بعدما أثيرت أزمة مقتل 400 نيبالى فى بناء وتشيد ملاعب مونديال 2022، المقرر إقامته فى قطر، حرص موقع "اليوم السابع" على التواصل مع الرأى العام النيبالى فى مصر لمعرفة مدى تأثر مواطنى الضحايا بهذه الأحداث، وتحديداً مع طلاب دولة نيبال الذين يدرسون فى جامعة الأزهر، الذين أكدوا جميعاً أن منهم من يعرف أشخاصاً محددين يعملون فى الدوحة.
نيبال التى تقع فى جبال الهملايا بين دولتى الهند والصين، وتعد اللغة النيبالية هى اللغة الرسمية للبلاد، وتأتى اللغة الإنجليزية فى المرتبة الثانية، ويبلغ عدد سكانها 28 مليون نسمة، ظروفها الاقتصادية تعسة، مما حدا بمواطنيها للبحث عن لقمة العيش خارج الحدود، ليجد مواطنوها أن الخروج فى اتجاه الدوحة يعنى العودة فى نعش، أو ربما اللاعوده فى ظل هذه المعيشة غير الإنسانية، موضحين أن دماء نيبالية هى دموع فى عيون نيبال.
وأضاف كل من التقيناهم أنهم يعرفون جيداً أن دولة قطر لا تحترم الإنسانية أساساً فكيف ستحترم قواعد الأحتراف النظيف، ونيبال من أكثر الدولة الأسيوية تصديراً للعمالة لدولة قطر، ويصل عدد الجالية النيبالية فى الدوحة إلى 500 ألف نيبالى، تركوا بلادهم وأسرهم بحثاً عن تحسين دخلهم المعيشة، وأن بلادهم كما ذكرنا تعانى من مشكلة البطالة، وليست من الدول القادرة على توفير دخل لهؤلاء العمال.
ويتواصل "اليوم السابع" مع عدد من أسر الضحايا الموجودين فى مدينة البعوث الإسلامية بالقاهرة من أجل الدراسة فى الأزهر الشريف وهم "مظفر أفاق"، و"نبى بخش"، و"محمد عطا الله"، و"محمد أبرار أحمد" يتحدثوا نيابة عن باقى زملائهم هنا فى قاهرة المعز فى حوار على النحو التالى:
بداية البقاء لله فى ضحايا نيبال بقطر:
نحمد الله على كل حال، وهذا قضاء الله ولا أحد يستطيع أن يغيره، ونحن نرضى به، ونحتسبهم عند الله شهداء، لكن الأخذ بالأسباب لابد منه فلا يمكن أن يكون مقبولاً أن يعامل البشر معاملة غير آدمية تطيح بحياتهم.
كيف تصفو شعوركم بوفاة 400 نيبالى فى قطر أثناء تشييد ملاعب مونديال 2022؟
بصفة الإنسانية "لا فرق بين عربى ولا أعجمى ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى"، وما حدث مع النيباليين فى قطر شىء مؤسف للغاية، خاصة أن هؤلاء الضحايا يدفعون أموالا هائلة للسفر إلى قطر من أجل رعاية عائلتهم، وتحسين دخلهم، ليس من أجل الوفاة، وما حدث لا يرضى أى أنسان ولابد من البحث عن الجناة لأن هذه الدولة لا تحترم الإنسان أو الإنسانية ولا أى قواعد أخلاقية.
كيف وصل عدد الضحايا إلى 400 عامل ولم يفتح قبلها الملف؟
وصل عدد الضحايا إلى 400 عامل نتيجة لسوء معاملة القطريين لأهالينا هناك، وتأخرهم فى إمداد المصابين بالأدوية، كما لا تصل عربات الإسعاف فى حالة الطوارئ بشكل سريع، إضافة إلى سوء التغذية، وعدم توفير المسكن المناسب للعمال ولعل الأرقام لم تصل من شدة الخوف الذى ينتاب الموجودين هنام، فكل شىء مراقب حتى الاتصالات.
مهما كان الأجر الذى يحصل عليه مواطنوكم هل يساوى هذه المعاناة؟
لا يتناسب مطلقاً، حيث يتم الاتفاق قبل السفر بحصول الفرد على 1200 ريال قطرى، لكن عند الوصول يحصل على 500 ريال، بما يعنى أن البداية وعد براتب ثم قبض أقل من نصفه، بينما تعد المشكلة الكبرى هى أنه يكتب فى التأشيرة أنهم ذاهبون من أجل العمل كمحاسبين ومحصلين، لكن يتم توظيفهم فى بناء الملاعب، ورعاية الغنم!.
كيف ترون الإجراءات التى يجب أن تتخذها نيبال تجاه هذا الحادث؟
كان من المفروض أن تتحرك دولة نيبال تجاه هذا الحادث لكشف أسبابه، ولابد أن تتحرك منظمات الحقوق الدولية والإنسانية من أجل مصلحة الإنسان ليس من أجلنا فقط لإيقاف هذه المأساة التى يعانى منها أهلنا بقطر، على الأقل يمنع سفر العمال لقطر، ثم المطالبة بحقوق الشهداء، لكن يبدو أن الخوف على باقى الجالية يعيق الخطوات من جانب الحكومة النيبالية.
بماذا تطالبوا الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" بعد هذا الحادث؟
تأسيس الملاعب من أجل إقامة المونديال ليس من الضروريات، وفاة 400 عامل يدل على سوء المعاملة ولا يجوز أن يتعامل الإنسان كذلك، وعلى "فيفا" إيقاف هذه المهزلة فلا يجب أن يضحى الإنسان بنفسه من أجل بناء ملاعب لإقامة مونديال، وإن لم يتم إيقاف تلك المعاملة القهرية مع النيباليين فى قطر فيجب سحب ملف المونديال منها.
هل قطر قادرة على استضافة المونديال؟
بالمقارنة مع ما يحدث فى الوقت الحالى من سوء معاملة العمال النيباليين فلا نعتقد أنها قادرة على الاستضافة، وعلى "فيفا" أن يتخذ قرارا بسحب ملف المونديال من قطر، خاصة أنه لو استمرت هذه المعاملة مع أهالينا سيصل عدد الضحايا حتى عام 2022 إلى 400 ألف شهيد.
على فيفا أن يطالب بالإصلاح الداخلى وإيقاف قطر عن تلك المعاملة القهرية، كما نطالب منظمات حقوق الإنسان بسرعة التدخل لإقناع "فيفا" بإيقاف هذه الكارثة.
بالصور.. الجالية النيبالية تكشف لـ"اليوم السابع" تفاصيل القهر القطرى.. وتتهم "فيفا" بالمساهمة فى زيادة أعداد الضحايا.. وتطالب بسحب تنظيم المونديال
السبت، 22 مارس 2014 09:00 م
طلاب من الجالية النيبالية بالأزهر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد جلال
تتوالي حملات الهجوم على قطر واستضافة كأس العالم
عدد الردود 0
بواسطة:
طه محمود
كأس العالم قطري رغم أنف القائمين على تلك الحملات