القمر الأحمر.. فيلم مغربى عن موسيقى أعمى أشبه بأبطال التراجيديات الكلاسيكية

السبت، 22 مارس 2014 04:51 م
القمر الأحمر.. فيلم مغربى عن موسيقى أعمى أشبه بأبطال التراجيديات الكلاسيكية المخرج المغربى حسن بنجلون
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعيد المخرج المغربى حسن بنجلون، الاعتبار لأبطال أفلامه ويحنو عليهم فيصبحون كأنهم أفرادا فى عائلة المشاهد الذى يود لو يمد إليهم يد المساعدة ويدفع عنهم ظلما يودى بحياتهم أو يجعلهم مهمشين ومنفيين فى زمانهم.

فقبل عشر سنوات تناول فى فيلم (درب مولاى الشريف) جانبا من ضحايا ذلك المعتقل السرى سيئ السمعة فى المغرب خلال حكم الملك السابق الحسن الثانى وهو ما يعرف بسنوات الرصاص. وفى فيلمه الجديد (القمر الأحمر) يتناول السيرة الذاتية والفنية لعبد السلام عامر الموسيقى العصامى الضرير الذى آمن بموهبته ولكن السياق الفنى والسياسى كان يعانده.

يبدأ الفيلم الذى يشارك فى مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية المقام حاليا بالمدينة الجنوبية المصرية، بلحظة ميلاد عبد السلام عامر (1939-1979) فى مدينة القصر الكبير الشمالية وكيف فقد بصره، ولكن بصيرته كانت حادة، إذ عشق الموسيقى وتقصى الفن كلما وجد إليه سبيلا.. من العاصمة المغربية إلى القاهرة التى جاءها محبا وغادرها محبطا بعد حرب 1967.

ولا يرصد بنجلون قصة حياة عامر بحياد توثيقى ولكنه ينحاز إليه إنسانيا وفنيا باختياره ملامح تميز مواقف عامر الذى تحدى سخرية البعض منه فى بداية الأمر وأجاد تلحين القصائد ومن أبرزها (القمر الأحمر) للشاعر عبد الرفيع الجوهرى وغناء عبد الهادى بلخياط.

واختار بنجلون (القمر الأحمر) عنوانا للفيلم ربما فى إشارة إلى مكانة عامر كقمر فى سماء الفن أو إلى ميوله السياسية اليسارية.

وقال بنجلون الذى جاء إلى مدينة الأقصر لحضور المهرجان لرويترز إن عامر "كان ناصريا" فى إشارة إلى حبه لتجربة الرئيس المصرى الأسبق جمال عبد الناصر، مضيفا أن عامر واجه بسبب ذلك تضييقا فى المغرب وصل إلى درجة التعتيم أحيانا، نظرا لأن القاهرة كانت تقف بجوار الجزائر فى النزاع الذى نشب بين الجزائر والمغرب فى بداية الستينات.

وأضاف أن الحظ عاند عامر حين جاء إلى القاهرة التى تتسع لموهبته وخياله وقدم -كما سجل الفيلم- أعمالا فى دار الأوبرا المصرية واستمع إليه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وحثه على الحفاظ على التراث الموسيقى الأندلسى الذى يتميز به المغرب. وكان يخطط للتعاون مع عدد من المطربين لولا حرب 1967 وما تلاها من إعلان عبد الناصر التنحى عن الحكم فقرر عامر العودة إلى بلاده وترك زوجته المصرية.

ولكن المغرب كان يدخر له مفاجأة كبرى تعزز الاتهام السابق بأنه "ناصرى الهوى" إذ تصادف وجوده فى الإذاعة يوم "انقلاب الصخيرات" الذى قاده الجنرال أمحمد أعبابو فى يوليو 1971 وتحت تهديد السلاح أجبر عامر على قراءة بيان يؤكد "الإطاحة بالحكم الملكى" وما ترتب عليه من اعتقال وانتزاع اعتراف بالضلوع فى الأمر ثم الإفراج عنه بعد ثبوت براءته ولكنه يظل ضحية التهميش.

وينتهى الفيلم بوفاة عامر الذى أعيد الاعتراف به كجزء من الذاكرة الفنية المغربية وأحد أبرز المجددين فى الموسيقى العربية.

ولا يخلو الفيلم من بعض التنميط وخصوصا فى المشاهد التى يفترض أنها وقعت فى مصر ومنها عدم الدقة فى نطق اللهجة المصرية فى حوارات تجرى على ألسنة نساء أو عامل المقهى الذى يصر الفيلم على إنطاقه بعبارات نمطية اشتهرت بها الأفلام "وعندك واحد شاى وصلحه" فضلا عن عدم دلالة الديكور على الأجواء القاهرية، ولكن بنجلون قال لرويترز إنه جاء إلى القاهرة لكى يصور المشاهد فى أماكنها الطبيعية ولكن الظروف العامة بعد 25 يناير 2011 حالت دون ذلك.

ويشارك الفيلم فى مسابقة (أفلام الحريات) التى يتنافس فيها 11 فيلما من فنزويلا والدنمرك وهولندا ونيجيريا وكينيا والسويد وإيران وتونس وسوريا والعراق ومصر.

وتحمل مسابقة أفلام الحريات اسم الصحفى المصرى الحسينى أبوضيف الذى قتل فى الخامس من ديسمبر 2012 أمام القصر الجمهورى بالقاهرة فيما يعرف بأحداث قصر الاتحادية التى شهدت اشتباكات عنيفة بين مؤيدين ومعارضين للرئيس السابق محمد مرسى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة