يعتبر الـDNA هو الحمض النووى الذى يوجد بداخل كل نواة فى كل خلية من الجسم البشرى، ويحمل الصفات الوراثية المشتركة من الأب والأم لهذا الإنسان، ويحمل الحيوان المنوى للرجل نصف هذه الصفات، بينما تحمل البويضة النصف الآخر، ونتيجة لهذا يمر هذا الحمض النووى بتغيرات جوهرية تركيبية ووظيفية حتى يحمل فقط نصف الصفات الوراثية للخلية، وهذه التغيرات قد تؤدى إلى تلف بعض أجزائه، ثم يحمل الحيوان المنوى هذا الجزء من الحمض النووى بأجزائه التالفة ويدخل البويضة لتكوين الجنين.
أشار الدكتور "حسن الفكهانى" استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية بطب المنيا إلى أن البويضة فى هذا الوقت تحاول إصلاح هذا الجزء التالف خلال اليومين الأوليين من الإخصاب، ثم يتحدد مصير الحمل حسب نتيجة هذا الإصلاح، فإذا تم الإصلاح استمر الحمل، وإذا لم يتم فقد يؤدى هذا لوقف تكوين الجنين ثم الإجهاض، أو حتى الحصول على طفل مشوه.
وأكد أن التحدى القادم أمام أطباء علاج عقم الرجال، الحصول على حيوان منوى ذو حمض نووى بأقل تلفيات لضمان الحصول على جنين بصحة جيدة.
وأوضح "حسن" أن السائل المنوى للرجل يحفل بالعديد من وسائل الحماية مثل مضادات الأكسدة وإنزيمات إصلاح الحمض النووى، ولكى نعرف تعقيدات هذه الحماية علينا أن نعرف الرجال ذو الخصوبة العالية أقل من أو يساوى 27% من حيواناتهم المنوية، أنها تحمل حمضا نوويا به تلفيات.
وأضاف أن العديد من العوامل البيئية والجسمانية تؤثر فى حدوث التلف بالحمض النووى، مثل الاضطرابات الهرمونية وتناول الكحوليات والتدخين وحتى التعرض للتلوث البيئى.. وقد أثبتت الدراسات أن الحيوانات المنوية للذكور المعرضة لتلوث المياه فقط تحمل أكثر من 70% منها حمض نووى به تلفيات.
ومن هذا نخلص بأن للرجل دور محدد فى حالات الإجهاض المتكرر للحوامل، وأنه إذا كان عدد وحيوية الحيوانات المنوية لها عامل أساسى فى تخصيب البويضة، فإن جودة حمضها النووى عامل مؤثر فى اكتمال الحمل والحصول على جنين سليم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة