر منذ ثورة 25 يناير وحتى آخر شهيد.
جاء ذلك بحضور لفيف من الإعلاميين، وممثلى المجتمع المدنى والأكاديميين والمهتمين لمناقشة وبناء التوافق على خريطة طريق للخروج من المأزق الإعلامى الراهن، وتلبية الاستحقاقات السياسية لخريطة طريق المستقبل المتعلقة بالإعلام، والاستحقاقات الدستورية ذات الصلة.
من جهته قال الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن الدستور الجديد يشرع لمرحلة إيجابية على طريق المؤسسات الهيكلية للنظام الإعلامى الجديد، وذلك من خلال المواد 211،212،213 بالنص على إنشاء الهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، وإنشاء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
وأضاف مكاوى، فى كلمته، أن المؤتمر يسعى لنقاش الاتفاق على إنشاء مفوضية للإعلام لإنجاز خارطة الطريق الإعلامى، وتفعيل مواد الدستور ومراجعة القوانين المنظمة للإعلام، وصياغة قوانين بديلة لتفعيل إعلام جديد، وأساليب لتفعيل الضبط الذاتى للإعلاميين، وميثاق الشرف الإعلامى، وإطلاق نقابة الإعلاميين، وأنه فى حال الاتفاق على مفوضية يتم رفع ورقة بها لرئيس الجمهورية.
وشدد على أنه لابد من إنشاء مفوضية للإعلام تكون مسئولة عن إنشاء نقابة للإعلاميين، ووضع ميثاق شرف إعلامى حتى يتمكن الإعلام من ممارسة دوره بعيدا عن السلطة، مضيفًا أن مشروع المفوضية سيقدم للجهات المسئولة للموافقة عليه.
وتابع، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إنه فى الفترة الأخيرة وجهت اتهامات عديدة للإعلام المصرى بتدنى المفردات المستخدمة به وتكرارية الأخطاء بكل الوسائل الإعلامية حتى أصبح الإعلام سلاحا ضد الشعب المصرى، بدلا من أن يدافع عن كرامته الإنسانية، مؤكدا أن السبب فى ذلك عدم صياغة مؤسسات الإعلام الجديد بعد الثورة.
وأشار إلى أن الإعلام المصرى خضع للنظام السلطوى طوال القرن الماضى التى اندفعت بعدها الجماهير لتأييد الإعلام القائم على النظام الديمقراطى، وبدأت من خلال شبكات التواصل الاجتماعى التى أصبحت إعلاما موازيا لمواجهة الوسائل التقليدية، قائلا "لم تتمكن الثورة من صياغة الإعلام الجديد لوضع أسس لإعلام يناسب المجتمع المصرى بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
من جهته طالب ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامى، بضرورة تحرير الإعلام المصرى من النظام السلطوى، والإشراف عليه من هيئات منتخبة لدفعه لخطوات للأمام، مؤكدا أن الإعلام قبل الثورة كان تحت السلطة مباشرة، وبعد الثورة ضمن الدستور الجديد خطوات أولية لتحرير الإعلام، ولكن تبقى إشكالية تطبيق التشريع، قائلا "كلنا نريد إعلاما حرا، والإعلام يمتلك آليات ليكون مسئولا، ولا يهدد المصلحة العامة، وإعلام متنوع بدرجة كبيرة".
وأضاف عبد العزيز فى كلمته أن هناك ضرورة لإنشاء نقابة الإعلاميين، وإقرار قانون حرية تداول المعلومات، قائلا: "مبارك والإخوان احتكروا المجلس الأعلى للصحافة ووزارة الإعلام"، مطالبا بكيان مستقل للتخطيط "المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام" يضع فيه المطالب التى يرفعها الإعلاميون، وحماية مصالح القانون، وكذلك الهيئة الوطنية للصحافة.
بينما طالب جمال الشاعر، رئيس معهد الإذاعة والتليفزيون، كلية الإعلام بجامعة القاهرة، بضرورة إنشاء مرصد إعلامى للتوثيق تابع للكلية باعتبارها جهة أكاديمية محايدة إلى أن يتم وضع تشكيل لمفوضية الإعلام.
وأضاف الشاعر، بكلمته خلال المؤتمر، أن الإعلام يلعب بالعقول، محذرا من ذلك خاصة مع دخول الدولة المصرية على انتخابات.
وعن المستقبل فى حركة المجتمعات قال جمال فهمى، وكيل نقابة الصحفيين، إنه لا توجد إجابات مطلقة عن المستقبل فى حركة المجتمعات، وأن من يدعى ذلك يسطو على سلطة المولى تعالى، مؤكدا أن الواقع بالغ العشوائية والفوضوية، وأن الإعلام جزء رئيسى من هذا الواقع، مضيفا "قدرتنا على انتقاء المواضع التى تسمح بالتقدم سيتوقف عليها النجاح، وأن حرية الصحافة والإعلام ليست ميزة للصحفيين ولكنها حق للمواطن المصرى فى الدفاع عن نفسه".
وأضاف فهمى، "من الظلم اختزال الإعلام فيمن يقومون بالتسريبات، والإعلام فى الحالة العامة "بعافية شوية"، ومكسبنا أننا قطفنا ثمرة لنضال كبير وهو تقديم حرية الصحافة للجمهور على أنها جزء من حقوق الناس"، مؤكدا أن الإعلام لم يتغير فى شىء واستخدم فى التعبئة لثورة 25 يناير، وأنه أمام الإعلاميين طريق طويل عليهم السير به والبعد عن طرق التهلكة.
فى حين قال الدكتور محمد بسيونى، الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة ورئيس جمعية الخريجين، إن الشعب المصرى يطالب بإعلام مسئول، وإن كل الأساليب لتكسير إرادة الشعب لم تنجح من مبارك للمجلس العسكرى للإخوان وغيرهم، مؤكدا أن الإعلام التقليدى فى حالة ضعفه سيحل محله الإعلام البديل الذى أصبح شهيرا للغاية، ويمثل إعلاما موازيا فى شبكات التواصل الاجتماعى.
وأضاف بسيونى، فى كلمته خلال مؤتمر "مفوضية الإعلام الخروج من المأزق"، الذى تستضيفه كلية الإعلام اليوم، السبت، بقاعة المؤتمرات بالكلية، أنه لا أحد فى الدولة يمتلك قرارا بإصدار قانون نقابة الإعلاميين، وأن الرئيس عدلى منصور قدم له القانون، ولم يتم إصداره، وأن ميثاق الشرف الإعلامى موضوع بالخطأ فى خارطة الطريق لأنه تدخل مباشر فى الحياة المهنية للإعلام لأن السلطة غير منوط بها وضع ميثاق شرف للإعلام –وفقا لقوله–، موضحا أن ذلك لابد أن يأتى من الإعلاميين أنفسهم.
وتابع بسيونى، أن رئيس الجمهورية دعا أساتذة الإعلام للنقاش حول مستقبل الإعلام، وقال لهم "لا أستطيع اتخاذ قرار بإنشاء نقابة الإعلاميين لأنى مؤقت"، وأن مفوضية الإعلام هى مستوى بين الرسمية والجماهيرية فهى تقع فى المنطقة الوسط وأنه لضمان تنفيذ قراراتها لابد أن يصدر قرار باعتمادها كبيت خبرة يتحدث بشكل واضح عن مشكلات الإعلام.
فيما قال الإعلامى حافظ المرازى، إن نقابة الصحفيين تمثل شكلا مشوها لما يجب أن تكون عليه، ووصفها بـ"المتخاذلة" فى الدفاع عن أعضائها، بعد اقتطاع أجزاء من أجرهم من أجل الدفاع عنهم، مضيفًا أن الحكومات السلطوية بكل دول العالم تحتضن النقابات العامة وتجعلها مجرد ديكور.
دقيقة حداد على أرواح الشهداء خلال مؤتمر حول مستقبل الإعلام بجامعة القاهرة.. المرازى: "الصحفيين" تتخاذل عن حماية أعضائها.. وعميد الكلية: سنرفع مقترحا للرئيس.. و"فهمى" يستنكر اختزال الإعلام فى التسريبات
السبت، 22 مارس 2014 06:06 م
نقابة الصحفيين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة